جريمة في حي الضواحي .. كواليس مقتل شاب بعد صلاة التراويح على يد شابين

المجنى عليه
المجنى عليه

بورسعيد : أيمن عبد الهادي 

 قبل أن يُرفع آذان فجر أحد أيام شهر رمضان المبارك، وقبل أن يمسك الناس عن الطعام والشراب، تعالت صرخات أم الشاب زياد: «مات قرة عيني، مات روحي وعقلي»، وفي هذه السطور نروي التفاصيل الكاملة للواقعة المؤسفة التي شهدت تفاصيلها محافظة بورسعيد.

البداية كانت بتلقي اللواء مدحت عبد الرحيم مدير أمن بورسعيد بلاغًا بمقتل شاب يدعي زياد صلاح الدين محمد إبراهيم، ويبلغ من العمر 23 عامًا، وذلك نتيجة اعتداء 2 آخرين، وتبين من المناظرة الأولى أنه مصاب بطعنات متفرقة بجميع أنحاء الجسم.

وتمكنت الأجهزة الأمنية بعد الواقعة بدقائق من ضبط شخصين، وهما «عمر ك، ومحمد ا»، وأمرت النيابة بحبس المتهمين، بعد أن قامت بمناظرة الجثة بالمشرحة وعاينت موقع الحادث، حتى أصدرت قرارها بدفن جثمان الشاب المقتول. 

جنازة زياد

 أدى عدد كبير من أهالي محافظة بورسعيد، يوم الأحد الماضي، صلاة الجنازة على الشاب زياد صلاح الدين محمد إبراهيم، وشارك المئات من أهالي بورسعيد في مراسم تشييع جنازة الشاب زياد المجني عليه إلى مثواه الأخير في مقابر العائلة، وذلك عقب أداء صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العصر. 

سيطرت حالة كبيرة من الحزن على أقارب المجني عليه وأصدقائه، خلال مراسم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، وبدت الجنازة وكأنها عُرس كبير نتيجة تواجد العشرات من الدراجات البخارية التي كان يستقلها أصدقاء المجني عليه. 

وخلال إجراءات الدفن أعلنت هدى الزكي، موظفة بالتربية والتعليم ببورسعيد ووالدة الشاب المقتول، أن أبناء عمومته قاموا بأداء عمرتين له، وذلك لوجودهم بالسعودية، وتحدثت عن موته في شهر رمضان وأداء العمرة، مؤكدة أنها علامات لرضا الله سبحانه وتعالى عنه. 

تفاصيل الواقعة

بدأت الواقعة قبل 10 أشهر عندما كان المتهمان يمتلكان محل بلاي استيشن بمنطقة أرض العزب في المنطقة التي يسكن بها الشاب زياد؛ وذات يوم حدثت مشادة بينهما وشخص يدعى حسين بسبب معاكستهما لشقيقته بـ «نبلة»، وهنا تدخل زياد مدافعًا عن حسين وشقيقته من المتهمين في قتله، ومنذ هذا الوقت تصاعدت الخلافات بينهم، خاصة وأن زياد قد منعهم من قتل حسين. 

لم تمر أيام على هذه الواقعة حتى أقدم المتهمان في التعدي على الشاب زياد داخل مخزن يعمل به، مستخدمين أسلحة بيضاء، وتعرض وقتها زياد لطعنات وجروح، ولا تزال هذه القضية متداولة أمام محكمة الجنايات. 

من جانبه أقدم زياد كذلك على الدفاع عن نفسه من المتهمين، وأحدث بأحدهما إصابات، وجرى كذلك تحرير محضر بالواقعة، إلا أن المتهم الأول في قتله كان قد تنازل عن المحضر، وذلك قبل أن تتصاعد بينهم الأمور لهذا الحد. 

تدخل الكبار من جيران «عمر. ك» المتهم الأول بقتل زياد من أجل حل المشكلة القائمة، ولكن كافة محاولات الصلح كانت تقابل بالرفض من جهة المجني عليه، وكان التلاسن بين عمر وزياد مستمرًا بالكلام وتوقع المقربون منهما في أي وقت يتقابلان فيه أن يعتدي أحدهما على الآخر. 

وفي هذا اليوم فوجئ أهالي منطقة بنك الإسكان بـ 3 موتسيكلات وسيارة يستقلها مجموعة من الأشخاص بينهم زياد، وكان المجني عليه قد انتهى من صلاة العشاء والتراويح وجلس على المقهى يحتسي كوبا من الشاي، وفوجئ بقدوم الجاني يحمل السلاح، وهنا نشبت بينهما مشاجرة انتهت بمقتل زياد متأثرًا بعدد من الطعنات في أماكن متفرقة بالجسد. 

جيران المقتول

يقول الحاج محمد عطعوط، أحد جيران الشاب الضحية لـ أخبار الحوادث: إن المجني عليه لم يكن يعرف عنه افتعاله المشكلات والمشاجرات، بل إنه كان شابًا خلوقًا ويحرص دائمًا على أداء الصلوات في المسجد منذ صغره.

وأضاف؛ أن هناك مشاجرة نشبت منذ 10 أشهر ماضية لم يكن الشاب زياد طرفًا بها، وكانت تلك المشكلة عندما عاكس أحد الأشخاص فتاة في الشارع، وحين علم شقيقها بالأمر تدخل لعتاب الأول في هذا الأمر، وكان ذلك بحضور الشاب زياد الذي دافع عن الفتاة وشقيقها حينما حاول أن يتعدى عليهما الطرف الآخر.

كما أوضح الحاج محمد عطعوط،؛ أن المتهمين بمعاكسة الفتاة ترصدا للشاب زياد لأنه دافع عنها وعن شقيقها وجعلاه طرفًا في المشاجرة، لذلك تعديا عليه منذ 10 أشهر ماضية وأحدثا به إصابات متفرقة في أنحاء جسده، وتم نقله حينها إلى إحدى المستشفيات، ولكن تحسنت حالته بعد ذلك.

وأشار إلى أنه كانت هناك مبادرات للصلح بين الشاب زياد والطرفين، ولكن لم يتم ذلك الأمر إلى أن تعدى عليه اثنان متهمين وطعناه بواسطة سلاح أبيض، ما تسبب ذلك في وفاته على الفور.

واختتم: زياد كان شابا طيبا وفي حاله مش بتاع مشاكل ولا الحاجات دي، أنا شايف إنه ضحية النخوة عشان كان عنده شوية دم لما حب يدافع عن البنت وأخوها، وهو مكنش طرف في المشكلة أساسًا.

شاهد عيان

وعلى النقيض تمامًا فجر أحد أصحاب المحال التجارية وهو شاهد عيان بموقع الحادث، مفاجأة من العيار الثقيل على الواقعة قال الرجل؛ إن تفاصيل الواقعة تعود إلى أحد أيام شهر رمضان عندما تفاجأ بوجود سيارة خرج منها ما يقرب 6 أشخاص كانوا يستقلون أسلحة ومتجهين نحو «عمر» المتهم، موضحًا أن المتهم كان يجلس أمام إحدى المقاهي أثناء حدوث الواقعة بعد انتهائه من صلاة التراويح، قائلًا: تفاجأت بعربية داخلة على المتهم نزل منها 5 أو 6 أشخاص كان معاهم سلاح وضربوه.

أقرأ أيضأ : ضبط ‏67 الف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة

وأشار شاهد عيان الواقعة، إلى أنه نشب اشتباك بين المجني عليه والمتهم، وحاول المجني عليه الدفاع عن نفسه بشتى الطرق لكنه لم يتمكن من ذلك، مشيرًا إلى أن بعض رواد الشوشيال ميديا نشروا مقطع فيديو لحادث قتل قديم معتقدين أن هذا المقطع هو مسرح الجريمة، مضيفًا أن مسرح الجريمة كان بحي الضواحي بجوار بنك الإسكان، قائلًا: القتيل كان بيدافع عن نفسه ولقيناه مرة واحدة وقع على الأرض، والناس بتنزل فيديو جريمة قديمة من سنة فاتت معتقدين أن ده فيديو الجريمة.

ونوه شاهد عيان الواقعة؛ بأن محاولة هروب المجني عليه من المشاجرة بعد تدخل بعض المواطنين لفك الاشتباك الذى دار بين الجناه والمجني عليه، ولكنه سقط أرضًا ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولته للهروب، قائلًا: الناس حاولت تبعدهم عن بعض وتحجزهم والمجني عليه جري وبعدها وقع على الأرض ومات.

تباشر النيابة العامة بـ محافظة بورسعيد التحقيق في القضية، وذلك قبل أن تحيلها إلى المحكمة المختصة لتصدر بدورها الحكم على الجناه. 

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 13/4/2023