تعد الرضاعة الطبيعية هي الشكل الأمثل لتغذية الرضع ، حيث توفر فوائد عديدة لكل من الأم والطفل. من بين مزاياها العديدة ، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تلعب أيضًا دورًا في حماية الأطفال من السرطان.
تقول الدكتورة سونيتا تاندولوادكار ، استشاري التلقيح الاصطناعي وأخصائي التنظير الداخلي: "تم اقتراح العديد من الدراسات لشرح التأثير الوقائي للرضاعة الطبيعية ضد السرطان، ويحتوي حليب الأم على مجموعة متنوعة من المكونات المفيدة ، بما في ذلك الأجسام المضادة والإنزيمات والخلايا المناعية ، والتي تقوي جهاز المناعة لدى الطفل وتساعد في مكافحة العدوى والالتهابات ".
فحصت دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) لطب الأطفال في عام 2022 العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وخطر الإصابة بسرطان الدم لدى الأطفال.
ووجدت الدراسة ، التي حللت بيانات من أكثر من 18000 طفل ، أن أولئك الذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل لديهم مخاطر أقل بشكل ملحوظ للإصابة بسرطان الدم مقارنة بأولئك الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية لمدة أقصر، وذلك حسب ما ذكره موقع timesofindia.
اقرأ أيضا:احذر.. الوجبات السريعة تدمير صحتك
واستكشفت دراسة أخرى ، نُشرت في المجلة الدولية للسرطان في عام 2021 ، العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وخطر الإصابة بالورم الأرومي العصبي ، وهو سرطان شائع في مرحلة الطفولة المبكرة.
واكتشف الباحثون أن الرضاعة الطبيعية لفترات أطول كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالورم الأرومي العصبي، ويبدو أن التأثير الوقائي يزداد مع فترة الرضاعة الطبيعية الأطول ، مما يشير إلى وجود علاقة بين الجرعة والاستجابة.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن حليب الثدي غني بالمواد النشطة بيولوجيًا ، مثل السكريات قليلة السكاريد في حليب الأم (HMOs) ، والتي وجد أنها تمتلك خصائص مضادة للسرطان. بالإضافة إلى ذلك ، توفر الرضاعة الطبيعية فوائد عديدة تتجاوز الوقاية من السرطان. أولاً ، يحتوي حليب الثدي على العناصر الغذائية الأساسية المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الخاصة للرضيع الذي ينمو ، وتعزيز النمو الصحي والتطور.
يمكن أن تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض
وفقًا للدكتور تاندولوادكار ، "يساعد أيضًا في الحماية من التهابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي ، ويقلل من خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS) ، ويقلل من فرص الإصابة بالحساسية والربو والسمنة في وقت لاحق من الحياة، كما تقدم الرضاعة الطبيعية مجموعة من المزايا لكل من الأم والطفل ، وتشير الأدلة الناشئة إلى أنها قد تلعب دورًا في حماية الأطفال من السرطان ".
أظهرت الدراسات التي أجريت على الرضاعة الطبيعية وسرطان الدم لدى الأطفال والورم الأرومي العصبي ارتباطًا مهمًا ، يدعم فكرة أن الرضاعة الطبيعية لها تأثير وقائي ضد هذه الأورام الخبيثة.
في حين أن الآليات الدقيقة وراء هذه العلاقة تتطلب المزيد من الاستكشاف ، فمن الواضح أن الرضاعة الطبيعية هي طريقة قيمة وطبيعية لتعزيز صحة الطفل ورفاهه، ويمكن أن يساهم تشجيع ممارسات الرضاعة الطبيعية ودعمها في الحفاظ على صحة أطفالنا والمجتمع ككل على المدى الطويل.
