رفعت محافظة الأقصر حالة الطوارئ القصوى، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وهبوب الرياح المثيرة للأتربة والغبار، وأدى ذلك إلى تأثر الزراعات المنتشرة بحقول ومزارع المحافظة، خاصة من زيادة سرعة الرياح فالعواصف الرملية والترابية.
وقال الدكتور محمد محيى الدين أستاذ بمعهد البحوث الزراعية بإسنا، "تعتبر هذه الظاهرة طبيعية تحدث على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وتنشط هذه الظاهرة في الأراضي الجافة، والتي وتشكل حوالي نصف مساحة اليابسة في العالم".
اقرأ أيضاً| لسوء الطقس.. إلغاء أكثر من 30 رحلة بالون سياحي بالأقصر
ويضيف الدكتور محيي الدين: بالطبع تحتوى بعض العواصف الترابية على جزيئات غبار محمولة جواً ومتناهية الصغر بطبيعتها وتضاف إلى الغلاف الجوي والتي بدورها تؤثر سلبيا على استقرار سطح التربة حيث تعتبر حوالي 24٪ من الأراضي الخضراء و 41٪ من أراضي الرعي معرضة للتعرية بسبب هذه العواصف .
وأوضح أن هناك عدة أنواع مختلفة من الآثار السلبية على الزراعة بسبب العواصف الرملية والترابية ويعتبر أحد أكثر التأثيرات المباشرة وأهمها هو فقدان الغطاء الأخضر والمحاصيل الزراعية بسبب الخسارة المباشرة في الأنسجة النباتية نتيجة السفع الرملي بواسطة الرمل وجزيئات التربة، بالإضافة إلى فقد الأوراق لمعظم النباتات، وبالتالي انخفاض في نشاط التمثيل الضوئي وانخفاض إنتاج الطاقة (السكريات) للنبات لاستخدامها في النمو والتكاثر وتكوين الحبوب أو الألياف أو الثمار في الخضر والفاكهة.
ويختلف التأثير لهذه العواصف حسب توقيت حدوثها وارتباطه مع مرحلة النمو للنبات فإذا كان توقيت العواصف الرملية والترابية مبكرًا في الموسم الزراعي ، فقد يكون النبات قادرًا على إعادة نمو الأوراق المفقودة وقد تكون الخسارة في المحصول النهائي طفيفة نسبيًا. ومن الممكن أن تؤدي هذه العواصف للقضاء على المحاصيل بالكامل حيث تعمل على ردم النباتات الصغيرة تماما وربما يموت بسبب نقص ضوء الشمس لعملية التمثيل الضوئي خاصة في المناطق الرملية والمناطق حديثة الإستصلاح
أما إذا حدثت هذه العواصف الترابية عند النضج ولكن قبل الحصاد ، ستكون هناك خسارة مباشرة في الحصاد وإنخفاض كبير في محصول الحبوب كما يحدث في القمح مثلا
ومن أهم الأضرار التي تسببها هذه العواصف هو فقدان التربة السطحية حيث يؤدي ذلك إلى زيادة تآكل التربة وتسريع عملية تدهور الأراضي والتصحر، حيث تحتوي الطبقة السطحية من التربة على الجزء الأكثر خصوبة من التربة وتحتوي على العديد من العناصر الغذائية الهامة والضرورية اللازمة لنمو النبات مثل البوتاسيوم والفوسفور، والتأثير السلبي على الطبقة السطحية للتربة مثير للقلق بشكل خاص لأنه قد يؤثر على موارد التربة وبالتالي إنتاجية المحاصيل على المدى الطويل ، عن طريق إزالة طبقة التربة الغنية بطبيعتها بالمغذيات والعناصر والمواد العضوية.
د محمد محيي الدين
الأستاذ بمعهد البحوث الزراعية بإسنا
