أمهات متضررات من قانون الوصاية: أطفالنا تحولوا إلى أرقام قضايا

لقطة من مسلسل "تحت الوصاية"
لقطة من مسلسل "تحت الوصاية"

قسوة الأيام ومرارتها حين تفقد الأسرة مصدر قوتها وأمنها وتقوم «الأم» بدور الأب أيضاً.. ولكن لا ينتهى هذا الألم بحزن تخففه الأيام بل يتحول إلى صراع دائم بين الأم والمجلس الحسبى للحصول على أموال أطفالها التى تركها لهم الزوج.. الأخبار رصدت معاناة عدد من الأمهات المتضررات من قانون الوصاية والمجلس الحسبى وذلك فى عدد من المحاكم.


كانت «م. م»، ربة منزل وأما لطفلين تعيش حياة هادئة ولديها أسرة ميسورة الحال.. وكان الزوج هو حجر الزاوية.. وفجأة وبدون سابق انذار سقط الزوج مغشياً عليه أثناء ذهابه لعمله ليلفظ أنفاسه الأخيرة بدون توديع أسرته.. تاركاً زوجته وأبناءه.

تحكى الزوجة وتقول إن أيام حزنها على زوجها لم تتجاوز الأربعة أيام، حيث فوجئت بأن أخى زوجها يسيطر على كل ممتلكات زوجها وممنوعة من التصرف فى أى شىء.. الذى ترك شقتين وأموالا فى حسابه البنكى وبضائع فى مخازن الشركة تقدر بالملايين.. وكل تلك الممتلكات مسجلة باسمه.. وتم إخطارها بأن الوصى ماليًا هو الجد الذى يعتمد اعتمادا كليا على العم.. ولا يحق لها التصرف فى أى أموال قامت هى وزوجها بادخارها.

واضافت انه الى جانب رفض الجد التخلى عن الوصاية لها كان لزاما عليها فى حالة احتياجها لأى مصروفات تقديم طلب للمجلس الحسبى ومن ثم النيابة الحسبية ويتم انتداب خبير للتأكد من أنها تستحق تلك الأموال حتى لو كانت من أجل مصروفات مدرسية أو علاج وهو ما يستغرق وقتا طويلاً دون مراعاة للغلاء او احتياجات الأسرة.


وعبرت «س.ع» عن حزنها الشديد من المعوقات والذل التى تعانى منها هى وأطفالها قائلة: إن أطفالها القصر تحولوا لدى المجلس الحسبى من أطفال أيتام لهم مطالب واحتياجات إلى مجرد أرقام قضايا تنتظر دورها.. فقد توفى زوجى منذ سنة ونصف ومن وقتها ونحن نعانى مع المجلس الحسبى الذى يعامل الأمهات على أنهن لصوص هدفهن الأول هو سرقة أموال أولادهن القصر فلن أتحدث عن المعاناة للحصول على مصاريف المدرسة ولكن عندما احتاج ابنى إجراء عملية جراحية لعينه ولسبب استعجال الطبيب لإجراء العملية حتى لا يفقد بصره اضطررت إلى استلاف المبلغ لعمل العملية وبعد شهرين من إجرائها صرف المجلس الحسبى المبلغ.. فهل يعقل عدم وجود قوانين تقوم بصرف المبالغ المطلوبة فى حالة وجود حالة طارئة؟


بينما قالت «ا.ح» انها اضطرت للبحث عن العمل للتخلص من تحكم جد الأطفال الذى آلت له الوصاية على ميراثهم الذى تركة والدهم.. واضعاً شروطه الخاصة متحكماً فى احتياجاتنا رافضاً دخول الأطفال لمدارس ذات المصروفات العالية « يا مدارس حكومة يا مش هتشوفوا ورث».. الى جانب رغبته فى ترك سكن الزوجية والانتقال للعيش معه فى بيت العائلة حتى نكون تحت نظره.. مما جعل العناد يتملكنى فقررت البحث عن عمل وان أقوم بدور الأب والأم حتى أستطيع أن أستمر فى الحياة بعيدا عن سيطرة أهل زوجي.. ويوماً ما سيكبر ابنائى وترفع الوصاية وتعود لهم أموالهم.


استيقظت «مي.أ» الموظفة فى شبين الكوم بمحافظة المنوفية. على تعب مفاجئ لزوجها المهندس «حسين.م» قبل انتقاله إلى مستشفى بجوار العقار الذى يسكن فيه رفقة أهله. لتتطور حالته الصحية حتى أخبرهم دكتور العناية المركزة بوفاته بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة. تاركا زوجته مع طفلين توأم عمرهما 9 سنوات لتواجه الزوجة مسئولية تربيتهم ورعايتهم. قبل أن تدخل فى صراعات مع أهل زوجها وتلاحظ تغير اسلوبهم معها ورغبتهم فى تغيير مدارس الأطفال لمدارس أقل مستوى بحجة الحفاظ على المال لكنها رفضت الأمر معللة ذلك بـ»خير ربنا كتير» لكن ولاية الأطفال على المال مع الجد والد زوجها وفقا لقانون الولاية لذا تم نقلهم لترفع الأم قضية تطالب بنقل ولاية الأطفال لها مقدمة ما يفيد بتعنت واضح من الجد وعائلة زوجها والتحكم فى مصاريف الأطفال وتوجيه اتهامات لها بشكل دائم بالتسبب فى وفاة زوجها.


قصة اخرى بطلها العند وضحيتها نفسية القصر حيث توفى محمد م. ا وترك قاصرين طفلا وطفلة عمر وفريدة وآلت الوصايا الى والد المتوفى الذى لم ينس أن احفاده من طليقة ابنه المتوفى وتزوجت مرة أخرى فى حياته قبل وفاته وكان يتعنت فى الإنفاق على أحفاده وفقا لما ترتضيه والدتهما وأصر على عدم منحها أى صلاحيات اضافية او مزايا مالية لصالح أحفاده خوفا من طليقة ابنه المتوفى واستمر المسلسل بحلقاته الى أن توفى الوصى قبل بلوغ عمر السن القانونية 21 عاما لفك الوصايا بقليل وحركت المياه الراكدة فى مسلسل معاناتهم بعد أن أصبح اخو المتوفى وصيا للفترة القليلة المتبقية لفريدة وكان حرصه على ضمان حياتهما واستمرارها بشكل يرضى ابنى أخيه حتى يتمكنا من مواجهة الحياة ويخوضا غمارها بعد أن أصبحا قادرين على التمييز بين الأمور وما يصح ولا يصح.


نهاية العذاب

«زينة س» توفى والدها وآلت الوصايا الى الجد الذى رفض قيام والدتها ياسمين م بأى تصرف من شأنه تحسين حياة ابنتها وضمان استمرارها فى تنشئتها وتعليمها وتربيتها بما ترتضيه والدتها.وتعنت الوصى فى الإنفاق على حفيدته وتربيتها بالشكل الذى ترغبه والدتها الى ان وصلت القاصر الى السن القانونية لفك الوصايا وتمكنت والدتها من اعادتها إليها مرة اخرى ومعها ميراثها ومنقولاتها من والدها وتمكنت من تحسين وتسهيل أمور حياتها وانتهت القصة التى استمرت 5 أعوام بفك الوصايا فى نيابة الإسكندرية الكلية لشئون الاسرة.