مصر تضم الرقم الأكبر في العالم| 30 مدينة ذكية.. نقل مستدام.. ومبان خضراء

الرقم الأكبر فى العالم 30 مدينة ذكية
الرقم الأكبر فى العالم 30 مدينة ذكية

إذا كان تفكير الحكومات السابقة وقف عند حدود تلبية احتياجات الحاضر، فإن العبور إلى المستقبل كان التحدى الذى نجح فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بشهادات دولية بعد أن تمكنت مصر فى عهده بإنشاء 30 مدينة ذكية، بمقاييس الجيل الرابع، وهو الرقم الأكبر لدولة فى العالم، ليؤسس بذلك مرحلة جديدة من البناء، مستلهما من ثقة المصريين فى رؤيته الثاقبة قاعدة للفوز فى السباق نحو المستقبل فى أقل وقت ممكن.

بدأت القصة المصرية فى نشأة المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة، منذ نصف قرن، حين جاء قرار الدولة بإطلاق خطة لتعمير الصحراء عبر إنشاء مدن ذات قاعدة اقتصادية بهدف الحد من الهجرة للقاهرة الكبرى والإسكندرية، فتم إنشاء الجيل الأول من المدن الجديدة كالسادات و6 أكتوبر و15 مايو وغيرها، ومع مرور السنوات أنشئت أجيال أخرى من هذه المدن حتى تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية ليعلن نشأة الجيل الرابع الذى يعتمد على الاستدامة والحفاظ على البيئة والإدارة التكنولوجية، وتكلل عقد هذا الجيل من المدن بافتتاح الرئيس السيسى لمدينة المنصورة الجديدة، وفى السطور التالية نرصد تجربة نشأة المدن الجديدة فى مصر، التى تعد الأكبر فى العالم، بجانب تفاصيل قرار إنشاء 30 مدينة ذكية من مدن الجيل الرابع وآخرها المنصورة الجديدة.

وكشف د. عاصم الجزار وزير الإسكان أن مدن الجيل الرابع تضم 30 مدينة ومجتمعا جديدا مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة وغيرها، فهى مدن مستدامة ومرنة وقادرة على التعافى ومتعددة الأنشطة والاستعمالات وتعزز ريادة الأعمال ومشاركة القطاع الخاص فى تنفيذ المشروعات وإمكانية تنقل موثوقة (الربط مع المدن الأخرى - دعم النقل الجماعي) والتكيف مع المتغيرات المناخية وزيادة المناطق الخضراء والمساحات العامة واستغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة الطاقة الشمسية..

واستعرض د. عاصم الجزار تقييما لتجربة المجتمعات العمرانية الجديدة التى أنشئت فى مصر والدروس المستفادة منها، فالدرس الأول هو توفير البنية الأساسية للعمران (مناطق العمل والخدمات، ويلى ذلك توفير السكن)، حيث يتم توفير فرص عمل وأنشطة خدمية عالية الجودة فى المرحلة الأولى من المجتمعات الجديدة، وهذا ما نراه فى المدن الجديدة مثل الحى الحكومى ومركز المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة والأنشطة التعليمية والصحية ومناطق ومراكز تجارية، وهذه مشروعات نبدأ بها قبل الشروع فى المشروعات السكنية.

أما الدرس الثاني، فهو أن نجاح المدينة الجديدة مرتبط بتوفير فرص عمل كاملة لرب الأسرة والمرأة مع توفير خدمات مناسبة للأطفال والشباب، فيجب النظر للأسرة متكاملة وليس لرب الأسرة فقط حتى يساهم ذلك فى انتقال الأسر للحياة بالمدن الجديدة، حيث إن الترابط الاجتماعى هو أحد سمات المجتمع المصرى وظاهرة الأسرة الممتدة مرتبطة بالأرض والعمل وعائد الانتقال يجب أن يكون عائدا اقتصاديا مجزيا (فرصة عمل كاملة)..

بينما الدرس الثالث مرتبط بجودة الحياة وكفاءة البيئة العمرانية من خلال توفير مناطق مفتوحة وترفيهية لزيادة حيوية المدينة وجذب السكان ومن أمثلة ذلك (النهر الأخضر بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكورنيش العلمين، وكورنيش أسوان، وكل المدن الجديدة).. والدرس الرابع الاتصالية وسهولة الوصول والربط بين المدن القائمة والمدن الجديدة بشبكة من الطرق ووسائل النقل الجماعى الحديثة لربط أماكن السكن بمناطق العمل والخدمات وربطها بالعمران المحيط.

وأكد د. وليد عباس معاون وزير الإسكان لشئون هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة المشرف على قطاع التخطيط والمشروعات بالهيئة، أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة منذ نشأتها عام 1979 كانت تعتمد فى تنفيذ مشروعاتها بالمدن الجديدة على موازنة الدولة ثم تحولت للاعتماد على مواردها الذاتية منذ عام 2006، مشيرا إلى أن الانطلاقة الكبيرة فى إقامة المدن الجديدة جاءت منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية فى عام 2014 وهو العام الذى شهد إطلاق جيل جديد من المدن التى تتميز بالاستدامة وهى مدن «الجيل الرابع» بواقع 39 مدينة.