أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن حرب أوكرانيا وتداعياتها على مجال الطاقة أطلقت العنان على مستوى العالم للاستثمار في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.
وأشارت كاتبة المقال جيليان أمبروز إلى ما ذكرته الوكالة الدولية للطاقة أن الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة من المتوقع أن تصل خلال العام الحالي إلى ما يقرب من 1.7 تريليون دولار وهي استثمارات أكبر بكثير من تلك الموجهة للوقود الأحفوري والطاقة التقليدية.
وتوضح الكاتبة أن الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي، أشعلت سباقا محموما للاستثمار في مجال الطاقة النظيفة مما دفع العديد من دول العالم للسعي للاستثمار في مجالات إنتاج الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فضلا عن الطاقة النووية وإنتاج السيارات التي تعمل بالكهرباء تجنبا لأزمة الطاقة التي حدثت بسبب حرب أوكرانيا.
وتضيف الكاتبة أنه طبقا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة فإنه من المتوقع أن تستقر الاستثمارات في مجال الفحم والنفط والغاز عند مستوى تريليون دولار فقط.
وتسلط الكاتبة الضوء في هذا السياق على تصريحات المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول التي يقول فيها أن الاهتمام بالطاقة النظيفة بدأ يتسع في الفترة الأخيرة على نحو لم يكن في الحسبان وهو ما ظهر جليا في توجهات الاستثمار نحو التكنولجيا التي تعتمد على الطاقة النظيفة والابتعاد عن الوقود الأحفوري.
ويستطرد بيرول أنه منذ خمس سنوات فقط وصل إجمالي الاستثمارات في مجال الطاقة على مستوى العالم إلى تريليونى دولار تنقسم مناصفة بين الطاقة النظيفة والوقود الأحفوري. أما اليوم، فقد بلغت الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة وحدها 1.7 تريليون دولار في مقابل تريليون دولار فقط للوقود الأحفوري، وهو ما يمثل طفرة كبيرة سوف يكون لها نتائجها وتداعياتها على أسواق الطاقة في العالم وما لها كذلك من آثار على تغير المناخ.
ويضيف المسؤل الدولي أن الطفرة الطارئة في مجال الاستثمارات في الطاقة النظيفة تنعكس بشكل مباشر على الاستثمارات في الطاقة الشمسية، موضحا أنه لأول مرة في التاريخ ترتفع استثمارات الطاقة الشمسية عن مثيلاتها في انتاج النفط والغاز.
وتلفت الكاتبة في الختام إلى أن الحكومات ورجال الأعمال على مستوى العالم بدأوا بالفعل على مدار السنوات القليلة الماضية التوجه نحو الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة للاستفادة من رخص تكلفة الطاقة المولدة من الشمس والرياح ولكن بمعدلات أقل بكثير من تلك التي شهدها العالم في أعقاب الحرب الأوكرانية.
اقرأ أيضا : صحفية في الأمم المتحدة: الصراعات المسلحة تقضي على 94% من المدنيين عالميا
