مائدة الرحمن.. «خير ربنا في رمضان»| فيديو

إحدى موائد الرحمن
إحدى موائد الرحمن

ينتظر المواطنون بشغف قدوم شهر رمضان المبارك، خصوصًا الطبقة الفقيرة، وأصبحت الأماكن التي تقام فيها موائد الرحمن، معروفة لدى المترددين عليها كل عام في شهر رمضان، ويحرصون على الحضور بفترة كافية قبل الأذان لحجز مكان قبل الزحام.

«عادات وتقاليد» 

على مدار الشهر المبارك، يحرص المواطنين المقتدرين على إقامة موائد الرحمن، وسط أجواء رمضانية تسود الشوارع المصرية، والتي تتميز دائمًا بالود والمحبة بين المواطنين، خصوصًا في المناطق الشعبية، التي تشعر عن التجول فيها بالأجواء الرمضانية المبهجة، وتتزين شوارعها بأفرع الإنارة والزينة الملونة، التي اعتاد المواطنين عليها كل عام. 

«أيامه حلوة وبتعدي بسرعة»، هذا هو لسان حال المصريين، عند قدوم شهر رمضان الكريم، الذي تكثر فيه الأعمال الصالحة، ويحرص فيه المواطنين، على التقرب إلى الله بالعبادات. 

ودائمًا نرى الشعب المصري، له تقاليد وإبداعات تميزه عن باقي الشعوب، من خلال الحرص على توزيع التمر والعصير على المارة وقائدي السيارات في الطريق العام، قرب انطلاق مدفع الإفطار، كمشاركة مجتمعية وأخذ ثواب إفطار صائم. 

واللافت للنظر أن موائد الرحمن أصبحت لكل الفئات وليس للفقراء فقط، حيث أصبحنا نرى العديد من الوجوه من «الرجال والسيدات»، ممن لا يبدوا عليهم أنهم من الطبقة الفقيرة، يتواجدون على موائد الرحمن. 

«مائدة كاملة العدد» 

وخلال تجربة واقعية، رصدنا الأجواء التي تحدث بإحدى موائد الرحمن، المتواجدة بمنطقة الإسعاف وسط العاصمة، حيث توجد مائدة يبلغ طولها عدة أمتار، أعلى الرصيف تعلوها زينة رمضان، والتي كانت «كاملة العدد». 

شاهدنا فريقًا من القائمين على تجهيز المائدة، ويقف على رأسهم رجل في العقد السادس من العمر، وبعد التحدث معه تبين أنه الحاج محمد عثمان صاحب إحدى الشركات المتخصصة في تجارة قطع غيار السيارات، والذي وقف يتابع إعداد المائدة لحظة بلحظة.

ولاحظنا أن المائدة تتوافر بها كافة المستلزمات لوجبة غداء كاملة، حيث يوجد «سرفيس» لكل شخص جالس على المائدة وأمامه زجاجة مياه معدنية، وكوب من العرقسوس المشروب الرمضاني الشهير، الذي لا يخلو من أي مائدة، بالإضافة إلى «برتقالة وموزة» لكل شخص. 

«مائدة عمرها 33 عامًا» 

من جانبه، أكد الحاج محمد عثمان، أنه يحرص على إقامة المائدة كل عام في شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أنه يحرص على إقامة المائدة في الأيام العادية طوال العام. 

وتابع: «بقالي 33 سنة بعمل مائدة والخير كله من عند ربنا.. ودعوات الناس ليا هي أكبر جايزة باخدها.. ورغم إني تعثرت ماليًا سنة 1996 إلا أنني كنت حريص على إقامة المائدة.. ودي عاده ربنا ميقطعهاش أبدًا إن شاء الله». 

أضاف الحاج عثمان، أنه رغم رغم الارتفاع الكبير في أسعار السلع واللحوم والدواجن والأسماك، إلا أنه يحرص على إقامة المائدة كالمعتاد كل عام، دون التقليل من الكميات المقدمة للمواطنين، مؤكدًا حرصه على إعداد الطعام بنفسه، والإشراف على توزيع الوجبات والتأكد من توافر كل شيئ. 

ولاحظنا الاهتمام الشديد بالنظافة، عقب الانتهاء من المائدة، حيث يقوم فريق من العمال بغسل كافة الأواني والمستلزمات بالمياه والصابون، ووضعها في المكان المخصص لها، لاستخدامها في اليوم التالي.