سراى الحقانية بالإسكندرية.. أقدم محكمة فى مصر

مبنى سراى الحقانية
مبنى سراى الحقانية

يقع مبنى سراى الحقانية أقدم محكمة فى مصر بميدان القناصل بالمنشية «ميدان التحرير» وهى المحكمة التى شهدت قاعاتها أشهر القضايا مثل حادثة دنشواى وقضيتى ريا وسكينة وسفاح الإسكندرية بالإسكندرية .

ويوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن سراى الحقانية أنشئت عام 1293/ 1876م فى عصر الخديوى إسماعيل لتطبيق نظام المحاكم المختلطة، وتم تجديدها عام 1303ه/ 1886م فى عصر الخديوى توفيق ثم جددت مرة أخرى فى عصر الملك فاروق عام 1938م، وقد شهدت قاعات المحكمة أشهر القضايا مثل حادثة دنشواى وقضيتى ريا وسكينة وسفاح الإسكندرية.

اقرأ ايضاً| العثور على هندي حيًا بعد 3 أيام على فقدانه في أخطر جبل بالعالم

ويوجد لوحة تأسيسية بواجهة المدخل الرئيسى تشير إلى تجديد مبنى سراى الحقانية عام 1303ه/ 1886م، ويؤكد ذلك طريقة البناء التى ترجع لعصر أسرة محمد على، كما أن طراز بناء المحكمة وزخارفها يشبه الطرز والزخارف السائدة بأوروبا فى ذلك الوقت وهو أسلوب معمارى انتشر فى مصر فى عهد الخديوى إسماعيل.

بنيت المحكمة على الطراز الإيطالى من مبنى مستطيل مكون من خمسة طوابق وبدروم متباينة الارتفاعات، ومواد البناء هى الحجر الجيرى والطوب الأحمر واستخدام كمرات حديد وبراطيم خشبية فى الأسقف.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن مبنى سراى الحقانية يشمل ربع واجهات، وتعد الواجهة الشمالية هى الواجهة الرئيسية وبها المدخل الرئيسى الذى يحتله الباعة ويفتح بها نوافذ مستطيلة، والواجهة مقسمة لأربعة مستويات، المستوى الأول من أسفل ويفتح به نوافذ البدروم،  والمستوى الثانى وبه نوافذ الطابق الأول والثانى، والمستوى الثالث وبه نوافذ الطابق الثالث والرابع، والمستوى الرابع وبه نوافذ الطابق الخامس

ويزين أعلى المدخل الرئيسى فرانتون بداخله دائرة يحيط بها إكليل من فرع نباتى من غصن الزيتون، وبداخل الدائرة عبارة " العدل أساس الملك سنة 1303" وعلى الجانبين زخارف نباتية تشبه سعف النخيل أو أغصان الزيتون ويعلوها ما يشبه اللفافة الورقية وقد تم تنفيذ ذلك باللون الأخضر، ويزين وسط المدخل عامودين يستندا إلى دعامتين ويتوجهما تاج إيونى وزخرفة البيضة.

ويعلو المدخل إطار مستطيل نقش فيه " سنة 1886 إفرنكية  سراى الحقانية سنة 1303 هجرية " ويلى المدخل ردهة على جانبيها نوافذ خشبية يليها المداخل الرئيسية وهم ثلاثة مداخل أوسعهم الأوسط والمعقود بعقد نصف دائرى، أّمّا المدخلان الجانبيان فهما مستطيلا الشكل، وعلى يمين ويسار الردهة يوجد مدخلان يؤديا إلى ممر ممتد من الشرق للغرب ثم ينعطف فى نهايته إلى الجنوب ثم ينعطف ثانية إلى الغرب ويفتح به حجرات على الجانبين.

وينوه الدكتور ريحان إلى أن مبنى سراى الحقانية تأثر بالنشاط التجارى فى قلب مدينة الإسكندرية (ميدان التحرير) والذى يشمل الباعة الجائلين ووجود سوق للخضار والأسماك ملاصق لمبنى سراى الحقانية من الجهة الجنوبية، إضافة لوجود خط سير رئيسى وعمومى للسيارات قرب الجهة الشمالية الشرقية من المحكمة مما أثّر عليها بالسلب، وكذلك وجود قناة جوفية كانت تغذى صهاريج المياه فى المدينة القديمة مما أدى إلى تسرب المياه الجوفية إلى بدروم سراى الحقانية على فترات من الزمن.

ويناشد الدكتور ريحان السيد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية بإزالة باعة الملابس الجاهزة من أمام مدخل سراى الحقانية لأن هذا المنظر يسىء لأثر هام بالمدينة الثانية بمصر فى الأهمية بعد القاهرة كما يناشد السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار باعتبار سراى الحقانية مسجلة كأثر بالقرار رقم 196 لسنة 2001 بإزالة هذا التعدى وعمل مشروع لترميم السراى بالتعاون مع الجهات المعنية.