استجابة لـ«بوابة أخبار اليوم»..

رئيس الوزراء يقرر اعتبار موقع «سد الكفرة» أرضا أثرية

موقع سد الكفرة
موقع سد الكفرة

نشرت الجريدة الرسمية بعددها الصادر، يوم الأحد الماضي، قرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء رقم 1130 لسنة 2023 باعتبار موقع سد الكفرة الأثري بمنطقة وادي جروان، شرق التبين بمحافظة القاهرة، والبالغ مساحته 25 فدانًا، أرضًا أثرية.

يأتي ذلك، استجابة للتقرير الذي نشرته بوابة أخبار اليوم، تحت عنوان: "الكفرة" أقدم سد أثري في العالم بناه قدماء المصريين، وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار في التقرير، أن هذا السد يعتبر ثروة قومية أثرية وطالب بتشكيل لجنة من قطاع الآثار المصرية بوزارة السياحة والآثار تضم آثاريين ومهندسين وجيولوجي ومسّاح أراضي لمعاينة السد وتسجيله ضمن الآثار المصرية لإتاحة الفرصة لأعمال حفائر بالموقع تكشف التفاصيل المعمارية ووضع مشروع للترميم المعماري والدقيق تمهيدًا لفتحه للزيارة ووضعه على خارطة السياحة المحلية والعالمية باعتباره أقدم سد حجري في العالم متبقى حتى الآن.

وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن الرحّالة الألمانى يورغ أوغست شفاينفورت رجح بناء السد في الفترة ما بين الأسرة الثالثة والأسرة الرابعة وأنه بدراسة الموقع والمخلفات التاريخية المحيطة به ثبت أن السد انهار بعد فترة وجيزة من بنائه بسبب فيضان صحراوي كارثي غير متوقع وقد أنشىء السد بهدف توفير كم من مياه الشرب لعمال محاجر الألباستر الواقعة علي مسافة أربعة كيلومترات شرق موقع السد وأن أحجار هذا السد تم رصها أعلي بعضها دون استخدام مونة لاصقة وقدّر حجم الماء المخزن خلف السد بخمسمائة خمسة وسبعين ألف متر مكعب.

وأضاف الدكتور ريحان، أن السد تم اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر وتمت دراسته بواسطة مجموعة علماء ويحتاج لمزيد من الدراسات المستفيضة المبنية على أعمال حفائر أثرية، وقد بنى السد فى الفترة من 2650 إلى2600 قبل الميلاد لحجز مياه الفيضان، وتم بناؤه من الحجر الجيري بطول 108 م وارتفاع 14 م وعرض 32 م وقد بقى منه جانباه على يمين ويسار الوادى وهدم الجانب الأيسر فى العامين 2019- 2020 فى أعمال المحاجر والتى لا تزال قائمة الآن والجانب الأيمن بحالة جيدة.

وأكدت الدراسات، أن كم المياه المخزن خلف السد بعد بنائه مباشرة كان هائلًا لدرجة أن المياه بلغت أعلي السد وانسابت من فوقه مع الإشارة إلى عدم وجود أي قنوات للصرف الزائد على جانبي السد وهو ما أدى إلى انهياره، وما يثبت هذه النظرية هو عدم وجود خليط متراكم من الرمال بين أحجار السد وهو الخليط الذي كان متوقعًا أن ينقل مع سيول الصحراء الشرقية المندفعة بقوة والثقيلة جدًا لترتطم بهذا التشكيل ولتتخلله وهو ما أكد انهياره بعد فترة قصيرة من إتمام بنائه وكان ارتفاعه 37م ومكون من جدارين، كل جدار سمكه عند القاعدة 24م وتم بناؤهما بحوالي أربعين ألف طن من الصخور وحشو الفراغ الواقع بينهما بستين ألف طن من ركام صخور الوادي ليبلغ سمك السد 84م وطوله 108م.

وتابع الدكتور ريحان، أن السد يعاني من الإهمال والتعدي بالإضافة إلي العوامل الطبيعية التي تعمل علي تآكل أحجاره ذاتها ومن ثم انهيارها تباعًا وبالفعل هدم جانب من جوانبه لعمل طريق صاعد لسيارات شركات المناجم والمحاجر بالوادي ولم يسلم الجانب الآخر من أعمال هدم منظمة، ويبدو أنها نتيجة الحفر خلسة فى المنطقة حيث يقع السد ضمن منطقة امتياز إحدى شركات الأسمنت الشركة القومية للأسمنت التي تقوم بتحجير الأحجار من المنطقة علي نطاق واسع ولا توجد أي إشارات ترشد إلى أهمية السد أو موقعه أو قيمته الأثرية بالمنطقة وتزحف عليه من كل جانب لتدمر المنظومة الجيولوجية حوله وتطمس التضاريس التي دفعت أجدادنا لاختيار هذا الموقع.

وكان الدكتور حمدي أحمد أستاذ المناهج وطرق تدريس الجغرافيا بكلية التربية جامعة حلوان قد رصد خلال التقريؤ أقدم سد حجري في العالم وهو "سد الكفرة" شرق حلوان الذي بني عام 2600 قبل الميلاد بالصحراء الشرقية المصرية وهو سد ركامي في وادي جروي على بُعد أكثر من 15 كم جنوب شرق حلوان.

اقرأ أيضا

ننشر موعد آذان مغرب اليوم الرابع من رمضان

وأشار الدكتور حمدي أحمد، إلى أن السد أنشىء للتحكم في الفيضان وكان الأكبر حجمًا على مستوى العالم في زمنه واستمر بناؤه ما يقرب من 10-12 سنة قبل انهياره بفيضان كبير ولقد أعاد اكتشافه الرحالة الألماني "يورغ أوغست شفاينفورت" عام 1885 بوادي "جراوي" وهو واد قديم عميق جفت مياهه منذ زمن قديم غير محدد تمامًا وأصبح الوادي قفرًا دون وجود أي مظهر من مظاهر الحياة سوى بقايا سد مائي عظيم عند مدخل الوادي وفي أضيق نقطة من الجزء الجنوبي الشرقي للوادي.

ونوه الدكتور ريحان، إلى ملاحظات الدكتور حمدي أحمد ووصفه للمنطقة المتواجد بها السد بأن صخورها ملساء وأشجارها ونباتاتها مائلة للجانب الغربي لتلامس أرضية الوادي موضحًا أن هذا القطاع واجه ويواجه حتي يومنا هذا كمًا هائلًا من المياه المندفعة بقوة من قلب الصحراء الشرقية إلى النيل كما أن ألوان جانبيه تُثبت أن المياه بلغت ارتفاع السبعة أمتار دون مبالغة مع ملاحظة وجود العديد من برك المياه الممتلئة هنا وهناك وسط تضاريس هذا القطاع، وهناك سياحًا أوروبيين معظمهم ألمان يتوافدون علي هذا الموقع لمشاهدة ما تبقي من هذا السد وتصويره.

يذكر أن، دراسة للدكتور محمود عبد المنعم القسوني، كشفت أن السد بنى فى وادي تتجمع فيه مياه الأمطار حتى يومنا هذا أكثر من أي واد في الجزء الشمالي من الصحراء الشرقية مما يعني أن قدماء المصريين لاحظوا هذه الظاهرة وأقاموا السد لحجز كميات كبيرة من المياه خلفه، والسد كما يظهر من الجزء المتبقي منه مكون من حوالي 92 درجة مدمالك من الأحجار مرصوصة فوق بعضها البعض بعناية كما هو الحال في بناء الأهرام وزاوية ميل الجانب الأمامي 54 درجة تقريبًا بحيث تسمح باتساع قاعدته وهذه الأحجار من نوع الحجر الجيري وهي مقتطعة من الأحجار المتاحة بالمنطقة ومتوسط أبعاد الحجر الواحد حوالي 54 في 54 في 30 سم.