ترميم 17 تمثالًا نادرًا.. والمحافظ: الأقدم في العالم وستعود أفضل مما كانت عليه
أرض خضراء، تماثيل أسطورية، قصر عريق، كل هذا وأكثر ستجده في حدائق أنطونيادس الشهيرة، أحد أهم وأبرز معالم الإسكندرية، والتي توصف بأنها واحدة من أقدم الحدائق في العالم.
اقرأ أيضاً| مركز تنمية المواهب يبدأ دورته الصيفية بأوبرا الإسكندرية
اختلف المؤرخون حول تحديد توقيت إنشاء الحدائق، إلا أن بعضهم أرجع تاريخها إلى عصر ملوك البطالمة، والتي كانت ضمن ضاحية إيلوزيس أو ما يعرف بـ"جنات النعيم".
وتخضع حدائق أنطونيادس التاريخية حاليًا لأكبر عملية ترميم وتطوير في تاريخها لإنقاذها من الضياع بعد سنوات من الإهمال طالت أشجارها وقصرها وتماثيلها النادرة.
قصر فرساي
تاريخ عريق تملكه حدائق أنطونيادس إذ تنقلت ملكيتها بين أحد الأثرياء اليونانين مرورًا بمحمد علي باشا، وصولًا إلى الخديوي إسماعيل الذي أمر الفنان الفرنسي "بول ريشار" بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس.
وفي عام 1860 انتقلت ملكية القصر والحدائق إلى أحد الأثرياء اليونانين وهو البارون جون أنطونيادس، والذي سميت الحدائق باسمه لاحقًا، وأهدى ابنه أنطوني الحدائق إلى بلدية الإسكندرية في عام 1918 ميلادية، تنفيذًا لوصية والده.
تماثيل أسطورية
يزين حدائق أنطونيادس 17 تمثالًا نادرًا منها 15 من الرخام، وآخر من الفخار، وآخر من الحجر الجيري، لشخصيات أسطورية وتاريخية مثل فينوس وكريستوفر كولومبس وماجلان، بالإضافة إلى تماثيل تمثل الفصول الأربعة وتماثيل أسود مصنوعة من أحجار المرمر.
ويقع داخل الحدائق التاريخية، يقع قصر أنطونيادس الملكي، الذي كان شاهدًا على أحداثًا تاريخية وسياسية واجتماعية هامة حيث استضاف العديد من ملوك وأمراء العالم أثناء فترة إقامتهم بالإسكندرية مثل ملوك بلجيكا وإيطاليا وإسبانيا واليونان وألبانيا.
وشهد القصر فترة بداية زواج شاه إيران محمد رضا بهلوي بالأميرة فوزية، حيث أقاما به خلال فترة شهر العسل، فيما أبرمت فيه معاهدة الجلاء عن مصر عام 1936 بين الحكومتين المصرية والبريطانية، إلى جانب الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944 واختيار مصر مقراً لها.
38 شجرة نادرة
وقال اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، إن هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير حديقة أنطونيادس في الإسكندرية وإعادتها إلى رونقها من خلال خبراء متخصصين، باعتبارها من أعرق وأقدم حدائق العالم التراثية.
وأشار إلى أن حدائق أنطونيادس عبارة عن 3 حدائق "الورد، النزهة، أنطونيادس"، وتضم أكثر من 38 شجرة نادرة لا مثيل لها في العالم بعضها يتراوح أعمارها ين 300 إلى 500 سنة.
وأضاف أنه يجري تنفيذ خطة شاملة لتطوير الحديقة ورفع كفاءة جميع خدماتها، مع الحفاظ على كافة محتوياتها من التماثيل والنباتات والأشجار النادرة الموجودة بها، لتعود الحديقة أفضل مما كانت عليه.
96 فدان
ويتضمن مشروع تطوير حدائق أنطونيادس التي تقع على مساحة 96 فدانًا تنظيف وتطهير الحديقة من مخلفات الأشجار والقمامة التي تراكمت خلال الفترات الماضية، فضلًا عن تقليم الأشجار وإعادة تشكيلها.
وتجرى أعمال التطوير على قدم وساق والتي تشمل ترميم البوابة الرئيسية للحديقة والبوابة الأثرية المطلة على طريق المحمودية، ليصل عدد البوابات التي سيتم إنشاؤها من جديد 3 بوابات بالإضافة إلى البوابة الأثرية.
وأنهي مرممون من كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية أعمال ترميم لكافة التماثيل لتأثرها بعوامل التعرية والرطوبة، وتم إعادة وضعها في أماكنها داخل الحديقة مرة أخرى.
