بدون تردد

ازدواجية المعايير

محمد بركات
محمد بركات

الصدامات الجارية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة حالياً آخذة فى التزايد والاتساع بما يهدد باشتعال وتفجر الموقف فى الضفة والقطاع بصفة عامة، وفى القدس العربية والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، فى ظل الممارسات الإسرائيلية العدوانية المستمرة ضد الشعب الفلسطينى والتى تزداد حدة واستفزازاً فى كل يوم.

وخلال الأيام الأخيرة وحتى الأمس بلغت الاستفزازات العدوانية الإسرائيلية ذروتها بعد الاقتحامات المتكررة التى قامت وتقوم بها قوات الاحتلال والمستوطنون المتطرفون لساحات المسجد الأقصى، واعتداءاتهم على المصلين ومواصلة الإجراءات التعسفية لمنع المواطنين من الوصول إلى المسجد، عن طريق سد الطرق ووضع المتاريس والحواجز لإعاقة وصول المصلين للمسجد.

وفى تصعيد مستمر للأوضاع قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلى بفرض الإغلاق الشامل على الضفة الغربية أول أمس، وأغلقت أيضًا المعابر مع قطاع غزة خلال عيد الفصح اليهودى، كما قامت بالاعتداء على المواطنين فى الساحة الرياضية للشهيد فيصل الحسينى.

وكان الأقصى قد تحول إلى ساحة للعنف والاعتداء على المصلى من جانب مجموعات المستوطنين المتطرفين الذين اقتحموا ساحات المسجد بصفة متكررة خلال الأيام الماضية.

واللافت للانتباه بقوة فيما جرى ويجرى على الأراضى الفلسطينية بصفة عامة، والقدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، هو استمرار الممارسات العدوانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى سواء من المستوطنين المتطرفين أو من جانب جيش وشرطة الاحتلال.

هذه واحدة.. أما الثانية فهى أن ذلك يتم وسط موقف دولى سلبى يكتفى بالمشاهدة، دون تحرك جدى فاعل ومؤثر لوقف هذه الاعتداءات المتكررة والمستمرة على الشعب الفلسطينى،...، بل نسمع فقط مجرد كلمات وجمل لا تتصدى أو توقف هذه الاعتداءات ولا تردع المعتدى.

وفى ذلك نرى ازدواجية المعايير الدولية فى أبشع صورها على الإطلاق، حيث انتفضت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية فى مواجهة روسيا عندما هاجمت أوكرانيا، وسارعت بفرض العقوبات الشديدة ضد روسيا، واتخاذ العديد من الإجراءات لعزلها عن العالم والسعى بكل الوسائل لمساعدة أوكرانيا اقتصادياً وعسكرياً فى مواجهة الغزو الروسى،..، بينما لم يتحرك أحد منهم لمساعدة الفلسطينيين أو وقف العدوان عليهم.