نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسئولين أمريكيين معنيين بمكافحة الإرهاب قولهم إن تنظيم داعش يواجه أزمة مالية غير مسبوقة على أرضه في ضوء ما ألحقته الضربات الجوية من أضرار في منشآت النفط والمؤسسات المالية.

وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني الأحد 3 أبريل- إنه لأول مرة يرصد مسئولون أمريكيون دليلا واضحا للضغوط المالية على قيادة التنظيم في ظل تواتر أنباء حول اشتباكات بين كبار القادة بشأن اتهامات بالفساد وسوء الإدارة والسرقة.

وأضافت أن نقص السيولة النقدية بالفعل أجبر داعش على تخفيض أجر العديد من المجندين العراقيين والسوريين إلى النصف، فضلا عن روايات لبعض المنشقين مؤخرا تشير إلى أن بعض الوحدات لم تتلق رواتب منذ شهور، مشيرة إلى أن هناك أيضا شكاوى من المدنيين والمؤسسات التجارية على أراضي تسيطر عليها داعش من زيادة الضرائب والرسوم المفروضة لتعويض النقص النقدي.

ويعزو مسئولون أمريكيون الاضطرابات الاقتصادية التي أصابت التنظيم الإرهابي لحملة استمرت شهورا لتدمير الأسس المالية له، بما في ذلك أسابيع من الغارات التي تستهدف المنشآت النفطية والبنوك وغيرها من موارد العملة الصعبة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئولين معنيين بمكافحة الإرهاب اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشتهم معلومات استخباراتية حساسة بالمنطقة، القول إن الضربات التي استهدفت حقول النفط والمصافي والصهاريج أدت إلى انخفاض إنتاج النفط بمقدار الثلث تقريبا.

وأضاف المسئولون أن الإيرادات العامة من قطاع النفط لداعش في هذه الأثناء انخفضت بنسبة تصل إلى 50 في المئة بسبب انخفاض أسعار النفط وكذلك قدرتهم على تصنيع وبيع المنتجات المكررة مثل البنزين.

وفي السياق ذاته، قال مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشئون تمويل الإرهاب دانييل جلاسر، في معرض تعقيبه على الحرب المالية ضد داعش: "للمرة الأولى، هناك لهجة تفاؤل... أعتقد أن لدينا تأثير كبير، مازال داعش يجني الكثير من المال، ومازال أمامنا طريق طويل يتعين ان نقطعه"، حسبما أوردت الصحيفة.

ويعتقد بعض خبراء الإرهاب أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في أوروبا تعد في جانب منها ردا من التنظيم الإرهابي على تفاقم الأوضاع على أرضه فيما يرى آخرون أنه على المدى القصير، يمكن أن تؤدي الضغوط على الموارد المالية لداعش إلى جعله أكثر خطورة ويجعل تصرفاته غير متوقعة.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول- نقلا عن مسئولين أمريكيين- إن مهمة قطع الشرايين المالية لداعش تعد بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها أمرا صعبا بسبب الاكتفاء الاقتصادي الذاتي لداعش فضلا عن الكميات الهائلة من الأموال التي يستولي عليها مقاتلوه بعد سيطرتهم على عدة مدن عراقية كبرى.