كنوز| ابتهالات «العندليب» تحلق فى ذكرى غيابه الـ 46

الفنان عبد الحليم حافظ
الفنان عبد الحليم حافظ

فى مثل هذا اليوم.. سافر عبد الحليم حافظ إلى السماء عندما حلقت روحه نحو الخالق فى 30 مارس 1977، مضت 46 عامًا على مشاهد الحزن النبيل الذى سكن قلوب محبيه الذين فاضت عيونهم بالدموع، انطلقوا للشوارع المحيطة بمسجد عمر مكرم حيث يرقد جثمانه القادم من بلاد الغربة والصقيع، الجماهير كانت تزحف وتتدفق كالطوفان لوداع عندليبهم، أكثر من 2 مليون من محبيه سدوا شوارع وسط البلد وهم يرددون: «لا إله إلا الله عبد الحليم حبيب الله» و«الوداع يا حليم يا حبيب الملايين».


عندما نحيى ذكراه التى تحل اليوم فى الشهر الفضيل، نستعيد على الفور الابتهالات الدينية التى سجلها «حليم» وقدمها هدية للمسلمين فى كل الدول، ابتهالات كتبها الشاعرالصوفى عبد الفتاح مصطفى، ولحنها رفيق دربه الموسيقار محمد الموجى، وسجلها «حليم» للإذاعة دون أن يتقاضى أجرًا عنها، كان يعتبرها صدقة جارية، وكان ينتوى أن يسجل 30 دعاءً تغطى أيام الشهر الكريم، لكن الشاعر كتب منها 11 ابتهالًا فقط ولم يستكمل الباقى، ومع ذلك ظلت هذه الأدعية ذخيرة تبثها الإذاعة فى كل رمضان، وأخذ التليفزيون يبثها مصحوبة بما يناسبها من أفلام تسجيلية لم يظهر فيها العندليب، لكنها كشفت عن الجانب الدينى فى شخصية «حليم» ابن القرية المتدين بالوراثة عن جده الشيخ شبانة إمام مسجد قرية «الحلوات» بمحافظة الشرقية، وعرف فى قريته بأنه مقرئ «تسكت له الطير» عندما يرتل آيات الذكر الحكيم.. تعالوا نسبح مع «العندليب» فى هذه الأيام المباركة بدعاء «نفضت عينيا المنام» الذى يقول فيه: «نفضت عينيا المنام.. وقمت والناس نيام.. وقفت ارتل كلامك.. أغلى وأحلى كلام.. اهدينى يا رب بالقرآن لما يرضيك.. خلينى أحبك وأحبب كل خلقك فيك».. ونسبح مع صوته الدافئ بابتهال «أنا من تراب» الذى يقول فيه: «أنا من تراب.. والإرادة هى سرك فيه.. تنوره بحكمتك وبرحمتك تهديه.. تراب وسرك إذا مس التراب يحييه.. الهمنى حب الخير.. حب الجمال والحق خلينى أقول للشيطان مهما غوانى.. لأ.. علمنى أثبت ولو زال الجبل وانشق.. الهمنى يا رب.. يا ربى سبحانك». 


ونردد معه ابتهال «أدعوك يا سامع دعائى» الذى يقول فيه: «يا رب اجعلنى صادق واقول الحق لو كان مر.. خلينى ما سمعش إلا صوت ضميرى الحر.. بسمة وعزيمة وعمل نافع ما يضر.. يا رب سبحانك».. ونشارك «العندليب» التسبيح فى ابتهال «رحمتك فى النسيم» الذى يقول فيه: «يا رب سبحانك ورحمتك فى النسيم والظل والميه.. وبتفيض ع الناس رأفة وحنية.. قدرة على كل شيء.. يارب سبحانك».


تعالوا لنستعيد معه ابتهال «بينى وبين الناس» الذى يقول فيه: «بينى وبين الناس فى دنيتك أحوال.. وانت اللى عالم بضعفى يا ذا الجلال والكمال.. خلينى عبدك لوحدك لا عبد جاه ولا مال.. واحمينى من الحقد من نفسى ومن قالوا وقلنا وقال.. يا رب سبحانك».  


ويبتهل فى دعاء «ورق الشجر» فيقول: «ورق الشجر صفحات يا من كتب فيها.. خطوط رقيقة بتوصف قدرتك بيها.. عروق بتنبض حياة انت اللى محييها.. وكل روح معجزة تشهد بسر الله».. ويقول فى ابتهال «الحبة فى الأرض»: «يا رب سبحانك.. والحبة فى الأرض اجعلها شجر وغصون.. والكلمة تنقال مدن تعمر وتعلى حصون.. وطفل يصبح بطل يحمى الحمى ويصون كل الوجود معجزة تشهد بسر الله».. ويشدو العندليب بتبتل وخشوع فى ابتهال «بين صحبة الورد» قائلا: «بين صحبة الورد شوف أجمل عيون وخدود.. حسان ومتجمعة فى مهرجان مشهود.. لون واعطر وندى ربنا المعبود.. كانت براعم وصحاها جمال الله».. أما ابتهال «يا خالق الزهرة» فيقول فيه: «يا خالق الزهرة فى حضن الجبل.. من فوق لونها ومنظرها اَية للجمال والذوق.. تطلع وتدبل على دمع الأمل والشوق.. لا يدرى بيها ولا يعلمها غير الله.. سبحانك يا ربى سبحانك».


وفى ابتهال «خلينى كلمة» يذوب العندليب رقة وخشوع عندما يقول: «يا رب سبحانك.. خلينى كلمة تصحى الناس وتهديها.. خلينى رحمة تمس جراح وتشفيها.. خلينى بسمة تهنى قلوب وترضيها.. خلينى همة خلينى همة لكل عزيمة تحييها».. وفى ابتهال «على التوتة» يقول العندليب: «ع التوتة والساقية المح كل يوم عصفور.. فرحان يغنى ويرقص للندى والنور.. يا رب سبحانك»..