آخر كلمات قالتها ممرضة المرج قبل مصرعها.. «عامر هو اللي رماني من الدور التامن»

ممرضة المرج
ممرضة المرج

 آمال فؤاد

..لا توجد حياة زوجية خالية من المشكلات والمشاحنات بين الأزواج وبعضهم البعض، ربما تكون نتيجة ضغوط الحياة أو اختلاف في وجهات النظر تجاه مشكلة ما تطرأ على حياتهم أو ربما لمستوى تفكير أحدهم في الأمور الحياتية التي تواجه الطرفين وعدم تغاضي أحد الطرفين عن بعض الأمور البسيطة فيما بينهما وغيرها من الأسباب الأخرى التي تنتج في النهاية عن تلك المشاحنات، ولكن أن يصل الامر نتيجة عدم قدرة أحد الطرفين على ضبط انفعالاته إلى حد ارتكاب جريمة بشعة؛ بالإقدام على قتل شريكة عمره بأبشع الطرق تصل إلى حد إلقاء الزوجة من الطابق الثامن، فهذا ما لا يمكن تصوره ابدًا.

مأساة من المعيار الثقيل دارت أحداثها بمنطقة المرج عندما تحول الزوج الرجل الذي هو من المفترض أنه الظهر والسند إلى قاتل عتيد الاجرام ضاربًا عرض الحائط بكل مشاعر المودة والرحمة والميثاق الغليظ الذي تحدث القرآن الكريم عنه الذي يجمع بينه وزوجته، ويغدر بأم أولاده وسنوات العشرة ويقدم على القائها من الطابق الثامن دون أن تأخذه رحمة أو شفقة عليها، وتثار الأسئلة هنا: لماذا اقدم الزوج علي قتلها بهذه الطريقة البشعة؟، وأصل الحكاية ايه؟ وما طبيعة العلاقة بينهما التي تصل بالأسرة الى هذا الحد المميت؟، وما هي آخر الكلمات الموجعة التي تلفظت بها  المجني عليها قبل أن تلقى مصرعها؟، المؤكد الذي لا ريب فيه أنه مهما وصلت المشكلات بينهما فلا يمكن أن ينتهي الأمر بجريمة قتل وإلا ما الحكمة من الطلاق الذي اباحه الشرع عندما يستحكم الخلاف بين الأزواج ويصل إلى درجة النفور بينهما بعدما سُدت كل الطرق؟، والسؤال الأهم هنا تُرى ما مصير الأطفال الثلاثة؟!، والآثار المترتبة بعدما دخل الاب السجن يواجه مصيرًا مظلمًا متسببًا في حرمانهم من الأم والحياة في جو أسري دافئ.

ارتطام وصراخ

حالة من الهلع والرعب تملكت من قلوب أهالي منطقة المرج خلال لحظات معدودة أثناء سقوط سيدة من الطابق الثامن وارتطامها بالأرض وهي تئن وتستغيث، وفي غضون رآها الجميع وقد اصبحت جثة هامدة غارقة في دمائها فور سقوطها، فورًا توجه بها الجيران والأهالي إلى اقرب مستشفى من محل سكانها بالمرج، كان ذلك في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا يوم الحادث.

وتوالت الأحداث بعدها بتلقي قسم شرطة المرج بلاغا من مستشفى اليوم الواحد بمنطقة المرج يفيد بوصول جثة سيدة تدعى «أسماء،م»في بداية العقد الثالث من عمرها وعقب القاء الكشف الطبي عليها  تبين أنها فارقت الحياة نتيجة كسور بالجسم وتهشم في الرأس، وفور البلاغ انتقل فريق من رجال المباحث إلى مكان الحادث، تبين أن الجثة لسيدة ترتدي كافة ملابسها بقسم الطوارئ غارقة في دمائها، بعدها ألقى رجال المباحث القبض على المتهم وتحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة لتتولى التحقيقات، ولكن ما الذي كشفت عنه تحريات المباحث؟!

اقرأ أيضًا

ضبط المتهم بقتل طالب في المرج 

يوم الواقعة

كان يوم مشحون بالإثارة من بدايته؛ طلب الزوج من زوجته أن تترك العمل وتجلس في البيت لترعى أبناءها هكذا كان ادعاؤه، أخبرته اسماء بأنها من خلال راتبها تقوم بسداد قرض البنك الذي حصلت عليه بمبلغ 300 ألف جنيه بهدف شراء أجهزة للمنزل، ما يفرض عليها أن تستمر في عملها، لكن العناد فرض نفسه على الزوج، يرفض خروجها إلى العمل بإصرار، يتطور الخلاف أكثر ويصل إلى حد شتم الزوج زوجته، فطلبت منه أن تذهب الى والدتها لكنه يرفض وتحتد المشادة الكلامية بينهما وفي لحظات تسفر عن الحادث الأليم؛ عن سقوط الزوجة من الطابق الثامن وإلقاء القبض على المتهم بتهمة إلقاء زوجته من علو. 

قالت الام «وفاء» ٥٧ سنة وهي في حالة يرثى لها حزنًا وآسى على فقدان نجلتها التي لفظت بآخر كلمات لها؛»ان زوجها عامر هو الذي قتلها وألقى بها من شرفة العقار»، كما قالت الأم: أن نجلتها اسماء تزوجت من ع. أ 34 سنة من 9 سنوات، وانجبت منه طفلا ووطفلة حيث انه كان يعمل بأحد الكافيهات، ودائم الشجار معها كي تعطيه راتبها ويهددها دائمًا إن لم تمتثل لأوامره أن تترك العمل، هذا غير كثير من الخلافات وحالات الشد والجذب بينهما لأبسط واتفه الأسباب.

واستكملت قائلة: أنها طلبت منها أن تنفصل عنه وتترك له أولاده ولكن نجلتها المسكينة رفضت حتى لا يتشتت الأولاد، وأنها كانت تعاني من معاملته السيئة لها، وذكرت الأم أن ابنها شقيق المجني عليها كان يقيم معها في نفس المنزل ودائمًا ما كان يخبر أمه أنه كان يشتمها ويهينها ويتعدى عليها بالضرب، وأنه قبل الحادث بيوم طلب منها أن تترك العمل أن لم تعطه راتبها وعلى اثر ذلك حدثت الجريمة. 

كما أكدت الأم؛ أن نجلتها عاشت 9 سنوات مع هذا الرجل في عذاب وانها اقترضت من البنك ٣٠٠ ألف جنيه لتحسين حياتها وشراء بعض الأجهزة التي يستلزمها البيت، وأن ابنتها تقيم بشقة ايجارها الشهري ألف و200 جنيه، وهي المسئولة عن مصروفات ومتطلبات الأولاد  المدرسية وكل شيء هي المتكفلة به، ولو رفضت إعطاءه «فلوس» يتعدى عليها بالضرب والسب، وأن نجلتها تعمل ممرضة بمستشفى اليوم الواحد، وانها دائما ما كانت تشتكي لها ما تعانيه مع هذا الزوج.
اعترافات المتهم

وجهت النيابة للمتهم تهمة القتل العمد حيث جاء في اعترافاته زاعمًا بأن زوجته هي من ألقت بنفسها من  الطابق الثامن، وأن ما حدث بينهما ليلة الحادث مجرد مشادة كلامية بسبب خلافات علي عملها وعلى أموالها وراتبها، وانها على اثر تلك الخلافات هددته بإلقاء نفسها من شرفة المسكن، وانه لم يهتم بما تقول ظنًا منها أنها تهدده؛ ليفاجأ بعدها بأنها ألقت بنفسها من الطابق الثامن نافيًا أن يكون هو الذي قذف بها من شرفة مسكنهما، وفور ذلك أمرت النيابة بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة.