الأسعد الجميعي يكتب: سبع حفريّات شعريّة

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

احفر هنا أعمق ممّن أبدعوا آلهة على مقاس خوفهم من خوفهم.. للحجرى ما شكت ريح الصّبا عواصف البدء مزامير الصّدى أبكار دندنات أوتار  لهوى.. ما الشّعر إلاّ نبرات الذّبذبة احفر هناك بعد نهرى دمعها وراء أقراط الأميرات اللّواتى خنّها لأنّ قلب شاعر أعمى رأى سرّ الشّذا فى عطرها شرق الملك.. يا لوعتى زهرة روحى علّقت ما بين بابل وسماء متعبة احفر بأعلى الحلم غرب الملحمة إلياذة اللذّات والذّات استوت.. لعلّ هوميروسها لم يرتو.

اقرأ أيضاً| عمر هشام يكتب: يوم أن ضربني صاحب السينما

من خمرة الأولمب ليبكى الآلهة

وهم أخيل خارج النصّ بلا قيثارة

والأغنيات دون شعر مجدبة

احفر بعيداً عن مسلّة المديح المخملى..

ها هم فحول الشّعر خلف الشّرفة

ها هم يضيئون كهوف الغربة

ها هم يعضّون على الجمر الشّهى..

من أخطأوا درب البلاط اللّولبي

من سلكوا طوعا صراط المسغبة

احفر وراء هوس تيه الجرهمى..

منابع الشّعر صحارى المنهل

حيث القصيدة التى لا تنسب

إلاّ لجنّى أو لمجنون صحا..

حيث يعيد الشّعر ما رمل محى

ليلثم النّحل التّجربة

احفر قريباً من نبيذ المشنقة

لم يترنّح ساحر المعنى سدى..

لم يتبرّأ من قصيد التّهمة:

إفراط عشق للإله أو لأنثى أو وطن

ها هو شاعر الأعالى فى الذّرى

ها هو يعلو فوق دود الأتربة..

احفر جنوب الرّوح صوب القافية 

احفر شمال القلب فى ضلع الرّوى..

احفر لتبنى سلّم البوح القوى

واصعد سماوات المجاز العالية..

لن يمنح الشّعر مفاتيح النّدى

إلاّ لمن صيغ بنار الموهبة.