علماء الأزهر والأوقاف: الصلاة على النبي فرض وبر.. ودستور إلهي

الدكتور الأمير محفوظ
الدكتور الأمير محفوظ

منذ أن أطلقت وزارة الأوقاف الدعوة للقيام بالصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمدة خمس دقائق بعد الانتهاء من صلاة الجمعة القادمة، حتى قام من نصَّبوا أنفسهم أوصياء على الدين، بل وأوصياء على كيفية الصلاة على حضرته صلى الله عليه وسلم، حتى أفتوا بغير علم بأن هذا الأمر بدعة.
بوابة أخبار اليوم عرضت الأمر على أهله من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، ليكون الرد بالحجة والبرهان.

فرض ولو مرة في العمر 

قال الدكتور الأمير محفوظ، من علماء الأزهر الشريف، إن الصلاة على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرض عند جمهور العلماء، حتى عند الإمام أبى حنيفة النعمان ولو مرة واحدة في العمر، واعتبر جميع العلماء أن الأمر القرآني 
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" بالفرض على جميع الأمة وسائر العباد.
وأضاف الدكتور الأمير محفوظ، اعتبر أن الصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فرض في كل صلاة بعد التشهد، حتى أنه اعتبر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول في الصلاة، من واجبات الصلاة، حتى في صلاة الجنائز تكون الصلاة على سيدنا النبي بعد التكبيرة الثانية وهي الصلاة الإبراهيمية.

الصلاة على النبي ترفع في الدرجات 

من جانبه قال الشيخ محمد حسن قاعود، من علماء وزارة الأوقاف إن الصلاة والتسليم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ترفع في الدرجات وتزيد في الحسنات،  كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات".
الصلاة على النبي تزيل الكروب
كما أن للصلاة على رسول الله فضل في إزالة الكروب ومغفرة للذنوب، كما جاء في جوابه صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي ابن كعب رضي الله تعالى عنه وهو ما أخرجه الترمذي في سننه من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذا تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفرُ لك ذنبك»، وهذا «هذا حديث حسن».

التخلق بخلق الملائكة  

واعتبر الشيخ محمد حسن قاعود، أن الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتباع للأمر الإلهي والتخلق بخلق الملائكة الكرام الذين يصلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تصديقاً لقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".

 الصلاة على النبي بر بالوالدين  

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله وكل بقبري ملَكا أعطاه أسماع الخلائق ، فلا يصلي عليَّ أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه، هذا فلان ابن فلان قد صلى عليك.
وهنا يذكر اسم المصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم واسم والده عند الملائكة، وهم تعد من أفضل الوان البر بالوالدين.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَا مِن أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيهِ السَّلَامَ. 

الصلاة على النبي توجب الشفاعة   

في ذات السياق قال الدكتور أحمد عوض خير، من علماء وزارة الأوقاف وإمام مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، إن الصلاة والتسليم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أسباب وجوب شفاعته صلى الله عليه وسلم، كما روى الطبراني بسند حسن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال "من قال اللهم صلى على محمد وأنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي".

مبادرة مباركة  

أضاف الدكتور أحمد على خير، أن دعوة وزارة الأوقاف للقيام بالصلاة على سيدنا رسول الله لمدة خمس دقائق بعد الانتهاء من صلاة الجمعة القادمة، هي مبادرة طيبة مباركة تجمع المسلمون بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وليس الترك دليل البدعة، وليس معنى أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يجمعوا على أمر ونقوم به على أنه بدعة، فالذي جمعهم على صلاة التراويح سيدنا عمر بن الخطاب، والقرآن الكريم لم يجمع في عهد سيدنا رسول الله، بل جمع بعد ذلك، متسائلاً هل هذه بدعة ، هل الجمع في صلاة التراويح بدعة.

وفي الحديث الصحيح ما روي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال صلى الله عليه وسلم: ما أجلسكم، قالوا: جلسنا نذكر الله وبحمده على ما هدانا للإسلام 
 ومنَّ بِهِ علينا، قَال: الله ما أجلسكم إلا ذالك؟، قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم استحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة.

الصلاة على النبي نور الأنوار     

فالصلاة على سيدنا النبي نور الأنوار، فإمامنا في جميع العبادات هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإمامنا في الصلاة على سيدنا ومولانا رسول الله هو الله سبحانه وتعالى، قال تعالى "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، صدق الله العظيم..