تستعين بالجن للتأثير على الشهود في المحكمة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

وقف المحامي عن الزوجة يترافع ويطلب الحكم بنفقة لها من مطلقها، وبوجود شهود الزوجة لإثبات قدرة الزوج المالية، وما إن جاء دور الشاهدين ليسألهم القاضي كانت المفاجأة التي وقعت فوق رأس المحامي والزوجة كالصاعقة، وبحسب ما نشر في جريدة أخبار اليوم عام ١٩٦١.

السطور التالية تروي أغرب طريقة للتأثير على الشهود في الجلسة لمنع شهود الزوجة من شهادة الحق.

دخل الشاهد الأول وسأله القاضي
اسمك إيه؟

سكت الشاهد ولم ينطق، وعاد القاضي يكرر عليه السؤال عن اسمه، والشاهد يتعثر كما لو كان يجيب على سؤال محرج وصعب، وأخيرا نطق اسمه.

وعاد القاضي يسأله عن عنوان إقامته وبنفس الطريقة ارتبك الشاهد إلى أن نطق بعنوان ليس عنوانه ولا يقيم فيه.

انتفض محام الزوجة وقال إن العنوان غير صحيح إن الشاهد يقول أنه يقيم في طنطا وهذا غير صحيح بينما هو يقيم في القاهرة وفي نفس الشارع الذي تقيم فيه الزوجة.

وظل الشاهد على حالة من الخوف والتردد والارتباك إلى أن انتهت شهادته.

وجاء دور الشاهد الثاني، وفوجئت الزوجة ومحاميها بأن الشاهد الذي كان طليق اللسان أصبح أقرب إلى الأخرس، وعلت الدهشة تموج انفعالاتها على وجهيهما، وأحس المحامي أن القضية تنهار بسبب الشاهدين اللذين اعتمد عليهما، وبينما هو غارقا في حيرته سمع خلفه أصواتا خافتة تصدر من مقاعد الجالسين داخل القاعة.. انصت إليها وجحظت عيناه وتقطعت أنفاسه عندما شاهد حماة الزوجة وهي تردد وتقول.. شمهورش.. شمهورش.. وتردد ألفاظ أخرى بكلمات غير مفهومة ولا معنى لها.

صرخ المحامي في الجلسة قائلا: حوش ياحضرة القاضي جريمة ترتكب في الجلسة للتأثير على الشهود، مش معقول إن الشاهد ينسى اسمه فجأة، فإن حماة موكلتي تستعين بالجن لبلبلة أفكار شهودنا.

وطلب القاضي من الحماة أن تقف، وأصر المحامي على إخراجها من الجلسة، وسؤال الشهود في غيبتها.

وكانت المفاجأة حيث استرسل الشاهدين دون تردد أو تلعثم وأجابا على كل الأسئلة بسهولة وثقة.

وقامت الزوجة تطلب الأذن بالتحدث حيث قالت: لقد كنت سعيدة مع زوجي، إلى أن تدخلت حماتي في شئون البيت، وزوجي هو وحيدها الذي لم تنجب غيره ولم تطق أن تراه مع أخرى حتى ولو كانت زوجته، وتوهمت انني استحوذت على كل عطفه وحبه وأنها حرمت منه.

وتستكمل قائلة: كنت أحاول أن اقنعها إن هذه أوهام، وأن زوجي هو ابنها قبل أن يكون زوجا لي، لكن دون جدوى.

وعندما كانت تقوم بزيارتنا، تنعزل في مكان وحدها وتردد تعاويذ وقراءات، اعتقدت أنها تنفرد بنفسها كنوع من العبادة او الابتهالات، وبعد حين شعرت بأنها "سحرت" لي حيث تغيرت طباع زوجي الهادئة، وأخذ يثور على أتفه الأسباب، وينقلب حديثنا العادي إلى شجار بالليل والنهار، وبحثت في الأمر فتأكدت أنها تستخدم الجن في كل شيء من حياتها، وأفسدت حياتي حتى انتهى الأمر مع زوجي بالطلاق، ولم تتركني حتى في المحكمة جاءت لتفسد قضيتي وتسحر الشهود.

وبعد المرافعات قررت المحكمة تأجيل القضية للتحري عن حالة الزوجة المالية.

 المصدر مركز معلومات أخبار اليوم