يسمع دعاء الأنبياء والمرسلين والصالحين.. وزير الأوقاف يكشف معنى «السميع البصير»

 الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

 

 

أوضح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن السميع اسم من أسماء الله سبحانه، والبصير اسم من أسماء الله الحسنى، فهو السميع البصير بما يليق بذاته وكماله من منطلق فهمنا لقوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"، يسمع مناجاة من ناجاه ويجيب دعاء من دعاه.

 

وتابع الوزير في كلمة له علي صفحته الرسمية علي موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك : ومن معاني السميع المستجيب للدعاء المدرك لدقائق الأمور مهما دقت، يقول الحق (سبحانه وتعالى) في شأن زكريا (عليه السلام): "هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ", ويقول سبحانه: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"، ويقول سبحانه: "وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ"، ويقول على لسان مريم (عليها السلام): "فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا  فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا"، ويقول سبحانه: "وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ", 

اقرأ ايضا:تكريم المؤرخ محمود علي بمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية

واردف الوزير : يسمع دعاء من دعاه من الأنبياء والمرسلين والصالحين ومن الخلق أجمعين، أليس هو القائل في محكم التنزيل: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"؟ ويقول سبحانه على لسان سيدنا إبراهيم (عليه السلام): "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ"، عندما دعا سيدنا إبراهيم (عليه السلام): "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ".

 

وأكد وزير الأوقاف أن السميع (عز وجل) هو الذي يسمع النجوى ويجيب الداعين، ويعلم ما تكن الأنفس وما تخفي الصدور، يقول سبحانه: "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ  إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"، وهو بصير بأمور خلقه كلها لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، حيث يقول سبحانه وتعالى لموسى وأخيه هارون (عليهما السلام): "قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى"، ومن أيقن أن الله يسمعه ويراه ومعه أينما كان وجب عليه أن يحسن مراقبته لله (عز وجل) في السر والعلن.

 

لافتاً الي أنه وقد اقترن اسم الله (عز وجل) السميع باسم الله (عز وجل) البصير في عدة مواضع منها قوله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا  إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"، ويقول سبحانه: "وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ  وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ  إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"، ويقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ  إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ  فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"، ويقول سبحانه: "فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا  يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"، واقترن اسم الله (عز وجل) السميع باسم الله (عز وجل) العليم في مواضع عديدة منها قوله (سبحانه): "قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ  وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، وقال سبحانه: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، ويقول سبحانه: "فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ  فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، وقوله تعالى: "إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، وقال سبحانه: "قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، وقوله سبحانه: "وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، وقال سبحانه: "فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".

 

فهو السميع وهو البصير وهو العليم يسمعك ويراك، عليم بأحوالك، فعليك أن تتقيه سرًّا وعلانية لأنه (سبحانه) رقيب عليك، وقد استنكر سيدنا إبراهيم (عليه السلام) على قومه عبادتهم من لا يسمع ولا يبصر، لأن من لا يسمع ولا يبصر لا يمكن أن يجيب، ولا يستحق أن يعبد، يقول (سبحانه) على لسان نبيه إبراهيم (عليه السلام) في خطاب قومه في عبادة  الأصنام: "قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ"، وقال لأبيه: "يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا"، فإذا كانت آلهتهم لا تسمع أصلا فلا يمكن أن تجيب أحدًا، ولا تستحق أن تعبد، كيف يعبد الناس من لا يسمع ولا يبصر ولا يجيب ولا ينفع ولا يضر؟ السميع هو الله، العليم هو الله، المعبود هو الله، المستحق للتعظيم والتنزيه هو الله، والكمال والإكرام كله لله, ولما رأي النبي (صلى الله عليه وسلم) بعض أصحابه يرفعون أصواتهم بالدعاء قال: "أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، إنَّكُمْ ليسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهو معكُمْ" أي هونوا على أنفسكم.

 وختتمت الوزير كلمته بادعاء قال فيه : أسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يستجيب السميع العليم دعائهم، وأن يتغمدنا بواسع رحمته في الدنيا والآخرة، وأن يسمع في هذا الشهر العظيم دعائنا، وأن يستجيب لنا، اللهم إنا ندعوك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.