حاتم نعام يكتب: صناعة العلم والعلماء.. الإمارات نموذجًا

الكاتب الصحفي حاتم نعام
الكاتب الصحفي حاتم نعام

منذ أكثر من عشرين عاماً وبداية التحاقي بالعمل الصحفي كانت قناعاتي أن أكون مستمعًا لا متحدثًا مع أساتذتي الكبار في بلاط صاحبة الجلالة حتى أحقق ما أريد إلحاقه وأجمع ما أخشى فواته، أسابق معهم اللحظات لأرقب أثرها.

جمعني حوار يوما  ما  مع أحد الأساتذة الكبار وكان محور الحديث عن أموال الخليج وكيف يسارع أصحابها لشراء أي وسيلة للتباهي بأموالهم دون أي تفكير فيما يعود على بلادهم بأي نفع ؟ هو فقط التفاخر والتباهي بأموالهم .

انتهى الحديث الناقم الساخط الذي يلعن الحظ، لكن ظلت كلمات الأستاذ الكبير عالقة في ذهني ورسخت العقيدة الخاطئة الظالمة في عقلي على مر الأيام والمسافات بعد أن أثرت على رؤية حاملها.

نعم ظلت العقيدة راسخة في مكانها والعالم يتغير بسرعة كبيرة ومخيفة حتى عاصرت تلك الأحداث والأزمات التي مر بها العالم في الفترة الأخيرة من أمراض وأوبئة وأزمات كبيرة خاصة أزمات الطاقة والغذاء والماء ووجدت بعض الدول لم تتأثر كثيرا بما يمر به العالم وكأنها في منأى عن الخطر،  بل الأكثر من ذلك وجدت أن هذه الدول حققت نقلة علمية متقدمة ورسمت واقع معرفي جديد حتى أصبحت في مصاف الدول المتقدمة لا الدول التي تتوقف عند التباهي بأموالها، على سبيل المثال أصبحت دولة الإمارات تتبنى تطوير التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها في تحقيق أهداف مستقبلية وإنجازات كبيرة وعظيمة في مجال الفضاء الخارجي وتطور مذهل في استكشاف هذا المجال الذي فاق كل التوقعات بالعلم والطموح والعزيمة. وليس بمحض الصدفة  وأصبح ذلك مدعاة للفخر الحقيقي وليس لفخر زائف. 

من يقرأ حركة التاريخ يعتقد يقينا أن التقدم والتطور والرقي الذي وصلت إليه الأمم الشرقية والغربية تحقق بالعلم وليس بالموارد الطبيعية وحدها، فكم من أمم تمتلك مواد طبيعة لا تعد ولا تحصى لكنها مهدرة مع تغافل العلم والدول التي سعت أن يكون لها تأثير في خرائط النفوذ العالمي كان ذلك بالعلم وصناعة العلماء، على عكس الدول التي يطلق عليها مجازا الدول النامية التي مازالت نظرتها للعلماء أن كلامهم غير مفهوم.

الخلاصة أن العلم ليس فقط  كالماء والهواء أو أنه رفاهية بل العلم  ضرورة لكي تنجو الأمم.