بايدن والولاية الثانية.. صراع شاق للاحتفاظ بالرئاسة فى دولة منقسمة بشكل مرير

الرئيس الأمريكى جو بايدن
الرئيس الأمريكى جو بايدن

مروى حسن حسين

انتهت مرحلة الترقب، وكما كان متوقعا، أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن رسميا ترشحه لولاية ثانية فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر 2024، مطالبًا الناخبين بمنحه مزيدًا من الوقت «لإنهاء هذه الوظيفة» وتمديد فترة ولاية لأكبر رئيس لأمريكا لمدة أربع سنوات أخرى.

بايدن ، الذى سيبلغ من العمر 86 عامًا فى نهاية فترة ولاية ثانية ، يراهن على إنجازاته التشريعية فى الفصل الأول، وستكون خبرته التى تزيد عن 50 عامًا فى واشنطن أكثر أهمية من المخاوف بشأن عمره.

فهو يواجه طريقًا سلسًا للفوز بترشيح حزبه، لكنه لا يزال على استعداد لخوض صراع شاق للاحتفاظ بالرئاسة فى دولة منقسمة بشكل مرير.

يقر مساعدوه بأنه فى حين أن البعض فى حزبه قد يفضلون بديلاً لبايدن ، إلا أنه لا يوجد أى إجماع داخل تحالفهم حول من قد يكون، ويصرون على أنه عند مقارنة بايدن بمن يرشحه الحزب الجمهورى ، فإن الديمقراطيين والمستقلين سوف يلتفون حول بايدن.

العائق الرئيسى أمام المرشح الديمقراطى الذى لا تزال شعبيته متواضعة، هو عمره.

إذ لم يسبق ان انتخب الأمريكيون رئيسا بهذا العمر، كما لم يسبق ان طلب مرشح منهم منحه ولاية جديدة للبقاء فى البيت الأبيض حتى بلوغه سن 86 عاما..

بدأ بايدن رسالته بصور الهجوم على الكابيتول فى 6 يناير 2021. مشددا على النضال الذى لا يزال جاريا بحسب قوله من أجل الحرية والديمقراطية. 

وفى خطاب أخر، وجه بايدن تحية إلى عاملى البناء والدهان والسباكين وعمال البلاد. وقال أمام نقابيين إن الطبقة الوسطى هى التى بنت أمريكا وليس وول ستريت. لكن فى بلد تعتبر فيه الصورة أهم من أى شيء آخر، وحيث يجب أن يفيض المرشح بالحيوية، لا يستطيع الرئيس إخفاء عمره.

فحركته حذرة وخطابه مشوش أحيانا ولديه لحظات من الارتباك تنتهزها المعارضة الجمهورية للتشكيك فى قدراته الذهنية..

ولذا سارع الحزب الجمهورى إلى اتهام بايدن «بالانفصال عن الواقع»، معتبرا أنه بعدما «تسبب بأزمة تلو الأخرى، يرى نفسه جديرا بأربع سنوات إضافية». وحذرت اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى من أنه فى حال فوزه «سيواصل التضخم ارتفاعه الصاروخي، وسترتفع معدلات الجريمة ، و ستكون العائلات الأمريكية أسوأ حالا».

وفى شريط فيديو، تخيل الجمهوريون كيف ستبدو أربع سنوات أخرى من رئاسة بايدن: قنابل على تايوان، متاجر منهوبة، وطوابير من المهاجرين على الحدود…

يعلم بايدن - بحسب الاستطلاعات- أن ترشيح سلفه دونالد ترامب (76 عاما) الذى وجّهت إليه محكمة فى نيويورك اتهامات، لم يعد يثير حماسة أيضا ويظن أنه يستطيع هزيمة ترمب مرة اخرى، عبر التركيز على شخصيته..

وبايدن الذى ركز حملته عام 2020 على شعار «إنقاذ روح أمريكا»، سيركزهذه المرة على البعد الاجتماعى والاقتصادى لمشروعه. والإشارة إلى عمله على مدار العامين الماضيين فى تعزيز التحالفات الأمريكية ، وقيادة تحالف عالمى لدعم دفاعات أوكرانيا ضد الغزو الروسى وإعادة الولايات المتحدة لاتفاقية باريس للمناخ، لكن التأييد العام فى الولايات المتحدة لأوكرانيا تراجع فى الأشهر الأخيرة، ويشكك بعض الناخبين فى تدفق عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف.

كما يواجه الرئيس انتقادات مستمرة بشأن انسحاب إدارته الفوضوى من أفغانستان عام 2021 بعد ما يقرب من 20 عامًا من الحرب..

فى الوقت الحالى ، يعتبر ترامب البالغ من العمر 76 عامًا هو المرشح المفضل للظهور كمرشح جمهوري، مما يخلق فرص لتكملة حملة عام 2020 المريرة.

لكن ترامب يواجه عقبات كبيرة منها انه أول رئيس سابق يواجه اتهامات جنائية..

وتبقى علامة استفهام كبرى حول ما ستكون عليه فرص جو بايدن إذا واجه فى نوفمبر 2024 منافسا أصغر سنا.

ويجرى تداول اسم حاكم ولاية فلوريدا رون دى سانتيس، اليمينى المتشدد لكنه لم يعلن ترشحه حتى الآن.

من جهتها، تقوم النائبة الجمهورية نيكى هايلى بحملتها الانتخابية وتدعو لظهور «جيل جديد». وتطالب خصوصا بإخضاع كل المسؤولين السياسيين الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما لفحوص القدرات الذهنية..

للفوز مرة أخرى، سيحتاج بايدن لتحالف الناخبين الشباب والناخبين السود وخاصة النساء جنبًا إلى جنب مع ذوى الياقات الزرقاء من الغرب الأوسط والمعتدلين والجمهوريين الساخطين الذين ساعدوه على الفوز عام 2020.
 

إقرأ أيضاً|وسائل إعلام: بايدن لن يشارك في حفل تتويج ملك بريطانيا الجديد