ذكرنا من قبل ونؤكد اليوم، على غيبة الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المتورطة فى الحرب الأوكرانية الروسية لوقف القتال والسعى إلى حل سياسى وسط مقبول ومتوافق عليه من الجانبين.
وهناك من الشواهد الظاهرة على السطح، ما يؤكد غياب السعى الجاد من الطرفين الأوكرانى والروسى، للتوصل إلى حل وسط توافقى،..، بل على العكس من ذلك هناك عدم مرونة بادية من الطرفين.
وفى ظل ذلك يصبح من الصعب التنبؤ بموعد قريب أو متوقع لإنهاء الحرب، حيث من الواضح وجود إصرار على الجانبين بعدم الاستعداد للتنازل عن المواقف المتصلبة.
وفى هذا السياق أعلنت موسكو عدة مرات، أنه لن يتم وقف العمليات العسكرية دون تلبية المطالب الروسية بالكامل، وهى الاعتراف الأوكرانى بشرعية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، والاعتراف باستقلال «دونيتسك» و«لوجانسيك» وضم روسيا لهما، بالإضافة إلى عدم انضمام أوكرانيا، إلى حلف الناتو، وإزالة كل الأسلحة الاستراتيجية من أوكرانيا نظرا لتهديدها للأمن القومي الروسي.
وفى مواجهة ذلك ترفض أوكرانيا كل المطالب والشروط الروسية، وتؤكد على ضرورة الانسحاب الكامل للقوات الروسية من كل الأراضى الأوكرانية المحتلة، وعودة شبة جزيرة القرم إلى أوكرانيا، ورفض الاعتراف باستقلال «دونيتسك» و»لوجانسيك» وانشقاقهما عن أوكرانيا.
وفى ذلك تستند أوكرانيا فى موقفها هذا إلى وقوف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأعضاء فى حلف الناتو معها، ودعمهم الكامل والقوى لها فى مواجهة روسيا، ودفعهم لها لرفض المطالب الروسية، فى إطار سعيهم الدائم لاستمرار القتال وعدم وقف الحرب، بل إطالة أمدها كلما أمكن ذلك حتى تصبح نزيفا مستمرا لروسيا،..، وهو ما يحدث الآن بالفعل.
وفى ظل ذلك اصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل التكهن أو التوقع بنهاية قريبة للصراع ووقف الحرب.
