صربيا وحلف «الناتو».. رواسب الماضي تحكم علاقة المستقبل

علم صربيا
علم صربيا

لا تزال علاقة صربيا، الجمهورية المتبقية من إرث يوغسلافيا الذي تفتت وانحل، مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يمثل أكبر معسكر عسكري غربي تتسم بالرتابة وسط رواسب الماضي التي تحكم العلاقة بين بلجرد وحلف بروكسل العسكري.

وأكد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، أن صربيا ستنسى عدوان حلف شمال الأطلسي "الناتو" عليها وقصفها بقذائف اليورانيوم المنضب عام 1999، فقط إن اختفى جميع الصرب، حسب تعبيره، في إشارةٍ واضحةٍ منه إلى عدم نسيان ما حدث من الحلف تجاه الصرب أواخر القرن الماضي.

وكان الرئيس الصربي يعيد بالحديث بالذاكرة لنحو ربع قرن إلى الوراء، حينما جرى استخدام الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المستنفد خلال قصف الناتو ليوغوسلافيا آنذاك عام 1999 خلال حرب كوسوفو، حيث ألقي ما يقارب 15 طنًا من اليورانيوم المستنفد خلال 3 أشهر.

بعد ذلك، شهدت صربيا، الوريث الشرعي لجمهورية يوغسلافيا التي تفككت، أعلى معدل للأورام الخبيثة في أوروبا، حيث تم تشخيص أكثر من 30 ألف شخص بالسرطان في السنوات العشر الأولى منذ التفجير.

رد رئيس صربيا على سفير واشنطن

وقال فوتشيتش ردًا على السفير الأمريكي في صربيا كريستوفر هيل: "واجبنا هو محاولة التسامح. ولكن نسيان عدوان الناتو سنكون قادرين عليه عندما نختفي من الوجود".

واستطرد قائلًا: "لن تتمكنون (الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو) من تحطيم هذه الدولة، وستعيش".

وأعرب هيل عن تعازيه لأهالي القتلى في قصف "الناتو" عام 1999، وأعرب عن أمله في أن "ينسى الصرب ضغينتهم" من أجل "مستقبل أفضل".

ويأتي ذلك بمناسبة ذكرى قصف "الناتو" لصربيا في 24 مارس في ذلك العام، والذي أودى بحياة أكثر من 2500 شخص، من بينهم 87 طفلا، وتسبب في أضرار بقيمة 100 مليار دولار، فيما سجل الأطباء عواقب استخدام اليورانيوم المنضب في ذلك القصف.