قلم على ورق

جميلة

محمد قناوى
محمد قناوى

مسلسل «جميلة» من الأعمال الرمضانية المهمة، يلعب فى منطقة خاصة به بعيدا عن مسلسلات «المُحن والسهوكة»، ودراما فرد العضلات والتمثيل بالعين والحاجب، والسيناريوهات غير المنطقية، عمل يتحدث عن قضايا حقيقية تحدث فى بيوت كثيرة فى أرجاء المحروسة، ولكن بتناول وشكل وأسلوب مختلف ومتميز.

لم أشاهد المسلسل من بداية رمضان، وأعترف أننى شاهدته بالصدفة، فبعد صلاة ظُهر الأربعاء الماضى وأنا أقلب بالريموت عناوين المسلسلات على منصة «ووتش أت» التى لجأت إليها هربا من طوفان الإعلانات، توقفت أمام برومو «جميلة» فقررت كما يقولون «آخد فكرة» عن العمل، بدأت بالحلقة الأولى لأجد نفسى بعد خمس ساعات متصلة قد وصلت للحلقة السادسة، ست حلقات شاهدتها دون لحظة ملل واحدة، فقد أغرتنى الحبكة الدرامية المُحكمة، التى تجعل من الصعوبة التوقف عن مشاهدة العمل أو إغفال أى حلقة فى أحداثه التى تميزت بالانسيابية والسلاسة الممزوجة بالتشويق، أحداث لا تستهدف إرهاق العقل فى التفكير بقضايا عميقة،ولكنها تسعى لزيادة المتعة لدى المشاهد من خلال مناقشة قضية اجتماعية يجد كثير من المشاهدين أنفسهم فيها، أو عايشوا أحداثها، ربما تكون القضية تم تناولها من قبل، وهى الصراع على الميراث بين الأشقاء ولكن المؤلف أيمن سلامة يطرحها بأسلوب وشكل جديد تماما حيث تدور الأحداث حول أب ترك وصية بمنح ابنته «جميلة» -ريهام حجاج - كل ثروته وحرم باقى الأسرة من هذا الميراث، «جميلة» تعمل رئيسا للنيابة الإدارية، لم تفصح الوصية عن أسباب حرمانهم من الميراث، ليطرح المؤلف تساؤلات وتشويقا وإثارة لمتابعة الأحداث ومع تتابعها نكتشف مبررات الأب لقراره، فالزوجة عاشقة لرجل آخر وزوجها على قيد الحياة، والابنة متزوجة من محام فاسد سلبها ممتلكاتها بتوكيل استأمنته عليه، والابن «لاعب قمار» مما جعل الأب لا يأتمن سوي «جميلة»على ثروته، ومن هنا يبدأ الصراع الدرامى بين الاشقاء يقابله صراع آخر بين» جميلة -ريهام و«نيرمين» عبير صبري، طليقة زوج جميلة ومحاولات «نيرمين» لاستعادة طليقها، وقدم المؤلف حوارا بسيطا وأحداثا سلسة وغير مفتعلة وبراعة فى سرد وصياغة الحوار الذى ترجمه المخرج سامح عبد العزيز بسلاسة فائقة وحرفية فى تسكين الشخصيات.

ريهام حجاج أو «جميلة» فى البطولة التليفزيونية الخامسة أثبتت جدارتها كممثلة ونضجت موهبتها تماما، لتقدم أداءً هادئاً دون ضجيج أو افتعال، تتعانق مع الشخصية لتضيف إليها بوعى وذكاء فتحولها لشخصية حقيقية، أما عبير صبرى فى شخصية «نيرمين» كالفرس الجامح أداءً وموهبة فى صراعها مع «جميلة» لاستعادة طليقها، لتقدم واحدا من أجمل أدوارها التليفزيونية، أما يسرا اللوزى فحص مفاجأة المسلسل فى شخصية «شيرى» التى لا يمكن أن تحكم عليها حتى الآن هل هى شريرة أم طيبة؟.