ماكرون يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا بوساطة صينية| تقرير

 الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون

يتطلع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى تقديم خطة للصين من شأنها أن تضع قواعد للمحادثات بين موسكو وكييف، فقد كلّف ماكرون مستشاره للشئون الخارجية إيمانويل بون، من أجل العمل مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يى، لإنشاء إطار قد يُستخدم كأساس للمفاوضات المستقبلية بين روسيا وأوكرانيا.. وقال أشخاص مطلعون على الأمر تحدثوا مع موقع بلومبرج إن فرنسا تأمل فى إجراء محادثات بين روسيا وأوكرانيا بحلول الصيف إذا سارت الأمور على ما يُرام.


وكان الرئيس الفرنسى قد فشل فى رحلته الأخيرة إلى الصين، فى تحقيق هدفه بإقناع شى بالتحدث إلى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى. ولم يتحدث الرئيسان الصينى والأوكرانى منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام، وكان ماكرون قد أثار غضب الحلفاء العام الماضى بعد أن قال إنه لا ينبغى للحلفاء «إذلال» روسيا.


وليس من الواضح ما إذا كان ماكرون يحظى بدعم من كييف وحلفائها لخطته، خصوصاً وأن الكثير منهم رفض مقترحات وقف إطلاق النار، التى من شأنها أن تسمح لروسيا بالحفاظ على مكاسب إقليمية. كما تشكك العديد من الدول فى إمكانية عمل الصين كوسيط محايد، بالنظر إلى صداقتها غير المحدودة مع روسيا. وتعهدت موسكو وبكين مراراً بتعزيز العلاقات، بما فى ذلك تعزيز التعاون بين جيشيهما.


وفقاً للمصادر التى تحدثت معها «بلومبرج» ستعتمد أى مفاوضات مستقبلية على شروط عدة، بما فى ذلك نجاح الهجوم الأوكرانى فى الربيع، الذى من شأنه أن يضع كييف فى موقع قوة خلال أى محادثات.
ويشعر بعض المسئولين الأوروبيين بالقلق من إمكانية تحقيق أوكرانيا نجاحاً عالياً، والذى قد لا يكون حاسماً بما يكفى لكييف من أجل تحرير جميع الأراضى التى احتلتها روسيا. وأن الهدف الأكثر واقعية هو تقدم 30 كيلومتراً أو نحو ذلك فى الجنوب، بطريقة من شأنها أن تضع المدفعية الأوكرانية الأكثر قدرة فى نطاق خطوط الإمداد الروسية، وتخلق الظروف لدفع أعمق فى عام 2024.. وهذا يعنى أن حلفاء أوكرانيا سيحتاجون لتكثيف الدعم لتمكين الهجمات المستقبلية لاستعادة المزيد من الأراضى المحتلة أو أن أى مفاوضات محتملة قبل ذلك الوقت قد تشهد بقاء روسيا راسخة مسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضى الأوكرانية.. وستعتمد خطة ماكرون على ضمانات أمنية طويلة الأجل لأوكرانيا، تهدف لردع روسيا عن الهجوم فى المستقبل،
وكان ماكرون قد قال فى وقت سابق إنه يرى دوراً رئيسياً للصين، وبفضل علاقتها مع روسيا يمكن أن تُعيد موسكو إلى صوابها. ولم تُظهر بكين حتى الآن مؤشرات استعدادها للضغط على موسكو لسحب قواتها.


وأيّد وزراء خارجية دول مجموعة السبع، بما فى ذلك فرنسا، الأسبوع الماضى «صيغة السلام» التى وضعها زيلينسكي، والتى تتضمن الانسحاب الكامل لجميع القوات الروسية من الأراضى الأوكرانية. وقالت كييف إن أى تنازلات عن أراضيها لا ينبغى أن تكون مطروحة على الطاولة، ويدعم العديد من حلفاء أوكرانيا هذا الموقف، محذرين من أن أى تسوية تجمد الحرب بشكل أساسى، ستؤدى من المرجح إلى إعادة تسليح روسيا قبل بدء هجوم آخر.
ولم يقدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أى مؤشر يشير إلى أن أهدافه قد تغيرت، أو أنه مستعد لإخراج قواته من الأراضى الأوكرانية.
ولم يوضح الحلفاء بعد تفاصيل الإجراءات التى من المقرر الاتفاق عليها فى قمة زعماء حلف الناتو فى ليتوانيا فى يوليو، لكنهم سيسعون لمساعدة أوكرانيا على تحديث قواتها المسلحة، لتصبح أكثر قابلية للتعاون مع جيوش الناتو. وبالتوازى مع ذلك، يعمل حلفاء أوكرانيا أيضاً على إيجاد طرق للحفاظ على الإمداد المستمر بالأسلحة والإمدادات الرئيسية.


وكان ماكرون قد أثار غضب واشنطن مؤخرًا بتصوره حول العلاقة مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن التحالف مع واشنطن لا يعنى «التبعية» لها، مؤكداً تمسّكه بتصريحات اعتبرتها واشنطن وبعض الدول الأوروبية مثيرة للجدل أدلى بها بشأن تايوان.


وقال ماكرون فى مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس وزراء هولندا مارك روته فى أمستردام: «أن تكون حليفاً لا يعنى أن تكون تابعاً، ولا يعنى أنه لم يعد من حقّك أن يكون لك تفكيرك الخاص»، مضيفاً أن «فرنسا تؤيّد الوضع القائم فى تايوان»، و»تؤيد سياسة الصين الواحدة والتوصّل لتسوية سلمية للوضع».
وكان ماكرون قد أدلى بتصريحات لافتة فى مقابلة مع صحيفة «ليزيكو» الفرنسية فى أعقاب زيارته للصين، والتى رافقته فيها رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين. حيث قوبلت هذه التصريحات بانتقادات من بعض السياسيين والمعلقين فى أوروبا والولايات المتحدة، واتهمه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بالتملق لبكين، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.


ورغم أن ماكرون وغيره من قادة الاتحاد الأوروبى قد ألمحوا لحاجة أوروبا إلى «استراتيجية مستقلة» على الساحة العالمية، إلا أن كثيرين أخذوا عليه أنه لم يكن موفقًا فى اختيار الكلمات بالنظر إلى دور الولايات المتحدة كأكبر داعم لأوكرانيا فى مواجهة القوات الروسية.
سميحة شتا