«لِمَ لا ؟!» قصيدة للشاعر محمد سليم خريبة

محمد سليم خريبة
محمد سليم خريبة

هَلْ يَحْلمُ الشَّيْبُ ؟ هَلْ تأتِيهِ أفرَاحُ ؟

                      أيْنَ النَّشَــاوَى ؟ وَأيْنَ الكاسُ والرَّاحُ ؟ 

أيْنَ الذِينَ اسْــــتهَامَ القلبُ يَذْكُرُهُــم ؟

                       أيْنَالأعَزُّونَ؟هَلْ يُؤْتى بمنْ رَاحُوا ؟

قُـلْ لِلهَـــزِيعِ الْأَخِيرِ ابْعَثْ لَنَــــــــا أَمَلًا

             يَا لَيْـــــلُ ؛ هَــذَا الهَــــــــــوَى الْأَوَّاهُ بَوَّاحُ

يَرْجُـو سَـــميرُ الليَـالِى وَجْهَ صَـــــابِحةٍ 

          تَأْتِى بِبُشْـــــــرَى ، لَعَــلَّ الهَـــــــــــمَّ يَنْزَاحُ

هَــمُّ انْتِظَــــــــــــارِ الأعَـــزِّينَ اسْــتبَدَّ بِنَا

             وَازْدَادَ وَيْلُ الضَّــــنَى ، وَالوَجْـــــدُ ذبَّاحُ

زُهْــرُ الَّليَــــالِى الَّلوَاتِى يَنْتَشـــــِينَ بِمَنْ

             تَهْوَيْنَ ألفيْنَ حَـــالَ الشَّــــيْبِ يَلتــــــاحُ

يَارُوحَسَلوَى، وَيَانَجْوَى، أليْسَلَنَا

             فِى الشَّــيْبِ إلا أسًـى بِالْقَـلْبِ نَـوَّاحُ ؟!

تَرْتِيلَةُ العُمْـــــــــــــــــرِ تَرْجُــو أنْسَ تلبِــيةٍ

          تُحْيِـيهِ فِيــــها ؛  لعَــــــــلَّ الصَّبَّ يَرْتاحُ

أنشُودَةُ الرُّوحِ تَذكُو كُلَّمَا سُـمِعَتْ

             أَوْ جَادَ مِنْـهَا عَلَى الآفَاقِ إصْبَـــــاحُ

يَفْتَرُّ ثَغْرُ الرِّضَى وَالنُّورُ فِى فَرَحٍ

           والرَّحْبُ هَانٍ ، وَزَهْــــرُ الرَّوضِ فَوَّاحُ

لِلْعَيْنِ حُسْــــنٌ ، وَلِلآذَانِ مُطْـرِبُهَا

        لِلصَّـبِّ وِرْدٌ ، وَلِلهَيْــــــــــــمَان أقْـــــدَاحُ

تَهْفُو لَنَا فِى جَمَالِ الحَـالِ رَاقِصَةً 

             غُدْرَانُ أمْوَاهِنَا، وَالحُسْنُ صَحْصَاحُ

تَهْـــوِى إلَيْنَـا نُسَــيْمَـاتٌ ؛ تُدَاعِبُـنَا

          أوْ تَنْشُـرُ النَّشْــرَ مَقْـرُورًا بمَنْ لاحُوا

تَنْـسَى الأمَانىّ فِيـنَــــا أَنها هَـرِمَتْ

             بَلْ تَنْـتَـــشِـى أَنَّهَا لِلْـكُـلِّ مِصْـبَاحُ

لَـكِنَّهَا غُــرْبَة ، أغْــرَتْ عَلى سَـفَهٍ

            مَنْ أسْكَرَتْهُمْ، وَجُلُّ السُّـكْرِ مِفْضَاحُ 

مَا أَضْيَـقَ الأيْنَ فِى آنٍ يَضِلُّ وَلَا 

        يُرضِـيهِ رَأىٌ ، ولا هَـــــــادٍ ، ونَصَّـــاحُ

يُغْـرَى رضِـيًّا ، وَلَا يَـدْرى مُعَيَّبَـة

             لَا يَرْعَـــــوِى إن يَجِئ ما فِيهِ إقبَـــاحُ 

لا يُنْـكِرُ العِــرْقَ ذُو نُبْــــلٍ وَذُو قِيَــــــمٍ

               خُسْــرًا لِمَنْ جَـرَّهُــــمْ لِلغَىِّ مِلحَاحُ

يُسْــتغــرَبُ الحُسْــنُ فِينَا ؛ أنْ يُكلفَهُم

            أن يَعْظُـمُوا حَولَ مَنْ عَـزَّتْ بِهِمْ سَاحُ   

مَاجَاءَ زَهْـــــــرٌ بِأثمــــــــارٍ وَقَـــدْ قَطَعَتْ

          أَوْصَـــالهُ الحَـــــــالُ إِنْ يَدْهَمْـهُ سَــفَّـاحُ

إِنَّا نَرَى الشَّـــــيْبَ قَـــوَّامًا عَلى شِــــــيَم

          بَلْ حِـكْمَة ، دَأبُهَا مَنْــــــــحٌ وإصْــــلاحُ

نَرْعَـاهُ ذُخْـــرًا وَزَادًا أَوْ مِلَاكَ هُـــــــــدًى

                   أَوْ آيَـة زَانَــهَا لِلْـوَعْىِ إِيضَاحُ

ظَـلَّ الإمَامَ لِأجْيَالٍ لَهُـمْ شَــرَفٌ

                 أنأَخْلَصُوا السَّعْىَ فيما حق أَوْ سَاحُوا

يَوْمًا سَتَأتِى نِيَــــــــــــامًا صَـحْـوَةٌ لِيَرَوا

           لَنْ يُنْهِـكَ الْـوَعْىَ خَـــــدَّاعٌ وَصَيَّــــــاحُ

أَخْـشَى عَليْهـــــمْ مِنَ الأيَّام شِقْوَتَـهَـا

             أخْشَى بَلاءً قِصَـــاصًــا حِينَ يَجْتَـــاحُ

هَـلَّا أَفَـاقَ الذِى عَـقَّ الحَيـــــاةَ ! أَلَا

                  يَخْشَى مَشِـيباً غَـدًا يَغْشَى وَيَنْدَاحُ ؟

اِبْرَأ ، وَلَا تَجْـزَعَـنْ ؛ مَا أَنْتَ مُتَّـــهَمًا

                 هَــذَانِ كَفَّا النَّــــدَى ، وَالْقَـْلبُ مَنَّــــاحُ

كَانُوا بَنِينَــــــــــــا مَتَى كُنَّا لَهُــــــمْ مَدَدًا

                  لَـكِنَّـهُـمْ أَنْـكَرُوا ! هَــلْ بَعْـــدُ أَفْـرَاحُ ؟!