كنوز «السعدني» يستعين بالمتنبي فى العيد

صورة موضوعية
صورة موضوعية

الله يرحمه وحسن اليه عمنا شاعر العرب الأكبر أبى الطيب المتنبى، ويقال انه ابن سقاء فى البصرة، رحمه الله جاء الى مصر ذات يوم، وسب مصر وشتم أهلها، وسخر من حاكمها كافور وجعله أمثولة فى طول الأمة وعرضها .
مع أنه كان حاكما متزنا وكان اسمه الأستاذ، وكان صديقا لأعلم وأمجد أبناء عصره، وهذا يثبت أن الشاعر أقوى من الحاكم، وأن أسلحته أفتك من السيوف وأشد قمعا من السجون، الله يرحمه وهو فى طريقه الى مصر صادف أسدا على بحيرة طبرية فى فلسطين، فأنشد قصيدته الرائعة «أجارك يا أسد الفراديس مكرم فينجو أم مهان فمسلم «، ماذا لو نهض الآن عمنا المتنبى من قبره واكتشف أن الأسد أو الحيوان نهش فلسطين كلها، وتفرغ الآن لأكل البقية الباقية من أهلها ؟ الله يرحمه عندما نوى الهجرة من مصر كتب قصيدته الرائعة الشهيرة « عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد.

وها هو العيد يطل علينا وأزمة السيولة لا تزال ناشبة أظافرها فى أكتافنا، من الناس كالنحل فى الشارع ولكن الدكاكين تشكو من قلة الزبائن، وسوق العقارات يعانى من الكساد، ومتر الأرض الذى كان معروضا فى السوق بعشرة آلاف جنيه، أصبح صاحبه يعرضه بستة آلاف جنيه ولا أحد يتقدم للشراء، ولو كان المتنبى حيا يرزق بيننا لخرج علينا بقصيدة عصماء هزت النائم منا وأيقظت الغافل ووضعت النقط فوق الحروف، ولكن ما لنا ومال المتنبى الآن، وقد جاءت نهايته بسبب طول لسانه، وتدخله فيما لا يعنيه، ومات المتنبى على طريق بغداد، ولم يهتم أحد بمعرفة الطريقة التى مات بها، ولكنهم قالوا لنا إن عصابة لصوص هاجمته فى الطريق للاستيلاء على الأموال التى عاد بها من ايران، حيث أنشد فيها رائعته التى ورد فيها « مغانى الِشّعب طيبا فى المغانى بمنزلة الربيع من الزمان .. ولكن الفتى العربى فيها غريب الوجه واليد واللسان .. بشعب بوان يقول حصانى أعن هذا يسار الى الطعان؟ .. أبوكم آدم سن المعاصى وعلمكم مفارقة الجنان « الله يرحمك ويحسن اليك يا عمنا المتنبى، يا من تفرغت طول حياتك فى مدح الأمراء والحكام، وقبلهم مدحت حراس السجن الذى نزلت فيه ووجدت عساكر المرور، وعساكر الدرك. 

اقرأ أيضا| كنوز| 34 عامًا عاشها «الضيف» أضحك خلالها طوب الأرض