علي جمعة: أهمية بذل الجهود من أجل نشر الثقافة وبناء العقول وإبراز مفهوم المواطنة في العصر الحديث

الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق
الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق

أكد الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب أهمية بذل الجهود من أجل نشر الثقافة وبناء العقول وإبراز مفهوم المواطنة فى العصر الحديث والتى تمثل عقد إجتماعي بين الفرد والدولة وهو ما بنى عليه مفهوم الجنسية التى يترتب عليها الحقوق والواجبات للفرد في المجتمع.

وأشار إلى تحقيق هذا المفهوم فى التاريخ الاسلامي من خلال عدة نماذج فى عصر الرسالة المحمدية والخلفاء الراشدين وذلك من خلال عدة صور فى مجتمعات مكة والمدينة والحبشة.

جاء ذلك خلال فعاليات الندوة التثقيفية التى نظمتها كلية الحقوق جامعة الإسكندرية اليوم تحت عنوان " المواطنة بين المسيحية و الإسلام ".

وأضاف أن الدولة فى الإسلام دولة مدنية تختلف عن الدول الدينية والعلمانية فى أنها تقوم على الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ولكن بشرط أن يكون التشريع فى إطار مبادئ الشريعة الإسلامية، مما يعني أن المواطنة هى أسلم طريقة للتعايش فى العصر الراهن.

وأعرب عن سعادته بالتواجد في جامعة الإسكندرية لمناقشة القضايا المعاصرة مع طلاب الجامعة.

اقرأ أيضًَا | علي جمعة: شركة يونانية سجلت قصار سور القرآن بصوت طه الفشني

ورحب نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون الدراسات العليا والبحوث الدكتور أشرف الغندور بضيوف الندوة، مؤكداً على أهمية الندوة فى إلقاء الضوء على قيمة المواطنة كأساس للتعايش فى المجتمع.

وأشار إلى حرص الجامعة على تنظيم هذه الندوات من أجل إعطاء الفرصة للطلاب للإستماع إلى قامات وطنية وخبرات عظيمة في كل المجالات بهدف زيادة الوعي وتعزيز قيم الشعور الوطني والإنتماء لديهم، ومتمنياً أن تسود ثقافة المواطنة بين جميع أفراد المجتمع حيث تمثل السبيل الوحيد لتطور ورقى المجتمعات.

واوضح المستشار منصف سليمان وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب أن الأديان تؤسس لمفهوم المواطنة حيث أن جوهر الأديان هو الرحمة والسماحة والعطاء وقد تجلى هذا المفهوم فى التاريخ المشترك ما بين المسلمين والمسيحيين عدة مرات أبرزها المشاركة في ثورة ١٩١٩، وتشكيل الوفد الذى خاطب السلطات البريطانية بقيادة الزعيم سعد زغلول، والمشاركة في لجان كتابة الدستور عبر التاريخ.

وأكد على دعم المسيحية لهذا المفهوم عبر الصلوات التى تتلى من أجل الأمن والأمان والسلام والاستقرار للجميع، كما لفت إلى دور الشباب في تعظيم الإيجابيات و مواجهة التحديات التي تواجه وطننا الغالي. 

وأشار الدكتور محمد الفقى عميد كلية الحقوق إلى دور الكلية في القيام بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع المدني بكل أطيافه بجانب رسالتها التعليمية والأكاديمية.

وقال أن إختيار موضوع المواطنة عنواناً للندوة جاء نظراً لأهميته فى استقرار الدول والحفاظ على أمنها وأمانها، ومن أهم سبل تقدمها ورقيها.

وأوضح أن المقصود بالمواطنة هنا هى المواطنة الجامعة كإطار يستوعب الجميع، وبوصفها أسمي تعبير يصف طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه.

كما أكد أهمية دور بيوت العبادة فى الحث دائما على تقوية المواطنة واستنهاضها، إذ تبقي الأديان والمؤسسات الدينية هي الأقدر على ترسيخ أسس المواطنة السليمة في المجتمعات العربية انطلاقاً من تنشئة أفرادها على القيم الإنسانية.

وأكدت الدكتورة سوزى ناشد وكيل الكلية خدمة المجتمع وتنمية البيئة أن الجنسية هى السند القانوني لممارسة المواطنة حيث تم النص على مبدأ المواطنة في الدستور المصري، موضحة أن هذا المفهوم يعتبر حاكماً لكل مواد الدستور والقوانين المصرية.

شهدت الندوة حضور الدكتور محمد عبد اللاه رئيس الجامعة الأسبق، والسفير مزيد الهويشان قنصل المملكة العربية السعودية بالإسكندرية، والمستشار سعد السعدني رئيس نادي قضاة الإسكندرية والمستشار صادق بلال رئيس المحكمة الاقتصادية بالإسكندرية، وعمداء ووكلاء الكليات، وعدد من أعضاء الهيئات القضائية ، و أعضاء هيئة التدريس وطلاب الكلية.