بسم الله

مدن المستقبل «2»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

يتحدث الدكتور هانى الفقى عن تخطيط مدن المستقبل يقول: ظهرت نظرية المدن الجديدة عند تطبيقها فى فرنسا فى الخمسينيات بهدف تخفيف الضغط عن العاصمة باريس بعد أن كانت مرافقها لا تتحمل مزيداً من الضغط السكانى عليها، وكان لذلك الكثير من الآثار السلبية على البيئة العمرانية والثقافية والسياحية للمدينة، ثم تبعتها بريطانيا.

أما النموذج المصرى، فنجد مدينة العاشر من رمضان أولى المدن الجديدة التى بدأ إنشاؤها عام 1975 على بعد 45 كم من القاهرة على الطريق السريع بين القاهرة والإسماعيلية، وقد أعد لها تخطيطاً عاماً تحددت فيه استعمالات الأرض ومراحل التنمية وشق شبكات الطرق والمرافق العامة وتشجير الطريق السريع والطرق الداخلية، وكانت النتيجة واضحة فى الإقبال الكبير على أراضى المصانع حيث حوافز الإعفاء الضريبى على ما يقام عليها من مصانع لمدة عشرة سنوات وحيث السعر الأقل كثيراً عن السعر فى أى موقع آخر فى قلب الوادى الضيق.

الغريب فى الأمر أن مخطط القاهرة لعام 2017 تصل أطرافه الشمالية إلى حدود مدينة العاشر من رمضان فتصبح بذلك ضاحية أخرى لمدينة تعدادها 16 مليون نسمة، على الطريق الإقليمى الذى يصل القاهرة بالإسماعيلية تمتد العديد من المنشآت التعليمية من مدارس وجامعات ومعاهد ومؤسسات خاصة تربط ما بين القاهرة والعاشر من رمضان، وتؤكد مستقبلها كضاحية للقاهرة.

ويصبح بذلك الطريق السريع طريقاً لخدمة هذه المنشآت التى وجدت لها متنفساً خارج القاهرة، ومن الملاحظ أيضاً أن مبانى الخدمات التعليمية والتجارية التى أقيمت فى العاشر من رمضان تخدم سكان القاهرة أكثر مما تخدم سكان المدينة الجديدة، حيث ينتقل إليها الطلبة والأساتذة والمدرسون المقيمون فى القاهرة، تماماً مثل النسبة الكبيرة من العاملين فى المصانع التى زاد عددها وفاق كل المعدلات المخطط لها.

ويصل الدكتور هانى إلى المستخلص المفيد وهو أن تعمير المدن عملية تنمية مستمرة لكائن عضوى يتأثر بعوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية وإقليمية تسهم فى نموه أو تحد من نموه، التعمير ليس عملية ميكانيكية حسابية يمكن قياسها لتقييمها.

دعاء: رب زدنى علما والحقنى بالصالحين.