من الأعماق

سموم أبواق الشر

جمال حسين
جمال حسين

مؤخرًا كثَّفت أبواق الشر المُوجَّهة من الخارج من محاصرتها للمصريين؛ ظنًا منها أنها تستطيع بذلك هز ثقة الشعب المصرى فى مؤسسات الدولة.. وأطل علينا نشطاء سبوبة جدد «يوتيوبرز» بوجوهٍ كريهةٍ يُروِّجون الشائعات، ويبثون الأكاذيب.

أقول لهم ربما ظننتم ذلك لكن بعض الظن إثم.. خِبتم وخَاب مسعاكم، فلن تفلحوا فى اختراق وعى المصريين، وستفشلون كما فشلتم من قبل مرارًا.
فقد اكتشف الشعب المصرى أنكم مأجورون، تستخدمكم قوى إقليميَّة وأجهزة استخباراتيَّة دوليَّة كأدواتٍ رخيصةٍ لتنفيذ مُخططاتها.

اكتشف الشعب المصرى أنكم نَزعتم آخر ورقة توت كانت تُدارى عوراتكم، وأنكم على استعدادٍ دائمٍ أن ترقصوا رقصة «الاستربتيز».. تفاخرون بخيانتكم وتجهرون بها.

أقول لهؤلاء الغَرابين السُود الذين ينعقون ليل نهار، ويُلوِّثون أسماعنا بأصواتهم النشاز.. موتوا بغيظكم.. يبدو أنكم لم تقرأوا التاريخ جيدًا، ولم تُعطوا لجغرافية أم الدنيا قَدرها، وتناسيتم أنها ابتلعت كل المجرمين والغُزاة فى باطنها وعادت مع كل أزمة أقوى مما كانت.
لن تفلحوا فى زعزعة ثقة الشعب المصرى فى قيادته وجيشه وشرطته.. ولن تجدوا آذانًا مُصغيةً لمُؤامراتكم.

الشعب المصرى رأى بأم عينه إنجازات تحقَّقت فى طول البلاد وعرضها لا يُنكرها إلا كل جاحدٍ أو حاقد.. الشعب المصرى رأى قائده يطوف الدنيا من أجل أن تُصبح مصر أم الدنيا، ويقوم بجولات مكوكيَّة؛ ليُتابع بنفسه المشروعات القوميَّة العملاقة، وزراعة الصحراء التى بدأت تكتسى باللون الأخضر لتحقيق الاكتفاء الذاتى من طعامنا واحتياجاتنا؛ لتقليل الاستيراد بالعُملة الصعبة بل وتصدير بعض المنتجات المصريَّة المطلوبة فى كل دول العالم، حتى تتحقَّق المقولة الخالدة لفضيلة الشيخ الشعراوى «حتى يكون قرارنا من رأسنا لا بد أن يكون طعامنا من فأسنا».

لن تستطيعوا تغييب إرادة ووعى الشعب المصرى الذى رأى بأم عينيه نهضةً عمرانيةً لم يسبق لها مثيلٌ.. نهضة قضت على العشوائيات التى كانت تُعايرنا بها الدول، وكانت مأوى للصوص والمجرمين.. لن تستطيعوا تغييب وعى الشعب الذى رأى بأم عينيه نهضةً سياحيةً وقلاعًا صناعيةً وتعدينيةً بدأت تُؤتى ثمارها فى سد فجوة الاستيراد وتقليل البطالة.

لن تفلحوا فى استغلال الأزمة الاقتصاديَّة التى ضربت العالم أجمع، فالمصريون ضربوا أروع المثل فى تحمُّل تَبعات الأزمة؛ للحفاظ على بلادهم، ولقَّنوا أبواق الشر ومن يقف خلفها درسًا لن ينسوه عندما توحَّدوا خلف قيادتهم وأعرضوا عن دعوات المغرضين.

أقولها بأعلى صوتٍ لهؤلاء المارقين الذين انتفخت حساباتهم فى البنوك بأموال الغدرِ والخيانةِ والعهر والفجور: المصريون وَعوا الدرس جيدًا ولن يُلدغوا من الجُحر مرتين.