روسيا تُعلن عن نجاح ضربة لمواقع القيادة الأوكرانية التكتيكية لمجموعة «دونيتسك»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت 1 يوليو، عن تدمير مواقع القيادة الأوكرانية العملياتية والتكتيكية لـ"مجموعة دونيتسك "بأسلحة بحرية وبرية عالية الدقة بالإضافة إلى صد 15 محاولة هجومية أوكرانية في دونيتسك.

وجاء في البيان اليومي لوزارة الدفاع الروسية عن سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا: دمرت القوات الروسية بأسلحة بحرية وبرية عالية الدقة، مواقع قيادة مجموعة دونيتسك العملياتية والتكتيكية الأوكرانية.

اقرأ أيضًا: تدمير مستودع ذخيرة تابع للقوات الأوكرانية بضربة دقيقة على محور أفدييفكا

وفي سياق متصل، وخلال الـ24 ساعة الماضية، واصلت القوات الأوكرانية شن محاولاتها الهجومية الفاشلة في محاور دونيتسك وكراسني ليمانسك وجنوب دونيتسك.

وفي محور دونيتسك، صدت قواتنا  15 هجومًا أوكرانيا وبلغت خسائرهم أكثر من 265 جنديًا أوكرانيًا وتم تدمير مدفعين من طراز Msta-B ومدفع D-20، كما تم تدمير مستودع ذخيرة للواء الآلي 54 الأوكراني.

وفي محور كراسني ليمانسك، دمرت قواتنا مواقع القوات للألوية الميكانيكية 21 و 42 و 67، كما تم إحباط أنشطة مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية في منطقة تورسكوي، وتم تحييد ما يصل إلى 90 جنديا أوكرانيا وتدمير مدافع هاوتزر D-20، ومدفعية ذاتية الدفع من طراز Gvozdika.

وفي محور جنوب دونيتسك، صدت قواتنا هجومين في دونيتسك وزابوروجيه، وأحبطت أنشطة مجموعتي تخريب واستطلاع.

وفي سياق متصل، في محور زابوروجيه، صدت قواتنا هجوما معاديا في بياتيخاتكي في مقاطعة زابوروجيه، كما هزمت وحدات من لواء الدفاع الإقليمي 106 الأوكراني هنالك، وبلغت خسائر العدو بهذه المناطق 140 جنديًا أوكرانيًا، وتم تدمير مدفعين من طراز D-20، ومدافع هاوتزر من طراز MstaB.

وفي محور كوبيانسك، هزمت قواتنا وحدات أوكرانية في خاركوف ولوجانسك وتم إحباط أنشطة مجموعة استطلاع وتخريب وبلغت الخسائر الإجمالية للجيش الأوكراني، أكثر من 75 جنديًا أوكرانيًا وتم تدمير مدافع هاوتزر D-30.

وفي محور خيرسون، تم تحييد ما يصل إلى 30 جنديًا أوكرانيًا وتدمير نظام مدفعي M777 أمريكي، وتمت تصفية مجموعة تخريبية أوكرانية حاولت التوغل في جزيرة أنتونوفسكي في زورقين بمحرك، وفي محيط مدينة زابوروجيه، تم استهداف منشأة لتخزين الوقود للمعدات العسكرية للمجموعة الموحدة للقوات الأوكرانية "زابوروجيه".

وتم اعتراض صاروخي كروز بعيدي المدى "ستورم شادو" وخمسة صواريخ من نظام الإطلاق الصاروخي "هيمارس" HIMARS، وتم إسقاط 12 مسيرة أوكرانية في أرتيوموفسك، سوليدار في دونيتسك ومقاطعة زابوروجيه.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.