فى كل مرةٍ كانت تفكر فيها السيدة «هوس» فى ترك زوجها، كانت لديها تلك العادة بأن تسأله إن كان يحبها. سؤالٌ لطالما كدّر حبًا قديمًا. لكن زوجها كان دائمًا لديه إجابة، ولم تكن أبدًا الإجابة ذاتها، كانت دائمًا جديدة وخصوصيّة بالنسبة لها.
قال إنه أحب عندما ضحكت بشدّةً حتى استطاع رؤية معظم لثّتها. كان الأمر قبيحًا، تعلم ذلك. فقط شخصٌ أحبها بالفعل سوف يقول ما قال. مرة أخرى، أخبرها أنه أحبها لأنّها أخرجت ريحًا فى منامها. قال لها: «أحببتُ ذلك. معناهُ أنك قريبةٌ منّي.» فقط شخصٌ يحبك بالفعل قد يأتى بشيء مثل هذا! لذا، فقد بقيت السيدة «هوس». لا لأنها أرادت ذلك، بل لأن الحياة طويلة وقاسية، ومن يكون أولى بالبقاءِ بجانبك من شخصٍ هو يختار أن يكون هناك!
اقرأ ايضاً| ملاحظات عن الترجمة وعن مَدَام بوفارى التعاون مع الموتى
ولكن، لاحقًا، فى حفلةٍ، كان ثمّة رجل، وكان الأمر أشبه بذلك الشيء الذى يحدثُ لأشخاص بشعين لا يستحقون الأشياء. فُتِحت فُرجة فى الغُرفة، وتقدّم الرجل.
علمت السيدة هوس أن بإمكانها الذهاب برفقة ذلك الرجل تلك الليلة، ولكنها أولته ظهرها.
أحيانًا، يكون الأمر مِخيفًا، ساذجًا وغريبًا، لكن ما تشعر به يكون شديدَ الوضوح. ذلك بالضبط ما شعرت به السيدة هوس. الوضوح.
كانت قصيرة، بالكاد خمسة أقدام، ولكى تتخيلها تشبّ عاليًا محاولةً الحصول على ما تبتغيه؛ منظرٌ قد يُغرق البعض ضحكًا.
لذا، فى تلك الليلة، قالت السيدة هوس لزوجها إنها ما عادت تريد أن تكون زوجته بعد اليوم. أراد أن يعرف لماذا! لم يكن ثمة خطأ! لم يكن هو السبب. لكنها الرغبة. هى ترغب فى ذلك. اتصل بتاكسي، ومضى بعيدًا إلى مكانٍ ما. قال قبل أن يغادر: «الحياةِ بشِعة!»
نبت فى عقل السيدة هوس أن بإمكانها أن تحوز الحب. ذلك الشيء الذى يتكلم عنه الصِغار. السحر والإثارة والشغف، أشياءُ بمقدور الحب أن يجلِبها كذلك.
حصلت السيدة هوس على رجُلِها. كان أصغر منها بخمسة عشر عامًا، ولم تكن الحياة بشعة، كانت مشجعة.
وذات ظهيرةٍ كانت جالسة بجانب حمام السباحة، تراقب زوجها الجديد وهو يسبح. كانت جدة زوجها هنالك أيضًا، وكونها سيدة هادئة لا تتحدث كثيرًا أبدًا، جعل الجدة تقول لها: «أوه عزيزتي، لقد أحببتكِ، ما ألطفكِ!»
ألم تكن السيدة هوس تريد أن تكون جزءًا من عائلة؟ بنات أخ وبنات أخت وبنات عمومةٍ وجدات. ربما لم ترغب يومًا فى الزواج منه، لكنها أرادت عائلة من حولها. يأخذ الأمر وقتًا طويلًا جدًا لتكوين عائلة. لسوف تفتقد جدته، وأصابع أقدامها البيضاء النظيفة، اللامعة مثل المصّاصات.