في الصميم

جلال عارف يكتب: سقوط الملك «بيبي»!!

جلال عارف
جلال عارف

لسنوات طويلة كان «نتنياهو» هو الملك المتوج الذى يتحكم فى السياسات الإسرائيلية حتى وهو فى المعارضة كان يظل «الملك بيبى» العائد حتما للحكم.. الآن ينزل «بيبى» عن عرشه.. أو يُجبر على ذلك!!

ولسنوات طويلة ظل نتنياهو يريد أن يحكم بائتلاف يمينى صرف يمكنه من تحقيق أهدافه فى التوسع والاستيطان وإرغام العالم على قبول عنصرية إسرائيل والتسامح مع احتلالها وفاشيتها ضد الفلسطينيين.. وحين تحقق حكم اليمين كانت ثلاثة شهور فقط كافية لكى تكشف للعالم الوجه القبيح لإسرائيل، ولكى تجعل الإسرائيليين جميعا يتوحدون ضد حكومة نتنياهو التى تقودهم نحو الكارثة!

فى معركته الأخيرة للسيطرة على القضاء، كان واضحا أن الرجل قد فقد «البوصلة» السياسية التى كانت تمكنه من المناورة وأنه لا يتصور أن ينتقل يوما من رأس السلطة إلى قاع السجن، وأنه بدلا من أن يكون قائدا لفصائل اليمين المتطرف قد أصبح أسيرا له، وأن حرصه على إرضاء زعماء العصابات اليمينية المتحالفين معه أقوى بكثير من حرصه المُفترض على سلام داخلى لا يتحقق فى ظل العنصرية وسياسة التمييز وإقامة المحارق والمذابح، وعلى سلام خارجى لا يمكن أن يتحقق إلا بسلام عادل مع الفلسطينيين ومع سياسة  تنسى أوهام التوسع وكراهية «الآخرين»!
وصل «الملك بيبى» إلى قرب خط النهاية. الدولة التى يحكمها تتظاهر كلها فى الميادين والمؤسسات كلها تضرب عن العمل، والانقلاب اليمينى الذى قاده يفشل بامتياز، والمعركة لم تعد ضد القضاء بل ضد كل أجهزة الدولة، والصراع لم يعد بينه وبين المعارضة.. بل مع الجميع إلا أنصار التطرف اليمينى ورموزه  الموضوعة على قوائم الإرهاب أو المطلوبة للمحاكمة. ولم تعد المطالب تتوقف عند وقف محاولة الهيمنة على القضاء، بل أصبحت التخلص من حكومة تقود المنطقة إلى الانفجار، وتفتح الأبواب أمام حرب أهلية.. أو انتحار جماعي!!

سيراوغ نتنياهو حتى اللحظة الأخيرة، وسيتراجع ـ ولو مؤقتا ـ فى المعركة ضد القضاء، لكن ذلك لن يجدى شيئا حتى لو استمر رئيساً للحكومة لفترة بعد تجميد قوانين الهيمنة على القضاء وعاد وزير الدفاع لموقعه. لن يكون نتنياهو هو «الملك بيبي» ولن تكون إسرائيل هى «الطفل المدلل» لدى الغرب وأمريكا بعد أن سقطت كل الأقنعة عن وجهها العنصرى واحتلالها النازى سيدعم زعماء عصابات اليمين المتطرف نتنياهو وحكومته حتى النهاية.. وسيسقطون معه!!