عند الاقتصاد الخبر اليقين

أيهاب فتحي
أيهاب فتحي

‭..‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وصول‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬السابق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بواشنطن‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬2008أمرًا‭ ‬عاديًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والعالم،‭ ‬ارتبط‭ ‬الحدث‭ ‬غير‭ ‬العادى‭ ‬بأنه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬الأول‭ ‬المنتمى‭ ‬للأمريكان‭ ‬السود،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬وغير‭ ‬العادى‭ ‬كان‭ ‬وصول‭ ‬رجل‭ ‬يحمل‭ ‬أفكار‭ ‬تيار‭ ‬اليسار‭ ‬المعولم‭ ‬والأخطر‭ ‬أنه‭ ‬يمتلك‭ ‬القوة‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭.‬

دفع‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬وعلى‭ ‬رأسه‭ ‬أوباما‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬إلى‭ ‬حيز‭ ‬التطبيق‭ ‬لتعم‭ ‬الفوضى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬منطقتنا‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬بسبب‭ ‬التحالف‭ ‬الغامض‭ ‬والشرير‭ ‬بين‭ ‬أوباما‭ ‬وإدارته‭ ‬وجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الفاشية‭ ‬التى‭ ‬أراد‭ ‬فى‭ ‬لحظة‭ ‬جنون‭ ‬أن‭ ‬يسلمها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بالكامل‭ ‬ولكن‭ ‬تصدى‭ ‬الشعوب‭ ‬والقوى‭ ‬الوطنية‭ ‬لهذا‭ ‬التحالف‭ ‬والهجمة‭ ‬الشرسة‭ ‬أوقف‭ ‬هذا‭ ‬الجنون‭. ‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬أجندة‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬وتلك‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬متوقفة‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الفوضى‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬محاولة‭ ‬تغيير‭ ‬طبيعة‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭ ‬ونقل‭ ‬ماهو‭ ‬غير‭ ‬طبيعى‭ ‬وشاذ‭ ‬إلى‭ ‬خانة‭ ‬الحياة‭ ‬العادية،‭ ‬ليفاجأ‭ ‬العالم‭ ‬بألوان‭ ‬علم‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬تغطى‭ ‬جدران‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬مع‭ ‬تأييد‭ ‬مطلق‭ ‬من‭ ‬أوباما‭ ‬وإدارته‭ ‬لفرض‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬المنحرف‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكى‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬أوصله‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكى‭. ‬

هناك‭ ‬من‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬طبيعة‭ ‬تطور‭ ‬الحرية‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكى‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬استهلاك‭ ‬الأفكار‭ ‬الغريبة‭ ‬باسم‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬حتى‭ ‬لوكانت‭ ‬حرية‭ ‬منحرفة‭ ‬عن‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية،‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وعاش‭ ‬بها‭ ‬فترة‭ ‬سيدرك‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكى‭ ‬هو‭ ‬مجتمع‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬أى‭ ‬مجتمع‭ ‬آخر‭ ‬به‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬المألوف‭ ‬ولكن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬تعيش‭ ‬حياتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬فيه‭ ‬سيدرك‭ ‬أنه‭ ‬أمام‭ ‬مجتمع‭ ‬يحمل‭ ‬قيمًا‭ ‬محافظة‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬بعيدة‭ ‬ويؤسس‭ ‬تدين‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكى‭ ‬العادى‭ ‬لهذه‭ ‬القيم‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬ويكفى‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬ولايات‭ ‬الحزام‭ ‬الأنجليى‭ ‬التى‭ ‬يسكنها‭ ‬ملايين‭ ‬الأمريكان‭ ‬لنرى‭ ‬حجم‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬الأفكار‭ ‬الأوبامية‭ ‬وتياره‭ ‬وبين‭ ‬طبيعة‭ ‬المجتمع‭.‬

المتابع‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬سواء‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬الخارجية‭ ‬يلاحظ‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المختلفة‭ ‬تتبنى‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬افكارًا‭ ‬أو‭ ‬ملفات‭ ‬باسم‭ ‬المبادئ‭ ‬والحقيقة‭ ‬هى‭ ‬بعيدة‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬مبادئ‭ ‬وغرضها‭ ‬الرئيسى‭ ‬المصالح‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أجندة‭ ‬سياسية‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬وأوضح‭ ‬مثال‭ ‬قريب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬إدارة‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬التى‭ ‬صدعت‭ ‬العالم‭ ‬بأفكار‭ ‬نشر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والحرية‭ ‬وكان‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يخفى‭ ‬وراءه‭ ‬مطامع‭ ‬استعمارية‭ ‬دفعت‭ ‬ثمنها‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬التى‭ ‬أبتليت‭ ‬بالغزو‭ ‬الأمريكى‭ ‬للعراق‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬بوش‭ ‬ومايسمى‭ ‬بالربيع‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ . ‬

هناك‭ ‬تفسير‭ ‬سياسى‭ ‬ارتبط‭ ‬بتبنى‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬للمثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬صحيح‭ ‬فى‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منه‭ ‬وهو‭ ‬خاص‭ ‬بتطبيق‭ ‬نفس‭ ‬السياسات‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لكن‭ ‬بوسائل‭ ‬اجتماعية‭ ‬،‭ ‬فأغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬فى‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬أمرًا‭ ‬طبيعيًا‭ ‬أو‭ ‬يمكن‭ ‬تقبله‭ ‬خاصة‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الجذور‭ ‬الحضارية‭.‬

هنا‭ ‬تظهر‭ ‬ألعاب‭ ‬السيرك‭ ‬السياسى‭ ‬الأمريكى‭ ‬فعند‭ ‬الدخول‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مفاوضات‭ ‬سياسية‭ ‬أواقتصادية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأى‭ ‬دولة‭ ‬،‭ ‬يبدأ‭ ‬المفاوض‭ ‬الأمريكى‭ ‬فى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬المثلية‭ ‬أنها‭ ‬نفس‭ ‬نغمة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬بوش،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سيقابل‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬بالرفض‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬التى‭ ‬تريد‭ ‬توقيع‭ ‬معاهدة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بواقع‭ ‬احتياج‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فهى‭ ‬القوة‭ ‬المهيمنة‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬وسياسيًا‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬ولكن‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭ ‬المنحرف‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يقبله‭ ‬أى‭ ‬مجتمع‭ ‬طبيعى‭ ‬سيكون‭ ‬الرفض‭.‬

‭ ‬هنا‭ ‬تبدأ‭ ‬المساومات‭ ‬ولا‭ ‬تكتفى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بكل‭ ‬ماتمتلكه‭ ‬من‭ ‬هيمنة‭ ‬ولكنها‭ ‬تريد‭ ‬المزيد‭ ‬،‭ ‬يمكن‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التغاضى‭ ‬عن‭ "‬حريات‭ ‬المثليين‭" ‬مقابل‭ ‬تقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬تخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بهذه‭ ‬اللعبة‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬الولايات‭ ‬أى‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬إبعاد‭ ‬وسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬تعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تتقبلها‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬وتحصل‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬دون‭ ‬ثمن‭.‬

ظل‭ ‬هذا‭ ‬التفسير‭ ‬مقبولا‭ ‬حتى‭ ‬وصول‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬ـ‭ ‬هاريس‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وبين‭ ‬أوباما‭ ‬وبايدن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬وقت‭ ‬مستقطع‭ ‬لم‭ ‬يستمر‭ ‬طويلا‭ ‬اسمه‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬تعتبر‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬ـ‭ ‬هاريس‭ ‬امتدادا‭ ‬للأوبامية‭ ‬أو‭ ‬اليسار‭ ‬المعولم‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭ ‬ثقافة‭ ‬الـ‭ ‬woke‭ ‬فجون‭ ‬بايدن‭ ‬كان‭ ‬نائبًا‭ ‬لأوباما‭ ‬وكامالا‭ ‬هاريس‭ ‬هى‭ ‬تلميذة‭ ‬اوباما،‭ ‬الفارق‭ ‬الوحيد‭ ‬أن‭ ‬أوباما‭ ‬تولى‭ ‬مرحلة‭ ‬التأسيس‭ ‬لهذا‭ ‬التيار‭ ‬وتولى‭ ‬بايدن‭ ‬وهاريس‭ ‬التطبيق‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬التوحش‭ ‬والجنون‭ .‬

تحول‭ ‬ملف‭ "‬الحرية‭ ‬المثلية‭ " ‬من‭ ‬أداة‭ ‬سياسية‭ ‬إلى‭ ‬أيديولجية‭ ‬جنونية‭ ‬مع‭ ‬بايدن‭ ‬ـ‭ ‬هاريس‭ ‬فأغلب‭ ‬مناصب‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬ـ‭ ‬هاريس‭ ‬بها‭ ‬مثليين‭ ‬ومتحولين‭ ‬جنسيًا‭ ‬وغريبى‭ ‬الأطوار‭ ‬وأصبح‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ ‬لهذه‭ ‬الإدارة‭ ‬المتحولة‭ ‬عن‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية‭ ‬نشر‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬والتحول‭ ‬الجنسى‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وخارجها‭ ‬ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬النشر‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬الفرض‭ ‬بحيث‭ ‬يصبح‭ ‬الإنسان‭ ‬الطبيعى‭ ‬هو‭ ‬الشاذ‭ ‬والشاذ‭ ‬طبيعى‭.‬

مع‭ ‬توالى‭ ‬أيام‭ ‬حكم‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬الشاذة‭ ‬فى‭ ‬أهدافها‭ ‬تحول‭ ‬السيرك‭ ‬السياسى‭ ‬الأمريكى‭ ‬المعروف‭ ‬ألعابه‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬أمراض‭ ‬عقلية‭ ‬فظهرت‭  ‬معارك‭ ‬الحمامات‭ ‬أو‭ ‬صدور‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬تلغى‭ ‬وجود‭ ‬حمامات‭ ‬عامة‭ ‬خاصة‭ ‬بالنساء‭ ‬وأخرى‭ ‬للرجال‭ ‬أو‭ ‬أنشاء‭ ‬حمامات‭ ‬ثالثة‭ ‬لجنس‭ ‬آخر،‭ ‬وفرض‭ ‬حصص‭ ‬مدرسية‭ ‬على‭ ‬أطفال‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬لتعريفهم‭ ‬بالشذوذ‭ ‬وكيفية‭ ‬التحول‭ ‬الجنسى‭ ‬والقبض‭ ‬على‭ ‬الآباء‭ ‬الذين‭ ‬يعترضون‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬الانحراف‭ ‬فى‭ ‬مدارس‭ ‬أبنائهم‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إلغاء‭ ‬تعريف‭ ‬هو‭ ‬أو‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬اللغة‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬جنس‭ ‬محدد‭ ‬مع‭ ‬معاقبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يستخدم‭ ‬هذه‭ ‬التعريفات‭ ‬البائدة‭ .! ‬

الكارثة‭ ‬الأكبر‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬أعطت‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬الفرصة‭ ‬لغريبى‭ ‬الأطوار‭ ‬وشواذ‭ ‬العقول‭ ‬لينطلقوا‭ ‬فبدأ‭ ‬العنف‭ ‬المسلح‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬بايدن‭ ‬ـ‭ ‬هاريس‭ ‬فظهرت‭ ‬ميليشيات‭ ‬الجندر‭ ‬المسلحة‭ ‬التى‭ ‬تريد‭ ‬فرض‭ ‬هذا‭ ‬الجنون‭ ‬بالقوة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬او‭ ‬معاقبة‭ ‬المجتمع‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يتقبلهم‭ ‬بإطلاق‭ ‬طلقات‭ ‬الرصاص‭ ‬عليه‭ ‬وفى‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬توالت‭ ‬حوادث‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬تلاميذ‭ ‬المدارس‭ ‬وتجمعات‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬مجانين‭ ‬الجندر‭ ‬بدعوى‭ ‬هدم‭ ‬المجتمع‭ ‬القديم‭ ‬او‭ ‬معاقبته‭ . ‬لم‭ ‬تقف‭ ‬إدارة‭ ‬بادين‭ ‬ـ‭ ‬هاريس‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬الإجرامية‭ ‬بحزم‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬أصبح‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وفى‭ ‬حضورالرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬المقر‭ ‬الدائم‭ ‬للشواذ‭ ‬والمتحولين‭ ‬جنسيًا‭  ‬باسم‭ ‬الحب‭ ‬وتذاع‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬ولولا‭ ‬انشغال‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬المجنونة‭ ‬بمحاولة‭ ‬تدمير‭ ‬روسيا‭ ‬لكانت‭ ‬خطة‭ ‬فرض‭ ‬هذا‭ ‬الانحراف‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭. ‬

تحول‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬أداة‭ ‬سياسية‭ ‬ووسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الجنون‭ ‬كان‭ ‬بدايته‭ ‬أسباب‭ ‬اجتماعية‭ ‬أمريكية‭ ‬داخلية،‭ ‬خاصة‭ ‬بالطبقة‭ ‬الحاكمة‭ ‬الحالية‭ ‬والمتحكمة‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكى‭ ‬هو‭ ‬مجتمع‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين‭ ‬طبقات‭ ‬بحسب‭ ‬وجودهم‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالإضافة‭ ‬لانتمائهم‭ ‬العرقى‭ ‬،‭ ‬حاليًا‭ ‬يتشكل‭ ‬جزء‭ ‬كبيرمن‭ ‬الطبقة‭ ‬المسيطرة‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬مهاجرين‭ ‬جدد‭ ‬ولاينتمون‭ ‬للكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العاديين‭ ‬سواء‭ ‬البيض‭ ‬او‭ ‬السود‭ ‬ولعل‭ ‬أوضح‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬وغيرها‭ ‬كثير‭ ‬فى‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الأمريكية‭ ‬وخوفًا‭ ‬من‭ ‬تعرض‭ ‬هذه‭ ‬الطبقة‭ ‬لحالة‭ ‬من‭ ‬التنمر‭ ‬أو‭ ‬الاضطهاد‭ ‬كان‭ ‬الأفضل‭ ‬شغل‭ ‬المجتمع‭ ‬بقضية‭ ‬مصنعة‭ ‬وهى‭ ‬حقوق‭ ‬المثليين‭ ‬والمتحولين‭ ‬ليتبعدوا‭ ‬عن‭ ‬طبقتهم‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الانشغال‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬جنون‭ ‬وصراع‭ ‬مرير‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بين‭ ‬الأغلبية‭ ‬التى‭ ‬تريد‭ ‬مجتمعًا‭ ‬طبيعيًا‭ ‬ومن‭ ‬يريدون‭ ‬حماية‭ ‬أنفسهم‭ ‬بتحويل‭ ‬المجتمع‭ ‬الى‭ ‬مجتمع‭ ‬شاذ‭ ‬فى‭ ‬تركيبته‭. ‬

كان‭ ‬يمكن‭ ‬لهذا‭ ‬العبث‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يتكلم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمصلحة‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يخرس‭ ‬الجميع،‭ ‬فالأزمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬إفلاس‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البنوك‭  ‬تكشف‭ ‬تفاصيلها‭ ‬المتعددة‭ ‬حقيقة‭ ‬الصراع‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭  ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البنوك‭ ‬داعمة‭ ‬ماديًا‭ ‬لمجتمعات‭ ‬المثليين‭ ‬والمتحولين‭ ‬بمباركة‭ ‬الطبقة‭ ‬المسيطرة‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬قوى‭ ‬أخرى‭ ‬وهى‭ ‬القوى‭ ‬المحافظة‭ ‬أو‭ ‬الطبيعية‭ ‬ولها‭ ‬ايضًا‭ ‬حضور‭ ‬اقتصادى‭ ‬كبير‭ ‬تحاول‭ ‬إنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وهو‭ ‬مانجحت‭ ‬فيه‭ ‬بحملة‭ ‬الإفلاس‭ ‬تلك‭ ‬وسحب‭ ‬الأموال‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬دخلت‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تكسير‭ ‬العظام‭ ‬وحرق‭ ‬المصالح‭.‬

رغم‭ ‬حرب‭ ‬تكسير‭ ‬العظام‭ ‬تلك‭ ‬والتصاعد‭ ‬العنيف‭ ‬لغضب‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬الأمريكى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجنون‭ ‬والعبث‭ ‬والذى‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحظته‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬وسائط‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬والتحركات‭ ‬الشعبية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الطبقة‭ ‬المسيطرة‭ ‬استمرت‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬مخططاتها‭ ‬وبالأخص‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬فكلما‭ ‬تقدم‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬حوافز‭ ‬لمجتمعات‭ "‬الميم‭ " ‬كما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليها‭ ‬فهى‭ ‬ستنال‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬المسيطرة‭ ‬حتى‭ ‬كانت‭ ‬الحقيقة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التأويل‭.‬

استخدم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بعض‭ ‬المتحولين‭ ‬جنسيًا‭ ‬كوجوه‭ ‬دعائية‭ ‬لمنتجاتهم‭ ‬بتحريض‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬المسيطرة‭ ‬بواقع‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكى‭ ‬متقبل‭ ‬لهذا‭ ‬الجنون‭ ‬أو‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬عليه‭ ‬هذا‭ ‬الجنون‭ ‬وهنا‭ ‬حدثت‭ ‬ثورة‭ "‬البيرة‭" ‬ولهذا‭ ‬المنتج‭ ‬استثمارات‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ .‬

قررت‭ ‬أكبر‭ ‬شركة‭ ‬امريكية‭ ‬تنتج‭ "‬البيرة‭" ‬بل‭ ‬وفى‭ ‬العالم‭ ‬استخدام‭ ‬رجل‭ ‬متحول‭ ‬جنسيًا‭ ‬للدعاية‭ ‬عن‭ ‬منتجاتها‭ ‬وبمجرد‭ ‬ظهورالإعلان‭ ‬وفى‭ ‬ساعات‭ ‬قليلة‭ ‬قرر‭ ‬أغلب‭ ‬الوكلاء‭ ‬المتعاملين‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬مقاطعة‭ ‬منتجها‭ ‬وشن‭ ‬المستهلكون‭ ‬أكبر‭ ‬حملة‭ ‬مقاطعة‭ ‬لمنتجات‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬لتخسر‭ ‬فى‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬أرباح‭ ‬تقدربمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬فيديوهات‭ ‬المستهلكين‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬التى‭ ‬تحرق‭ ‬شعارات‭ ‬الحملة‭ ‬الإعلانية‭ ‬وتصور‭ ‬منتجات‭ ‬الشركة‭ ‬مكدسة‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يقترب‭ ‬منها‭ ‬وتوالت‭ ‬الاستقالات‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الشركة‭ ‬مع‭ ‬سيل‭ ‬من‭ ‬الاعتذارات‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للشركات‭ ‬الأخرى‭ ‬التى‭ ‬استخدمت‭ ‬وجوهًا‭ ‬دعائية‭ ‬للمتحولين‭ ‬فسارت‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬طريق‭ ‬الاستقالات‭ ‬والخسائر‭ ‬والاعتذارات‭.‬

أمام‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التى‭ ‬تقول‭ ‬بوضوح‭ ‬إن‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكى‭ ‬رافض‭ ‬لهذا‭ ‬الجنون‭ ‬و‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬الشرسة‭ ‬بين‭ ‬اليسار‭ ‬المعولم‭ ‬أو‭ ‬الطبقة‭ ‬المسيطرة‭ ‬حاليا‭ ‬والمحافظين‭ ‬والتى‭ ‬يظهر‭ ‬للعالم‭ ‬جزء‭ ‬يسير‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعارك‭ ‬الدعائية‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬وبايدن‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬الجميع‭ ‬فالأهم‭ ‬هنا‭ ‬المصالح‭ ‬ومليارات‭ ‬الدولارات‭. ‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬الطرفين‭ ‬توصلا‭ ‬إلى‭ ‬معادلة‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬السيرك‭ ‬السياسى‭ ‬الأمريكى‭ ‬دون‭ ‬جنون‭ ‬مع‭ ‬إرضاء‭ ‬الجمهور‭ ‬وحماية‭ ‬مصالحهما‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬هى‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬2024‭ ‬وعنوان‭ ‬المعادلة‭ ‬سيكون‭ ‬رون‭ ‬دى‭ ‬سانتيس‭ ‬حاكم‭ ‬فلوريدا‭ ‬المرشح‭ ‬المحتمل‭ ‬للرئاسة‭ ‬أو‭ ‬الرجل‭ ‬الذى‭ ‬سيتولى‭ ‬القسم‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬كرئيس‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬