فى الشارع المصرى

العاشر من رمضان

مجدى حجازى
مجدى حجازى

اليوم، تمر علينا ذكرى انتصار العاشر من رمضان؛ التى جسدت عبقرية العسكرية المصرية فى استرداد الأرض، والتى حطمت أوهام أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.. ومع انطلاق صيحة «الله أكبر» تبددت الغيوم التى خلفتها حرب 1967، ليستبدلها جنودنا البواسل من قادة وضباط وضباط صف وأفراد جيشنا المصرى المغوار بهذا النصر العظيم، الذى يستحق منا أن نقف وقفة تحية وتقدير لخير أجناد الله فى الأرض، ونجعل من دعواتنا معزوفة «سلام الشهيد» إجلالًا لشهداء الواجب.

وإذ أننا ننعم فى تلك الأيام التى نعيشها بفضائل شهر رمضان الكريم، فلنتدبر حكم صومه الواجب.. قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ «البقرة: 183».. وقال الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ «البقرة: 185».. وأما السنة: فقول النبى محمد صلى الله عليه وسلم: «بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت». وفى حديث طلحة بن عبيد الله: «أن رجلاً سأل النبى محمد ، فقال: يا رسول الله، أخبرنى عما فرض الله علىَّ من الصيام؟ قال: شهر رمضان. قال: هل علىَّ غيره؟ قال: لا. إلا أن تطوع». وأجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان. وأنه أحد أركان الإسلام التى عُلمتْ من الدين بالضرورة، وأن منكره كافر مرتد عن الإسلام. 

عن عرفجة قال: كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدث عن رمضان قال: فدخل علينا رجل من أصحاب محمد ، فلما رآه عتبة هابه فسكت. قال: فحدث عن رمضان. قال: سمعت رسول الله  يقول فى رمضان: «تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة، وتصفد فيه الشياطين. قال: وينادى فيه ملك: يا باغى الخير أبشر، ويا باغى الشر أقصر، حتى ينقضى رمضان» رواه أحمد والنسائى وسنده جيد.. وعن أبى هريرة: أن النبى  قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان: مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» رواه مسلم.. وعن أبى سعيد الخدرى  أن النبى محمد  قال: «من صام رمضان وعرف حدوده، وتحفَّظ مما كان ينبغى أن يُتحفظ منه كفَّر ما قبله» رواه أحمد والبيهقى بسند جيد.. وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله : «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه أحمد وأصحاب السنن. 

كل عام ومصرنا الحبيبة بخير.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.