عاجل جدًا

خرجنا متفائلين.. بمستقبل الدواء

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

تصريحات د.ماجد جورج، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الطبية والدوائية، عن تفاصيل الاجتماع مع رئيس الوزراء، حول صناعة الدواء، نقلت إلينا عدوى التفاؤل بمستقبل هذه الصناعة .

عبّر د.ماجد عن مشاعره ، بمنتهى الصراحة والتلقائية قائلا : «أنا كنت داخل الاجتماع متشائم وخايف ،بسبب شكاوى ومشاكل المصانع التى تحتاج خامات للعمل والإنتاج ، لكننا خرجنا من الاجتماع متفائلين».

وقال إنه فوجئ بتأكيد رئيس الوزراء، أنه يتابع أسبوعيًا حجم ما يخرج من البنوك لمصانع الدواء، وأنه يتم تقديم بيان بإجمالى الاحتياجات الخاصة بمصانع الأدوية على مدار العام ، ويتم التنسيق المستمر مع البنك المركزى لسرعة الإفراج عن المواد الخام والأدوية والمستلزمات الطبية، لتكون لها الأولوية فى ذلك، على غرار الأولوية الممنوحة للمواد الغذائية الأساسية.

اهتمام رئيس الوزراء بكل هذه التفاصيل هو ما جعل القائمين على صناعة الدواء يودعون التشاؤم والقلق ، ويخرجون من الاجتماع، متفائلين.

والحقيقة أن صناعة الدواء فى مصر لازالت تواجه الكثير من التحديات، نتيجة تزايد أعداد السكان، وزيادة الوعى الصحى وتطوير برامج الرعاية الصحية، ويكفى أن استهلاك سوق الدواء فى مصر ارتفع من 63 مليار جنيه عام 2018، إلی 122.7 مليار جنيه عام 2022، ومن المتوقع أن تصل مبيعات الدواء خلال عام 2023 إلى 142.5 مليار جنيه

ورغم أن صناعة الدواء فى مصر من أنجح الصناعات، إلا أننا لازلنا نستورد أكثر من 95 % من المواد الخام، ومواد التعبئة والتغليف الخاصة بالصناعات الدوائية ، ولازلنا أيضا نعتمد على السوق المحلى ، ونحتاج إلى مجاراة التقدم التكنولوجى الكبير فى هذا المجال ، حتى نستطيع خوض المنافسة الحقيقية فى الأسواق العالمية،

أتمنى أن تشهد الفترة القادمة طفرة فى صناعة الدواء، تنطلق من داخل «مدينة الدواء» التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى ، فالهدف الأساسى من إنشاء هذه المدينة ، هو مواكبة التكنولوجيا العالمية فى صناعة الدواء ، مع التركيز على المستحضرات الأساسية الخاصة بالأمراض المزمنة مثل أدوية الضغط والسكر والقلب والكلى والمخ والأعصاب والمضادات الحيوية والهرمونات، وكذلك التوسع فى إنتاج الأمصال واللقاحات.

و الدخول بمصر إلى مجال صناعات جديدة مثل صناعة الخامات الدوائية والتوسع فى صناعة أدوية الأورام لتغطية احتياجات مصر منها .

تحقيق كل هذه الأهداف يضمن توفير الدواء الآمن، بأسعار مناسبة ، ويضمن أيضا تجنب أزمات نقص الدواء التى تعانى منها الآن دول عديدة مثل اليونان وتونس وغيرهما .

الدواء قضية أمن قومى، والقيادة تدرك ذلك جيدا وتحرص على متابعة هذه الصناعة سواء على مستوى الحكومة أو البرلمان ، وقد كان فى جائحة كورونا عبرة للعالم كله، حيث رأينا

أن الدول التى تعافت من كورونا بشكل أسرع، هى الدول صاحبة التقدم العلمى فى البحث والتصنيع فى مجال اللقاحات والأمصال والدواء، وهذا هو ما تدركه الدولة ، وتضعه أمامها فى رؤيتها لمستقبل صناعة الدواء خلال الفترة القادمة.