الكاتب محمد يسرى فى كتابه .. بيت العنكبوت

كتاب بيت العنكبوت
كتاب بيت العنكبوت

عصام‭ ‬الشربينى

صدر‭ ‬مؤخرًا‭ ‬كتاب‭ ‬ابيت‭ ‬العنكبوتب‭ ‬قراءة‭ ‬فى‭ ‬الأصول‭ ‬العقدية‭ ‬المؤسسة‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬أم‭ ‬الدنيا‭ ‬للدراسات‭ ‬والنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬بالقاهرة‭ ‬للكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬محمد‭ ‬يسرى‭ ‬صقر،‭ ‬الباحث‭ ‬المتخصص‭ ‬فى‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتنظيمات‭ ‬المتطرفة‭. ‬

والكتاب‭ ‬هو‭ ‬دراسة‭ ‬موضوعية‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬فى‭ ‬ميزان‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬يقارن‭ ‬بين‭ ‬الجماعة‭ ‬وبين‭ ‬جميع‭ ‬الفرق‭ ‬الإسلامية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬فى‭ ‬قراءة‭ ‬متخصصة؛‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬تصنيف‭ ‬مناسب‭ ‬لها،‭ ‬يمكن‭ ‬وضعها‭ ‬فى‭ ‬إطاره‭ ‬الفكرى‭ ‬والتاريخى‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬والمذاهب‭ ‬المختلفة‭.. ‬وقد‭ ‬قسم‭ ‬المؤلف‭ ‬كتابه‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬مباحث‭ ‬شرّح‭ ‬فيها‭ ‬الجماعة،‭ ‬وكشف‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬حتى‭ ‬يكشف‭ ‬خفاياها،‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬المتشعبة‭ ‬بكل‭ ‬التيارات‭ ‬والفرق‭ ‬والمذاهب،‭ ‬فهو‭ ‬يأخذك‭ ‬فى‭ ‬جولة‭ ‬علمية‭ ‬ممتعة،‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬فكرية‭ ‬داخل‭ ‬الجماعة،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬ينتبه‭ ‬لها‭ ‬المنتسب‭ ‬إليها،‭ ‬فيفيق‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬اختار‭ ‬الطريق‭ ‬الخطأ،‭ ‬لأن‭ ‬غايته‭ ‬من‭ ‬الانتماء‭ ‬للجماعة‭ ‬تخالف‭ ‬ذلك،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكاتب‭ ‬يبرز‭ ‬كيف‭ ‬تستغل‭ ‬الجماعة‭ ‬الثغرات‭ ‬الفكرية‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التيارات‭ ‬والاتجاهات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتنفذ‭ ‬منها‭ ‬إليها‭ ‬بصورة‭ ‬ناعمة،‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬تحولات‭ ‬عميقة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬التيارات‭ ‬فيتحول‭ ‬منهجها‭ ‬إلى‭ ‬خليط‭ ‬بين‭ ‬فكرها‭ ‬وأفكار‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭. ‬وضرب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أمثلة‭ ‬متعددة‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭ ‬وخارجها‭. ‬

يبدأ‭ ‬المؤلف‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬تعريف‭ ‬الإسلام‭ ‬عند‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬وكيف‭ ‬ينظرون‭ ‬إليه،‭ ‬وكيف‭ ‬يحرفون‭ ‬ويشوهون‭ ‬صورة‭ ‬الإسلام،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬أعدائه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬لإقامة‭ ‬أمة‭ ‬تسير‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬وحى‭ ‬السماء،‭ ‬بل‭ ‬يعتبرون‭ ‬هدفه‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬وأن‭ ‬النبى‭ ‬كان‭ ‬زعيمًا‭ ‬سياسيًا،‭ ‬وهذه‭ ‬إحدى‭ ‬رؤى‭ ‬المستشرقين‭ ‬الذين‭ ‬يستهدفون‭ ‬الإسلام‭. ‬

ويستشهد‭ ‬المؤلف‭ ‬بما‭ ‬كتبه‭ ‬الإخوان‭ ‬ومفكروها‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬الإسلام‭ ‬باعتباره‭ ‬انقلابًا،‭ ‬وأن‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬حاشاه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحداث‭ ‬انقلاب‭ ‬وفند‭ ‬الكاتب‭ ‬تلك‭ ‬الافتراءات‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬وعلى‭ ‬مقام‭ ‬النبوة‭ ‬بالأدلة‭ ‬الشرعية،‭ ‬وأقوال‭ ‬أهل‭ ‬العلم‭ ‬القدماء‭ ‬والمحدثين‭. ‬

ثم‭ ‬بدأ‭ ‬المؤلف‭ ‬فى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬الجماعة‭ ‬بين‭ ‬الفرق‭ ‬والمذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يجيب‭ ‬الكتاب‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭: ‬هل‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬الخوارج؟،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬المرجئة؟،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬المعتزلة؟،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬الأشاعرة؟،‭ ‬أم‭ ‬طريقة‭ ‬صوفية؟،‭ ‬أم‭ ‬جماعة‭ ‬سلفية؟،‭ ‬أم‭ ‬حزب‭ ‬سياسي؟،‭ ‬أم‭ ‬هى‭ ‬تيار‭ ‬ليبرالي؟،‭ ‬وكيف‭ ‬ولماذا‭ ‬تظهر‭ ‬فى‭ ‬صور‭ ‬متعددة،‭ ‬تأخذ‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فرقة‭ ‬بسبب،‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬جماعة‭ ‬بطرف‭. ‬

الإخوان‭ ‬والخوارج‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه‭ ‬

وفى‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬الأول‭ ‬يضعك‭ ‬الكاتب‭ ‬فى‭ ‬حيرة‭ ‬شديدة،‭ ‬فكثيرون‭ ‬وصفوا‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬بإنها‭ ‬خوارج‭ ‬العصر،‭ ‬لكن‭ ‬الكاتب‭ ‬بما‭ ‬يملكه‭ ‬من‭ ‬ملكة‭ ‬علمية‭ ‬متخصصة‭ ‬فى‭ ‬العقيدة‭ ‬والجماعات‭ ‬والفرق،‭ ‬يصدمك‭ ‬برفضه‭ ‬وصف‭ ‬الإخوان‭ ‬بالخوارج،‭ ‬ويلح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوصف‭ ‬فيه‭ ‬مكرمة‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬التى‭ ‬تشترك‭ ‬مع‭ ‬الخوارج‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجوانب،‭ ‬كالتكفير،‭ ‬ومنه‭ ‬التكفير‭ ‬اللاإرادي،‭ ‬وإثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬ومنابذة‭ ‬السلطات‭ ‬والخروج‭ ‬على‭ ‬الحكام‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يكشف‭ ‬المؤلف‭ ‬القدر‭ ‬المشترك‭ ‬والقدر‭ ‬الفارق‭ ‬الذين‭ ‬يجمعان‭ ‬بين‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬وفرقة‭ ‬الخوارج‭ ‬المعروفة‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والتى‭ ‬ظهرت‭ ‬فى‭ ‬الصدر‭ ‬الأول‭ ‬للإسلام،‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬الخوارج‭ ‬الأوائل‭ ‬من‭ ‬صفات‭ ‬سيئة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نقاطًا‭ ‬مضيئة‭ ‬لديهم،‭ ‬وهى‭ ‬الورع‭ ‬والتقوى،‭ ‬وشدة‭ ‬العبادة‭ ‬والزهد‭ ‬فى‭ ‬الدنيا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أوضحه‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬حين‭ ‬تحدث‭ ‬عنهم‭ ‬وأخبر‭ ‬الصحابة‭ ‬رضوان‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬بحالهم‭ ‬وقال‭: ‬اتحقرون‭ ‬صلاتكم‭ ‬مع‭ ‬صلاتهم‭ ‬وصيامكم‭ ‬مع‭ ‬صيامهم‭ ‬وأعمالكم‭ ‬مع‭ ‬أعمالهمب‭... ‬وهذه‭ ‬الأشياء‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬وجود‭ ‬عند‭ ‬الإخوان،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الخوارج‭ ‬من‭ ‬أصولهم‭ ‬تكفير‭ ‬مرتكب‭ ‬الكبيرة،‭ ‬والكذب‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬الكبائر،‭ ‬وبالتالى‭ ‬هم‭ ‬لا‭ ‬يقعو‭ ‬بيرة‭ ‬المكفرة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬ولهذا‭ ‬فقد‭ ‬اعتدّ‭ ‬علماء‭ ‬الحديث‭ ‬برواياتهم،‭ ‬وأخذوا‭ ‬منهم‭ ‬فى‭ ‬أحاديثهم‭ ‬التى‭ ‬رووها‭ ‬عن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬ومنها‭ ‬أحاديث‭ ‬فى‭ ‬صحيح‭ ‬البخارى‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬الخوارج،‭ ‬نظرًا‭ ‬لأمانتهم‭ ‬وعدم‭ ‬كذبهم‭.‬‭ ‬

الإخوان‭ ‬تفتقد‭ ‬للصدق‭ ‬

ويوضح‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬تفتقد‭ ‬تمامًا‭ ‬للصدق؛‭ ‬بل‭ ‬تعتبر‭ ‬الكذب‭ ‬وسيلة‭ ‬ومنهجًا‭ ‬ضمن‭ ‬أصول‭ ‬وسائلهم‭ ‬الدعوية،وبهذا‭ ‬يوضح‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬الخوارج‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬وبالتالى‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬وصفهم‭ ‬بخوارج‭ ‬العصر‭ ‬مكرمة‭ ‬لهم‭. ‬

ثم‭ ‬تنساب‭ ‬تفاصيل‭ ‬الكتاب‭ ‬فى‭ ‬قراءة‭ ‬ممتعة‭ ‬أشبه‭ ‬بالاشتباكات‭ ‬الفكرية‭ ‬مع‭ ‬الجوانب‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬والفرق‭ ‬الإسلامية‭ ‬الرئيسية‭ ‬كالمعتزلة‭ ‬والأشاعرة‭ ‬والصوفية‭ ‬والسلفية‭ ‬والمرجئة،‭ ‬وكذا‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الفكرية‭ ‬الحديثة‭ ‬كالليبرالية،‭ ‬والأحزاب‭ ‬السياسية‭. ‬

وتتميز‭ ‬هذه‭ ‬الاشتباكات‭ ‬بأنه‭ ‬تدخل‭ ‬مناطق‭ ‬حساسة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفكرية‭ ‬والعقدية،‭ ‬وتتناول‭ ‬بالبحث‭ ‬والتنقيب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأصول‭ ‬العقدية‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬الفرق،‭ ‬ولا‭ ‬ينسى‭ ‬المؤلف‭ ‬طبيعة‭ ‬تكوينه‭ ‬الفكرى‭ ‬ودراساته‭ ‬فى‭ ‬العقيدة‭ ‬والمذاهب‭ ‬فيدخل‭ ‬على‭ ‬الهامش‭ ‬فى‭ ‬اشتباك‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬أفكار‭ ‬كل‭ ‬فرقة‭ ‬التى‭ ‬تغذت‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬سرقتها‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬لتثبت‭ ‬لنفسها‭ ‬امتدادًا‭ ‬إسلاميًا‭. ‬

حسن‭ ‬البنا‭ ‬وجمال‭ ‬الدين‭ ‬الأفغانى‭ ‬

ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬تجده‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬اتجاهه‭ ‬الفكرى‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬الاشتباك‭ ‬المباشر،‭ ‬فتخرج‭ ‬من‭ ‬القراءة‭ ‬بفوائد‭ ‬متعددة‭ ‬غير‭ ‬فهمك‭ ‬لطبيعة‭ ‬الإخوان‭. ‬وكيفية‭ ‬اختراقها‭ ‬لجميع‭ ‬التيارات‭ ‬الفكرية‭.‬

يتضمن‭ ‬الكتاب‭ ‬أيضًا‭ ‬مقارنتين‭ ‬تعتبران‭ ‬فريدتين‭ ‬من‭ ‬نوعهما‭ ‬بين‭ ‬مؤسس‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬حسن‭ ‬البنا،‭ ‬وبين‭ ‬علمين‭ ‬بارزين‭ ‬من‭ ‬أعلام‭ ‬التيارات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإصلاحية‭ ‬والصوفية،‭ ‬فيعقد‭ ‬مقارنة‭ ‬علمية‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬وجمال‭ ‬الدين‭ ‬الأفغاني،‭ ‬والعوامل‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬شخصيتيهما‭ ‬ودعوتهما‭ ‬لإنشاء‭ ‬كيان‭ ‬إسلامى‭ ‬جامع،‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬الجامعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬للأفغاني،‭ ‬وجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬لحسن‭ ‬البنا‭.‬

كما‭ ‬تضمن‭ ‬أيضا‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬مؤسس‭ ‬الإخوان،‭ ‬وبين‭ ‬القطب‭ ‬الصوفى‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬البدوى‭ ‬وما‭ ‬بينهما‭ ‬من‭ ‬تشابه‭ ‬دقيق‭ ‬فى‭ ‬تفاصيل‭ ‬كثيرة‭.‬

ما‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬الكتاب،‭ ‬أن‭ ‬مؤلفه‭ ‬باحث‭ ‬متخصص‭ ‬فى‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬دراساته‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والشرعية‭ ‬التى‭ ‬تجعله‭ ‬مؤهلًا‭ ‬لمناظرة‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات،‭ ‬وتفنيد‭ ‬أفكارها‭ ‬من‭ ‬الداخل‭. ‬

ويرصد‭ ‬المؤلف‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬دعته‭ ‬لتصنيف‭ ‬الكتاب‭ ‬فى‭ ‬مقدمته‭ ‬فيقول‭:‬

من‭ ‬أعظم‭ ‬الابتلاءات‭ ‬على‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام،‭ ‬أن‭ ‬ظهر‭ ‬فيها‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬العصور‭ ‬من‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يفرق‭ ‬كلمتها‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬وصفهم‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬بأنهم‭ ‬الأئمة‭ ‬المضلون‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬طريقته‭ ‬ويزعم‭ ‬أنها‭ ‬صراط‭ ‬الله‭ ‬المستقيم،‭ ‬وأن‭ ‬فى‭ ‬اتباعها‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬الهلاك‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرضاة‭ ‬الإله،‭ ‬ببدع‭ ‬ابتدعوها‭ ‬وأحوال‭ ‬تقمصوها،‭ ‬ومسالك‭ ‬درجوها،‭ ‬تبتعد‭ ‬وتقترب‭ ‬عن‭ ‬سبيل‭ ‬الرشاد‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تحمل‭ ‬من‭ ‬البدع‭ ‬والضلالات‭.‬

نشأة‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭  ‬

وأضاف‭: ‬فى‭ ‬عصرنا‭ ‬الحديث،‭ ‬فى‭ ‬القرن‭ ‬الهجرى‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬ظهرت‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬فى‭ ‬ظرف‭ ‬سياسى‭ ‬واجتماعى‭ ‬ودينى‭ ‬فريد؛‭ ‬فانجذب‭ ‬إليها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬خواص‭ ‬الأمة‭ ‬وعوامها،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬ظن‭ ‬أنها‭ ‬تقربه‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬ولما‭ ‬توالت‭ ‬الأحداث‭ ‬وظهرت‭ ‬أخطاء‭ ‬الجماعة‭ ‬احتار‭ ‬الكثيرون‭ ‬فى‭ ‬وصفها،‭ ‬فهل‭ ‬هى‭ ‬مذهب‭ ‬جديد؟،‭ ‬أم‭ ‬فرقة‭ ‬من‭ ‬الفرق؟،‭ ‬أم‭ ‬حزب‭ ‬من‭ ‬الأحزاب؟،‭ ‬أم‭ ‬نحلة‭ ‬من‭ ‬النحل؟،‭ ‬وراحوا‭ ‬يلصقون‭ ‬بها‭ ‬المسميات‭ ‬بقدر‭ ‬علمهم‭ ‬بحالها،‭ ‬وبقدر‭ ‬الموقف‭ ‬الذى‭ ‬استدعى‭ ‬الحكم‭ ‬عليها‭ ‬فيه،‭ ‬وكان‭ ‬أقرب‭ ‬وصف‭ ‬لها‭ ‬لدى‭ ‬أغلب‭ ‬أهل‭ ‬العلم‭ ‬بأنها‭ ‬تمثل‭ ‬خوارج‭ ‬العصر،‭ ‬وهو‭ ‬وصف‭ ‬يقترب‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬حقيقتها،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬توصيفها‭ ‬العلمى‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭.‬

وحول‭ ‬وصف‭ ‬الإخوان‭ ‬بخوارج‭ ‬العصر‭ ‬يقول‭ ‬المؤلف‭: ‬

رغم‭ ‬أن‭ ‬وصف‭ ‬الإخوان‭ ‬بخوارج‭ ‬العصر،‭ ‬قد‭ ‬نال‭ ‬شبه‭ ‬إجماع‭ ‬من‭ ‬علمائنا‭ ‬الأكابر‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬رأينا‭ ‬أن‭ ‬وصف‭ ‬الإخوان‭ ‬بالخوارج،‭ ‬فيه‭ ‬مكرمة‭ ‬كبيرة‭ ‬لهم؛‭ ‬لوجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاختلافات‭ ‬بين‭ ‬الخوارج،‭ ‬كفرقة‭ ‬لها‭ ‬صفاتها‭ ‬وسماتها‭ ‬المميزة،‭ ‬وجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬رغم‭ ‬الاتفاق‭ ‬فى‭ ‬الأصل‭ ‬الذى‭ ‬يجمعهما‭ ‬وهو‭ ‬التكفير،‭ ‬وإباحة‭ ‬الخروج‭ ‬على‭ ‬أئمة‭ ‬المسلمين،‭ ‬ولأن‭ ‬هذا‭ ‬الأصل‭ ‬يشترك‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬المنحرفة‭ - ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كلها‭ - ‬فقد‭ ‬جعلنى‭ ‬هذا‭ ‬أستأذن‭ ‬شيوخنا‭ ‬الأجلاء‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬العلم‭ ‬وطلابه‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬أختلف‭ ‬معهم‭ ‬فى‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬فرقة‭ ‬الخوارج‭ ‬فحسب،‭ ‬وأن‭ ‬أصنف‭ ‬هذا‭ ‬المؤلف‭ ‬المتواضع‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العقدية،‭ ‬وهى‭ ‬دراسة‭ ‬تبحث‭ ‬فى‭ ‬الأصول‭ ‬العقدية‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭. ‬

ويضف‭: ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬دراسة‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬لدى‭ ‬الإخوان،‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬تحير‭ ‬الباحث،‭ ‬إذ‭ ‬تميزت‭ ‬عقيدة‭ ‬الجماعة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬بالاضطراب‭ ‬وعدم‭ ‬ثبوت‭ ‬الحال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعترف‭ ‬به‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬مؤسس‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواضع‭ ‬بمؤلفاته‭ ‬المحدودة،‭ ‬ولعل‭ ‬السبب‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬نزعة‭ ‬الاستحواذ‭ ‬التى‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها؛‭ ‬فجعلتها‭ ‬قابلة‭ ‬لكل‭ ‬صورة‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬ابن‭ ‬عربي‭:‬

لقد‭ ‬صار‭ ‬قلبى‭ ‬قابلاً‭ ‬كلَّ‭ ‬صورةٍ

فمرعى‭ ‬لغزلانٍ‭ ..‬وديرٌ‭ ‬لرهـبانِ

وبيتٌ‭ ‬لأوثانٍ‭ ..‬وكـعــبـةُ‭ ‬طـائـفٍ‭ ‬

وألواحُ‭ ‬توراةٍ‭ ..‬ومصحفُ‭ ‬قرآنِ

فإذا‭ ‬ذكر‭ ‬الخوارج‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬الجماعة‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬ثوبهم،‭ ‬وإذا‭ ‬ذكر‭ ‬الشيعة‭ ‬يهرولون‭ ‬للتقرب‭ ‬منهم،‭ ‬وإذا‭ ‬ذكر‭ ‬المعتزلة‭ ‬اعتزلوا‭ ‬الجميع،‭ ‬وصاروا‭ ‬منهم،‭ ‬وإذا‭ ‬ذكر‭ ‬الأشاعرة‭ ‬صاروا‭ ‬من‭ ‬أئمتها،‭ ‬وكانوا‭ ‬أكثر‭ ‬منهم‭ ‬أشعرية،‭ ‬وإذا‭ ‬ذكر‭ ‬الصوفية،‭ ‬خلعوا‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وارتدوا‭ ‬الخرقة‭ ‬والعمامة‭ ‬والراية،‭ ‬فهم‭ ‬يضربون‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬فرقة‭ ‬بسهمهم‭ ‬ويأخذون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬نحلة‭ ‬بسبب

الإخوان‭ ‬واختراق‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإسلامية‭  ‬

وقد‭ ‬نجحت‭ ‬الجماعة‭ ‬بهذا‭ ‬التلون‭ ‬فى‭ ‬اختراق‭ ‬المجتمعات‭ ‬المسلمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المخلصين‭ ‬ينخدعون‭ ‬بها،‭ ‬ويظنون‭ ‬بها‭ ‬الخير،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬تروج‭ ‬لفكرة‭ ‬أنها‭ ‬تحمل‭ ‬الإسلام‭ ‬وتحمى‭ ‬حماه،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لقادتها‭ ‬وأعضائها،‭ ‬من‭ ‬ملاحقات‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الابتلاء‭ ‬الذى‭ ‬يصيب‭ ‬الأولياء‭ ‬والأنبياء‭ ‬خاصة‭ ‬الخاصة،‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الله

ولذلك‭ ‬فقد‭ ‬رأيت‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬أحاول‭ ‬مجتهدًا‭ ‬قدر‭ ‬استطاعتى‭ ‬إظهار‭ ‬الانحرافات‭ ‬العقدية‭ ‬لدى‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬لإنارة‭ ‬الطريق‭ ‬لمن‭ ‬خدعوا‭ ‬بها‭ ‬وتعبيده‭ ‬أمامهم‭ ‬ليكون‭ ‬سهلاً‭ ‬أمام‭ ‬عودتهم‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التيار،‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬أى‭ ‬خير‭ ‬للمسلمين‭ ‬منذ‭ ‬نشأته‭ ‬إلى‭ ‬اليوم،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬لأتباعه‭ ‬إلا‭ ‬المتاعب‭ ‬والمآسى‭ ‬التى‭ ‬ضاعت‭ ‬أعمار‭ ‬الكثيرين‭ ‬منهم‭ ‬خلف‭ ‬القضبان‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أعواد‭ ‬المشانق‭ ‬بسببه

ولا‭ ‬شك‭ ‬لدينا‭ ‬معرفة‭ ‬طبيعة‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاعتقادية‭ ‬هى‭ ‬أقصر‭ ‬الطرق‭ ‬لوضعها‭ ‬فى‭ ‬ميزان‭ ‬السنة،‭ ‬كى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لمن‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬الانتماء‭ ‬لها‭ ‬حجة‭ ‬على‭ ‬إصراره‭ ‬إلا‭ ‬الميل‭ ‬والهوى،‭ ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬تحليل‭ ‬مواقفها‭ ‬السياسية‭ ‬والدينية‭ ‬فى‭ ‬محيطها‭ ‬وبيئتها‭ ‬التى‭ ‬اتسعت‭ ‬لتشمل‭ ‬٨٠‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية،‭ ‬كما‭ ‬تيسر‭ ‬معرفة‭ ‬كيفية‭ ‬تطور‭ ‬أفكار‭ ‬الجماعة‭ ‬وظهورها‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬جماعات‭ ‬أخرى‭ ‬تتوالد‭ ‬عبر‭ ‬السنين‭ ‬حتى‭ ‬قام‭ ‬بعضها‭ ‬بتكفير‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬كفروا‭.‬

وقد‭ ‬قسم‭ ‬المؤلف‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬عشرة‭ ‬مباحث‭ ‬تضم

المبحث‭ ‬الأول‭:‬‭ ‬يتناول‭ ‬نظرة‭ ‬الجماعة‭ ‬لطبيعة‭ ‬الإسلام،‭ ‬واعتبارهم‭ ‬أنها‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعى‭ ‬للإسلام،‭ ‬والوريث‭ ‬الوحيد‭ ‬للنبوة‭ ‬فى‭ ‬القرن‭ ‬الهجرى‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭. ‬

المبحث‭ ‬الثاني‭:‬‭ ‬ويتناول‭ ‬القدر‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬والخوارج‭ ‬وكذلك‭ ‬أبرز‭ ‬الفروقات‭ ‬بينهما‭. ‬

المبحث‭ ‬الثالث‭:‬‭ ‬ويشمل‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه‭ ‬بين‭ ‬الإخوان‭ ‬والشيعة،‭ ‬ويتناول‭ ‬مقارنة‭ ‬علمية‭ ‬بين‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬وجمال‭ ‬الدين‭ ‬الأفغاني،‭ ‬وجهود‭ ‬الاثنين‭ ‬فى‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة،‭ ‬كما‭ ‬يتناول‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الفرقة‭ ‬والجماعة،‭ ‬ومنها‭ ‬سرية‭ ‬الدعوة‭ ‬والإمامة‭ ‬والمظلومية،‭ ‬ونظرة‭ ‬أعلام‭ ‬الجماعة‭ ‬للسنة‭ ‬والصحابة‭ ‬الكرام‭ ‬رضوان‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬اجمعين‭. ‬

المبحث‭ ‬الرابع‭:‬‭ ‬ويتناول‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه‭ ‬بين‭ ‬الجماعة‭ ‬والمرجئة،‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬الشبهات‭ ‬التى‭ ‬يحاول‭ ‬المنتمون‭ ‬للإخوان‭ ‬إلصاقها‭ ‬بأهل‭ ‬الحديث‭ ‬والأثر‭ ‬ونعتهم‭ ‬بأنهم‭ ‬مرجئة‭ ‬العصر،‭ ‬ومنهم‭ ‬الإمام‭ ‬الألباني‭ ‬ارحمه‭ ‬اللهب،‭ ‬ويخرج‭ ‬المبحث‭ ‬فى‭ ‬نهايته‭ ‬بنتيجة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬هم‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬يكونون‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬إلى‭ ‬المرجئة،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬من‭ ‬نصيبهم‭ ‬هم‭.‬

المبحث‭ ‬الخامس‭:‬‭ ‬وفيه‭ ‬مقارنة‭ ‬فكر‭ ‬الجماعة‭ ‬بالمدارس‭ ‬الكلامية،‭ ‬ويتناول‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه‭ ‬بين‭ ‬الإخوان‭ ‬والمعتزلة‭ ‬فى‭ ‬باب‭ ‬التوحيد،‭ ‬كما‭ ‬يتناول‭ ‬أيضا‭ ‬الاختراع‭ ‬الجديد‭ ‬الذى‭ ‬ظهر‭ ‬على‭ ‬أيدى‭ ‬المتأخرين‭ ‬من‭ ‬قياداتها‭ ‬وهو‭ ‬افقه‭ ‬الواقعب‭ ‬وموقف‭ ‬الشرع‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬اللا‭ ‬علم‭. ‬

المبحث‭ ‬السادس‭:‬‭ ‬ويتناول‭ ‬دراسة‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬الإخوان‭ ‬والأشاعرة‭ ‬فى‭ ‬باب‭ ‬التوحيد‭ ‬والأسماء‭ ‬والصفات‭ ‬ومفهوم‭ ‬الإيمان،‭ ‬واعتماد‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬التأويل‭ ‬والتفويض‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭ ‬والذى‭ ‬انسحب‭ ‬على‭ ‬نظرة‭ ‬الجماعة‭ ‬لكل‭ ‬نصوص‭ ‬الشرع‭. ‬

المبحث‭ ‬السابع‭:‬‭ ‬وفيه‭ ‬عقد‭ ‬المؤلف‭ ‬أول‭ ‬مقارنة‭ ‬علمية‭ ‬بين‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬مؤسس‭ ‬الإخوان‭ ‬والقطب‭ ‬الصوفى‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬البدوي،‭ ‬وهى‭ ‬مقارنة‭ ‬رغم‭ ‬بساطتها‭ ‬وطرافتها،‭ ‬فإنها‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬النوادر‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬البحث،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يقف‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬مقارنة‭ ‬موضوعية‭ ‬بشكل‭ ‬منهجى‭ ‬بين‭ ‬الاثنين،‭ ‬الذى‭ ‬اشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬وصل‭ ‬إليها‭ ‬غيره‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إليها‭ ‬يده،‭ ‬كما‭ ‬أبرز‭ ‬الأصول‭ ‬الصوفية‭ ‬للجماعة؛‭ ‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬الإخوان‭ ‬طريقة‭ ‬صوفية‭ ‬لها‭ ‬نظامها،‭ ‬ومنهجها‭ ‬وعباداتها‭ ‬الخاصة‭ ‬وشيخها‭ ‬وإمامها‭ ‬وأورادها‭ ‬وشعارها،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الطرق‭ ‬الصوفية‭. ‬

المبحث‭ ‬الثامن‭:‬‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمون‭ ‬جماعة‭ ‬سلفية،‭ ‬ويلقى‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬نموذج‭ ‬من‭ ‬تشويه‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬للسلفية،‭ ‬وما‭ ‬وقع‭ ‬من‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭. ‬

المبحث‭ ‬التاسع‭:‬‭ ‬ويتناول‭ ‬نظرة‭ ‬الجماعة‭ ‬للأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬إلى‭ ‬اليوم،‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬ينظر‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬إلى‭ ‬الحزبية،‭ ‬ووهم‭ ‬رفضه‭ ‬لها،‭ ‬وتأويل‭ ‬شراح‭ ‬فكر‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬لهذه‭ ‬القضية،‭ ‬والنتائج‭ ‬التى‭ ‬توصلوا‭ ‬لها‭ ‬فى‭ ‬ذلك،‭ ‬والتى‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬الحزبية‭ ‬فى‭ ‬أدبياتهم،‭ ‬والتى‭ ‬كانت‭ ‬نهايتها‭ ‬إنشاء‭ ‬حزب‭ ‬الحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬المماثلة‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬ومنها‭ ‬حزب‭ ‬النهضة‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬والعدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬فى‭ ‬تركيا

المبحث‭ ‬العاشر‭:‬‭ ‬ولعله‭ ‬يكون‭ ‬صادمًا‭ ‬للمنتمين‭ ‬للجماعة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ديني،‭ ‬حيث‭ ‬أثبتُّ‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬ليست‭ ‬جماعة‭ ‬دينية،‭ ‬بل‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬تيارا‭ ‬ليبراليا

وفى‭ ‬النهاية‭ ‬يخرج‭ ‬المؤلف‭ ‬بنتيجة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الرحلة‭ ‬الطويلة‭ ‬والدقيقة‭ ‬فى‭ ‬تكوين‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬حالة‭ ‬متفردة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وضعها‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬فكرى‭ ‬جامع‭ ‬مانع،‭ ‬إذ‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التلون،‭ ‬بحسب‭ ‬مصالحها،‭ ‬فتظهر‭ ‬فى‭ ‬صورة‭ ‬مختلفة‭ ‬وتتمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬من‭ ‬اختراق‭ ‬جميع‭ ‬التيارات‭ ‬والأيدويولوجيات‭ ‬وتصبغها‭ ‬بلونها‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭.‬

اقرأ أيضًا : مكتب الرحمة نجم ساطع في سماء المنوفية