«من القسم للمناولة».. مراحل تتويج الملك تشارلز الثالث | تقرير

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت: إسراء ممدوح

في حدث تاريخي لا يتكرر كثيرًا.. تستعد المملكة المتحدة في تلك الأيام لمراسم تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، وسيقام حفل التتويج في كنيسة وستمنستر، يوم 6 مايو، والتي سيحضرها الكثير من قادة العالم.

واستعد قصر باكينجهام لحضور الضيوف الدعويين وتجهيز وتنصيب المقاعد أمام القصر لمشاهدة مراسم الحفل الذي يجمع بين المراسم الدينية ومظاهر الفخامة أيضًا، كما سُمح لعوام المواطنين البريطانيين بحضور ودخول المناطق التي يمكن لهم فيها رؤية الموكب العظيم الذي ترجع تقاليده إلى أكثر من 1000 عام.

وتوضح «بوابة اخبار اليوم» خلال السطور التالية، تفاصيل عن مراسم الحفل التي تتخللها العادات والتقاليد التاريخية بمراحله الخمسة، والتي آخرها جلوس تشارلز الثالث على العرش
.
«انطلاق الموكب من قلب لندن»

وفي الساعة 11 بتوقيت لندن.. سيسير تشارلز بالموكب مرتديًا زيًا عسكري، فسوف ينطلق من قصر ويسير عبر "ذا مال" باتجاه قلب لندن وهو ميدان الطرف الأغر، ثم طريق وايتهول وشارع البرلمان، ثم يصل إلى الباب الغربي لكنيسة وستمنستر.



وسيدخل تشارلز من الباب الغربي العظيم، ثم سيتخذ جهته يسير عبر صحن الكنيسة إلى أن يصل إلى قاعتها الوسطى، متقدمين عليه في الموكب قادة وزعماء دينيون وممثلون عن بلدان الكومنولث يحمل كل منهم علم بلاده، ويرافقه بعض من رؤساء العالم وممثلو التاج البريطاني ببلدان الكومنولث.

وبريطانيا هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي تستخدم الريغاليا في مراسم التتويج الملكية، وهي تعد رموز ملكية مثل: التاج والصولجان، لتكون رمزًا لمسئوليات الملك ومنصبه. 

اقرأ أيضًا: فيديوجراف| متلازمة «الأخ المنبوذ».. قصص المعاناة في العائلة الملكية البريطانية

وفي ذات السياق، سيقدَم إلى الملك تشارلز في حفل التتويج، كرة ذهبية ملكية بالإضافة إلى صولجان ذهبي ملكي ذو الصليب الملكي ذو الحمامة وغيرهما من الكثير من الرموز الملكية في مراحل مهمة خلال الاحتفال.



أما عن زوجة الملك تشارلز الثالث «كاميلا»، فسيقدم لها عصا الملكة القرينة ذات الحمامة، وعصا الملكة القرينة ذات الصليب، محاكاة لصولجاني الملك.

ولأول مرة.. فسوف يحضر أفراد من عامة الشعب البريطاني حفل التتويج، لأداء قسم بالولاء للملك، كما سيكون للمرة الأولي في تاريخ تقاليد العائلة الملكية البريطانية، أن تلعب نساء قسيسات دورًا في المراسم.

ويتخلل حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، عدة مراحل يمر بها في حفل تتويجه نذكرها بالترتيب التالي:

أول مرحلة.. «الإقرار»

وفي تقليد يعود للعصور الأنجلو ساكسونية.. سيقف جاستين ويلبي كبير أساقفة كانتربري إلى جانب كرسي التتويج الذي يبلغ عمره 700 عام، ويلتفت إلى جانبي الكنيسة، مُعلنًا أن تشارلز هو «الملك»، ثم يطلب من الحضور أن يعربوا عن إجلالهم وولائهم للملك تشارلز، ثم تعزف الأبواق بعد كل هتاف الحضور قائلين: «فليحفظ الله الملك».

وخلال مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، سيوضع الكرسي المصنوع من خشب البلوط في منتصف الأرضية التاريخية المصنوعة من الفسيفساء التي تعود إلى العصور الوسطى ويطلق عليها اسم "الرصيف الكوزماتي"، في مقابل مذبح الكنيسة الأعلى، تأكيدًا على الطبيعة الدينية التي تتسم بها الاحتفال.

المرحلة الثانية.. «القسم»

وبالطبع القسم في مراسم حفل التتويج الملكي البريطاني هو شرط قانوني، سيقوم به كبير أساقفة كانتربري بتلاوة قسم التتويج، ثم يطلب من الملك تشارلز أن يؤكد التزامه بالقانون وتعاليم الكنيسة الإنجليزية خلال عهده، وسوف يضع الملك يده على الإنجيل المقدس ويتعهد "بتنفيذ العهود والوفاء بها".
 

المرحلة الثالثة.. «المسح بالزيت المقدس»

وتُعد المرحلة الثالثة من «المراحل الأكثر قدسية»، فمن المُمكن أن يُوضع ساتر فوق الكرسي كي لا يتمكن أحد من رؤية الملك خلال ذلك الطقس.

ومن المفترض أن يجلس الملك تشارلز على كرسي التتويج ويخلع الملك عباءة التشريفات، ويمسح بالزيت المُبارك والمستخرج خصوصًا من أجل التتويج من ثمار أشجار الزيتون في 2 من بساتين جبل الزيتون بالقدس.

ثم يصب كبير الأساقفة زيتا خاصا من قارورة ذهبية يطلق عليها اسم «الأمبولة» في ملعقة التتويج ويمسح به رأس الملك وصدره ويديه بعلامة الصليب.

المرحلة الرابعة.. «التنصيب»

والمرحلة الرابعة هي «التتويج»، وهو عندما يرتدي الملك تشارلز الثالث تاج القديس إدوارد، يحمل التاج اسم تاج آخر أقدم بكثير كان قد صنع للملك والقديس الأنجلو ساكسوني إدوارد المعترف، ويقال إنه استخدم في مراسم تتويج الملوك بعد عام 1220، إلى أن أمر كرومويل بصهره.



وفي 6 مايو، سيكون الملك تشارلز الثالث الملك السابع، الذي سيرتدي ذلك التاج بعد كُلًا من تشارلز الثاني، وجيمز الثاني، وويليام الثالث، وجورج الخامس، وجورج السادس، والملكة إليزابيث الثانية، التي كانت آخر من ارتداه خلال مراسم تتويجها في 1953.

وفي تلك المرحلة «التتويج».. ستُقَدم إلى تشارلز بعض رموز الملكية مثل كرة الملك الذهبية وخاتم التتويج وصولجان الملك ذي الصليب وصولجان الملك ذي الحمامة، ثم سيضع كبير الأساقفة التاج فوق رأس الملك، وتعزف الأبواق وتطلق الأعيرة النارية الاحتفالية في جميع أنحاء بريطانيا.

المرحلة الخامسة والأخيرة.. «جلوس تشارلز على العرش»



في المرحلة الأخيرة..  سيجلس الملك تشارلز الثالث على عرش بريطانيا بعد أن تُوّج في المرحلة السابقة، وببحسب ما تجري التقاليد البريطانية في تلك الأثناء.. من الممكن أن، يقوم عدد من أفراد الأسرة المالكة وأعضاء مجلس اللوردات بالبرلمان واحدًا تلو الآخر بالانحناء أمام الملك الجديد، ثم يقسمون بالولاء له ويقبّلون يده اليمنى.

وبعد انتهاء المراحل الخمس السابق ذكرها، يأتي دور تتويج زوجة الملك تشارلز «كاميلا»، نوضحه في السطور التالية:

الفقرة الاخيرة.. «المناولة»

وأخيرًا سيشمل في أواخر مراسم حفل التتويج.. سيشارك الملك تشارلز وزوجته كاميلا معًا، في طقس العبادة التقليدي الرئيسي داخل الكنيسة ويُسمي «المناولة». 

وسيغادر الملك والملكة كنيسة وستمنستر، ليسيروا بالموكب ليعزف في االخلفية النشيد الوطني، وسوف يعودون إلى قصر باكينجهام، ولكن في الرجوع.. سيركب كلاهما العربة الملكية الذهبية البالغ عُمرها 260 عامًا.

وستشهد حشود تتجمع أمام القصر، في نهاية مراسم حفل التتويج، بتشكيلات جوية تُحلق فوق القصر على مدى 5 دقائق وتضًم أفرادًا من الجيش والبحرية الملكية والقوات الجوية الملكية، تصل إلى ذروتها بعرض جوي لطائرات السهام الحمراء.