بعد تجسيد ممثلة سمراء للملكة كليوباترا.. منصات «السم في العسل» تُزّيف التاريخ !

■ غضب على مواقع التواصل بعد تجسيد ممثلة سمراء لكليوباترا
■ غضب على مواقع التواصل بعد تجسيد ممثلة سمراء لكليوباترا

عرفت الملكة كليوباترا على مر التاريخ بأنها «أجمل نساء العالم» وتميزت بين ملكات مصر بجمالها وسحرها الخلاب وجاذبيتها التى أوقعت فى حبها أعظم الرجال فى ذلك الزمان، وهما «يوليوس قيصر، وماركوس أنطوليوس»، فكيف بعد كل هذا الوصف والجمال تأتى منصة Netflix لتزيف التاريخ وتمحوه وتقوم بعرض فيلم وثائقى عن أجمل ملكات مصر «كليوباترا» وتشبيهها بممثلة سمراء اللون ومجعدة الشعر ، وعرض وصف لا يمت لملكة مصر بأى صلة.. الأمر الذى كون موجة سخرية كبيرة لينتفض العديد من المصريين ضد المنصة، وذلك بعد إصدارها أعمالا تاريخية محرفة للواقع آخرها الملكة كليوباترا حيث جعلوها سمراء البشرة.

وتعد كليوباترا الملكة السابعة من السلالة المقدونية اليونانية التى تحمل اسم كليوباترا، ويعنى اسم كليوباترا باللغة اليونانية ابنة المجد، ووصف المؤرخوون الملكة كليوباترا بأنها ذات شخصية قوية وصاحبة ذكاء ودهاء، وذات تفكير استراتيجى وحنكة، وإرادة قوية وحب للمجد، وكانت تهتم بجمالها الشخصى بشكلٍ كبير، وقد وصفت فى العديد من الروايات أنها ذات جمال ساحر.

◄ أجمل نساء العالم
وباستغراب واستنكار كبير من جانبه قال الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين هل يعقل أن الملكة التى جاءت من منطقة قاولة بمقدونيا فى اليونان وهى دولة أوروبية ويعتمدون فى الجينات الوراثية على الجين الأبيض أن تجسدها فى الدراما ممثلة سمراء اللون تقترب من اللون الأفريقي؟! بالطبع لا فالملكة كليوباترا لا تمت للبشرة السمراء والشعر الأجعد والأنف الكبيرة بأى صلة، ومن المعروف أيضا عن الملكة كليوباترا أنها كانت تهتم بجمالها الشخصى وكانت تعتمد عليه بشكل كبير فى حكمها لمصر، وكانت أيضا تخصص ٥٠ ٪ من دخل مصر لأدوات التجميل، كما قامت بإنشاء مزرعة خاصة فى مصر لانشاء العطور لها، وبالتالى لا نستطيع أن نجزم أن الملكة كليوباترا كانت سمراء اللون.

وأضاف كبير الأثريين أن ما تعرضه المنصة هو تزوير وتزييف للتاريخ، لأنها قد عرضت من قبل فيلما وثائقيا عن الملكة حتشبسوت وجسدتها ممثلة سمراء اللون ولكن لم يأخذ الفيلم حيز الاهتمام، والآن هى تروج لفيلم جديد يمثل الملكة كليوباترا وأيضا بطلته سمراء، فليس هناك أسباب أو دوافع إلا أنها تعمل على نشر فكرة الأفروسنتريك التى تزعم أن الحضارة المصرية أصولها أفريقية، ويدفعون الأموال الكثيرة لاثبات ذلك بشكل كبير، وبالتالى فمنصة Netflix هى منصة خاصة ولا تريد سوى المال والربح المادى من وراء هذا المحتوى.

وأوضح مجدي شاكر أن حركة الأفروسنتريك تروج للحجة القائلة بأن الحضارة المصرية القديمة، كانت حضارة زنجية، بحجة أن أول سكان شمال إفريقيا الأصليين هم من الزنوج من السود على حد تعبيرهم. كما يزعم الأفروسنتريك أن المصري الأسود أصيل ونقى الدم، والمصرى ذو البشرة الفاتحة ليس مصريا أصيلا.

اقرأ أيضًا | في إطار فعاليات منتدى المرأة العالمي.. استضافة معرض الملكة حتشبسوت بالأقصر

◄ تشويه وتزييف 
وأشار كبير الأثريين إلى ضرورة تنمية وتجديد الوعى الجمعي المصري تجاه هذه الحملات التى تشوه وتزييف التاريخ، فلابد من مواجهته سياسيا وقانونيا وأثريا بكل الطرق .

وكتب د.زاهى حواس وزير الآثار الاسبق عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، قائلا:»أعلنت فى الايام السابقة لوسائل الإعلام ان الملكة كليوباترا لم تكن سوداء وهى أصلا يونانية واذا شاهدنا تماثيل وأشكال أبيها وأخيها فلن نجد اى دليل يؤيد هذا الإدعاء الذى سوف يذاع على منصة نتفلكس. كانت كليوباترا مثل الأميرات والملكات المقدونيات واذا نظرنا إلى تماثيل الملكة والعملة فلن نجد أى دليل يؤيد الادعاء ان كليوباترا كانت سمراء البشرة.

واذا نظرنا الى مصر القديمة سوف نجد انها ليست حضارة سوداء وهناك مناظر الفرعون على المعابد والمقابر وهو يضرب الأعداء وأمامه أشخاص من جنوب مصر وليبيا وآسيا وسوف لا نجد اى شبه بين الفرعون والشعوب المجاورة ونحن نعرف ان مملكة كوش حكمت مصر فى الأسرة ٢٥ وهذا فى العصر المتأخر ولكن ليس لهم صلة بالحضارة الفرعونية.
أنا لست ضد أصحاب البشرة السمراء إطلاقا ولكن وجدت ان من واجبى كأثرى ان أوضح الحقائق وأعلن ان كليوباترا لم تكن سمراء البشرة.