استمرار إجلاء الأجانب من السودان فى غياب أى أُفق للحل

أمريكا تحذر من هجمات إرهابية.. والمعارك تحول مستشفيات الخرطوم لمدافن مفتوحة

إجلاء رعايا أجانب من  الخرطوم
إجلاء رعايا أجانب من الخرطوم

الخرطوم - وكالات الانباء:

تواصلت عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان، حيث تقترب المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع من يومها العاشر، فى غياب أى أفق لإنهاء الاشتباكات.

ومع استمرار الاشتباكات فى الخرطوم ومدن أخرى، تمكنت عواصم غربية وإقليمية من فتح مسارات آمنة لإخراج الرعايا الأجانب بضمان الطرفين المتصارعين.

وأعلن مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل أن الاتحاد تمكّن من إجلاء ألف من رعاياه من السودان .ووصف عملية الاجلاء بأنها «كانت معقدة وناجحة» مؤكدا ان 21 دبلوماسيا من بعثة الامم المتحدة فى الخرطوم تم اخراجهم فيما غادر سفير الاتحاد الاوروبى الخرطوم وانتقل الى منطقة أخرى من السودان. ووجّه بوريل الشكر الى فرنسا التى تقود منذ أمس الاول عمليات إجلاء جوية الى جيبوتى باستخدام طائرات عسكرية.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أنها أجلت حتى الآن نحو 400 من رعاياها وآخرين يحملون جنسيات أخرى. وبدأت تركيا إجلاء رعاياها من السودان، حيث غادر العاصمة الخرطوم ومدينة ودمدنى وسط البلاد، نحو 1000 مواطن تركى برا باتجاه إثيوبيا، تمهيدا لنقلهم جوا عبر مطار أديس أبابا.

وأكدت لندن على لسان متحدث باسم الحكومة، أن قواتها المسلحة «استفادت من نافذة فرصة ضيّقة» لتنفيذ الإجلاء.

وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أمس إجلاء 52 شخصاً من بورتسودان الى جدة على متن سفينة تابعة للبحرية السعودية. كما خرج من السودان 105 ليبيين بالطريقة ذاتها. كما أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس عن بدء نقل رعاياها من السودان، حيث تم إجلاء نحو 270 مواطنا فلسطينياً.
وأعلنت القوات المسلحة السودانية نهب البعثة القطرية لإجلاء الرعايا، من جانب قوات الدعم السريع، متهمة إياها أيضا باعتراض البعثة الفرنسية. 

وقالت القوات المسلحة السودانية عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك «نجحت اليوم عمليات إجلاء عدد من البعثات الدبلوماسية ورعايا بعض الدول بالرغم من محاولات المتمردين عرقلة العملية، من خلال إعتراض البعثة القطرية والتى تعرضت للنهب، والبعثة الفرنسية التى تم اعتراض موكبها فى الطريق إلى وادى سيدنا مما اضطرها إلى العودة وتأخير موعد إقلاع طائرتها».

وفى واشنطن، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس أن الوزارة «أبلغت المواطنين الأمريكيين عبر القنوات القنصلية عن تنظيم قافلتى إجلاء فى عملية ساهمت بتسهيلها تركيا والإمارات».ووصف المتحدث الموقف بأنه «متغير وديناميكى للغاية» وأوضح أنه كان هناك تواصل مع المواطنين الأمريكيين فى المنطقة «حول تدابير السلامة والاحتياطات الأخرى التى يمكنهم اتخاذها».

من جهة أخرى، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من هجمات قد يشنها أعضاء الجماعات الإرهابية المعروفة والأفراد المتعاطفون مع هذه الجماعات فى السودان.

وأعلنت الوزارة فى بيان لها أنها قد تكون هجمات بدون سابق إنذار تستهدف منشآت حكومية أجنبية أو محلية ومناطق يرتادها الغربيون.

وأشارت إلى أن البلاد تشهد نزاعاً مسلحاً وجرائم مثل الخطف والسطو المسلح واقتحام المنازل وسرقة السيارات.ووجهت الوزارة أمرا بمغادرة الدبلوماسيين وأفراد أسرهم المؤهلين السودان نظراً إلى التهديد المتواصل من النزاع المسلح فى البلاد.كما واصلت الوزارة تحذير المواطنين الأمريكيين من السفر إلى السودان، واستبدلت إرشادات السفر الصادرة سابقاً، بنسخة جديدة تُصنف السودان ضمن المستوى الرابع الذى يشمل عدم السفر لوجود «جرائم، إرهاب، اضطرابات مدنية، خطف، حوادث أخرى».

وأدت المعارك التى اندلعت اعتبارا من 15 أبريل الجارى ، لمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة نحو أربعة آلاف آخرين ، ووضعت نظام الرعاية الصحية تحت ضغط هائل للتعامل مع حصيلة متزايدة للضحايا. وحوّلت هذه المعارك التى لم تفلح معها محاولات التهدئة، الخرطوم ومدنا أخرى الى ميادين حرب مفتوحة، كما تسبّبت فى «انهيار كامل وشامل لنظام الرعاية الصحية» فى البلاد، وأدت الى امتلاء «المشارح والشوارع بالجثث». ففى العاصمة التى يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة، اعلن أطباء ان المستشفيات باتت عاجزة عن انجاز أحد أبسط المبادئ الانسانية والدينية: "إكرام الميت دفنه".