على حسنين .. دينامو بلاط صاحبة الجلالة

على حسنين
على حسنين

علي حسنين سكرتير تحرير “أخبار اليوم”، كان ينبض بالحياة، “دينامو” الدار، كما وصفة الكاتب الكبير موسى صبري، عاش عمره بين أحضان الدار، عشقها ومنحها حبه وحياته،

كان مسئولا عن عملية الربط بين الأقسام التحريرية، بالإضافة إلى ضبط الإيقاع المالي والإداري لاحتياجات العمل الصحفي اليومي، لم يكن للوقت قيمة في حياته إلا بقدر الإنجاز الذي يمكن أن يحققه، وهو ما كان يدفعه إلى امتداد العمل اليومي إلى نحو 12 و14 ساعة، جادًا في مواقفه منحازًا إلى الحق، يجامل كل زملائه.


رحلة حسنين، داخل “أخبار اليوم” رصدها في مقال تحت عنوان “قصة حب عمرها 37 عامًا”، قائلا: “عشان خاطر عيونها تعلمت، وعلشان بحبها كافحت، وعلشان مخلص لها أسهر الليالي، وقد بدأ هيامي بها وعمري لا يتجاوز 16 سنة، حيث كنت أنفرد بها في حجرتي ألتهمها بعيني وأفكر معها بعقلي، وكنت أستقطع من مصروفي وأخصصه لها، وبدأت أول خطوة إيجابية للإرتباط بها، وأنا في الصف الثاني الثانوي فقد كان القسم الأدبي هو أول طريق للوصول إليها”.


تابع: “من أجل (أخبار اليوم) التحقت بقسم الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكان يدرس لنا ويعلمنا مصطفى بك أمين، الذي اختارني من دفعتي التي كنت أولها عام 1964 لأتدرب في (أخبار اليوم) تمهيدًا للتعيين والعمل بها”.


أما الكاتب الكبير موسى صبري كتب عنه في مقاله “بعيدا عن السياسة” بـ”أخبار اليوم”، قائلا: “من لم يعرف اسم علي حسنين داخل (أخبار اليوم) ليس من (أخبار اليوم)، إنه (الدينامو) المحرك الذي يواجه نشاطات العمل في الصحيفة حتى تصدر الأخبار كل صباح وتصل إلى القارئ، ليردد معجبا هذه الصحيفة تتميز بالإخراج الجميل”. 


تابع: “إن علي حسنين في الأخبار، هو بالتعبير السينمائي المخرج صاحب الكلمة الأخيرة، وهو الذي يعطي إشارة الطبع فتدور الآلات الرهيبة، وهو الذي يصرح بأعلى صوت (قف)، فيتوقف كل شيء انتظارًا لأوامره”.


أضاف: “عندما بدأت قدمي تخطو إلى بلاط (صاحبة الجلالة) منذ نصف قرن، كان الدرس الأول الذي تعلمته هو أن سكرتير التحرير، هو (دكتاتور البلاط)، وهو الذي يأمر فيطاع، وحذار أن تتحداه، أو تختلف معه، ورئيس التحرير الناجح لا يستطيع أن يضع بصماته على الجريدة إلا إذا عمل معه سكرتير تحرير ناجح، وقد سعدت بصحبة على حسنين أكثر من 30 عامًا، إنه صاحب ذوق رفيع في رسم الصفحات”.