فى الصميم

معركة نتنياهو الأخيرة..!

جلال عارف
جلال عارف

لم تكن إسرائيل يومًا بمثل هذا الانقسام.. ولم يكن الحديث عن خطر «الحرب الأهلية» يبدو جادًا كما هو اليوم مع حكومة زعماء عصابات اليمين المتطرف التى تنفذ سياستها الفاشية ضد الفلسطينيين، وتمارس ـ فى نفس الوقت ـ تمييزًا عنصرياً ضد كل معارضيها الذين يتصاعد احتجاجهم المستمر ضد ما يعتبرونه «انقلابًا» فاشيًا لإخضاع القضاء وللسيطرة على كل مؤسسات البلاد ووضع مستقبلها فى مهب الريح!


حكومة زعماء عصابات اليمين المتطرف وضعت الشرطة فى قبضة الإرهابى «بن غفير» الذى أصبح مسئولا عن الأمن الداخلى، ونزعت من وزير الدفاع مسئولية التعامل مع الضفة والمستوطنات لتعطيها للإرهابى الآخر «سموتريتش» ثم بدأت فى استكمال مخططها للهيمنة الكاملة على القضاء لتصبح كل السلطات فى يد تحالف نتنياهو مع زعماء التطرف ودعاة الإرهاب ضد الفلسطينيين عمومًا، وضد خصومهم فى الداخل الإسرائيلى.. وما أكثرهم!


ورغم كل التحذيرات، واستمرار المظاهرات التى تضم مئات الألوف ضد «انقلاب» حكومة نتنياهو، فإنه مازال يؤكد استمرار السير فى مخطط السيطرة على القضاء الذى يعتبره إصلاحًا للقضاء وليس انقلابًا عليه!! التحذيرات كانت أولاً من المعارضة ومن قيادات سياسية وعسكرية سابقة تتصدر المظاهرات. الآن يتطور الوضع، التحذيرات من داخل الجيش والشرطة، وأخيرًا من وزير الدفاع الذى أعلن فى بيان له على التليفزيون أن الخلاف المحتدم يمثل خطرًا على الأمن، وأنه لا بديل عن وقف النظر فى التشريعات الجديدة الخاصة بالقضاء، والتى تحتاج فى رأيه لتوافق كبير قبل إقرارها.


وقبل ذلك كان رئيس الأركان الإسرائيلى يحذر من انقسام فى الجيش، وكان 200 طيار مقاتل يرفضون الالتحاق بالخدمة بسبب انضمامهم للاحتجاجات، وكان رئيس «الشاباك» يحذر أيضا من انفلات الأوضاع. وكانت قيادات سابقة مثل «باراك» قائد الجيش ورئيس الوزراء الأسبق تدعو علنًا إلى التمرد والعصيان ضد حكومة نتنياهو الذى يطالبه حلفاؤه الجدد فى الحكومة مثل «بن غفير» بإقالة وزير الدفاع، وبمحاكمة باراك وزعماء المعارضة، والمضى قدمًا فى تأكيد سيطرة اليمين المتطرف وفرض القوانين اللازمة لذلك!
دخول الجيش على الخط فى هذا الصراع هو العامل الأهم الآن. وما قاله وزير الدفاع «جالانت» الليكودى، يعنى أن الانقسام داخل حزب نتنياهو هو القادر على إنقاذ الموقف. سيطرة نتنياهو على الحزب تتهاوى.. وقد يكون هذا مفتاح الحل!!