«الفتوش».. أغلى من الحد الأدنى للأجور في لبنان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يستقبل اللبنانيون شهر رمضان المبارك هذا العام مع استمرار الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة في البلاد، والمستمرة منذ عدة سنوات، وسط تدني مستوى الأجور للطبقات المتوسطة في البلاد.

وفي لبنان، يحبذ الكثير تناول "الفتوش" عند الإفطار، خاصةً أن هذه الأكلة من الوجبات الشعبية في بلاد الأرز، لكنها أضحت وجبة لا يقدر عليها سوى أصحاب الطبقات الميسورة في البلاد.

والفتّوش أحد أنواع السلطات التي تشتهر فيها بلاد الشام، خاصة لبنان، ويتكوّن هذا الطبق من قطع كبيرة نسبيًّا من الخيار والبندورة ومجموعة من الخضار، إضافة إلى قطع محمصة أو مقلية من الخبز، كما يُعصَر الليمون عليها ويُضاف زيت زيتون والسماق؛ لمنحها نكهة خاصة.

وفي مقارنة مع العام 2022، فقد ارتفعت كلفة إعداد طبق "الفتوش" من 50500 ليرة إلى 174123 ليرة لبنانية أي بارتفاع نسبته 244.8%.

الفتوش أعلى من الحد الأدنى للأجور في لبنان

وستفتقد العديد من الموائد الرمضانية في لبنان لطبق "الفتوش" لأن تكلفته صارت أعلى من الحد الأدنى للأجور.

وقال خالد أبو شقرا، الصحفي اللبناني المختص بالشأن الاقتصادي، لوكالة "سبوتنيك" الروسية إنه "بحسب الدولية للمعلومات فقد بلغت كلفة صحن الفتوش بوزن كيلو ونصف 174 ألف ليرة وارتفعت بنسبة مئوية هائلة بالآلاف مقارنة بعام 2019، إنما الملفت اليوم أن صحن الفتوش نفس صحن الفتوش عام 2019 كان بتكلفة 4500 ليرة لبنانية أي 3 دولارات، اليوم يكلف دولار ونصف على سعر صرف الدولار 110 آلاف ليرة، بالتالي القيمة الفعلية بالدولار انخفضت للنصف إنما ارتفعت بالليرة اللبنانية بشكل هائل جدًا".

وأوضح أنه "لا يمكن أخذ مؤشر سعر صحن الفتوش إلا بمقارنته مع ما يتقاضى اليوم اللبنانيين أو متوسط ما يتقضاه اللبنانيين بالدخل"، لافتًا إلى أنه "خلال العام 2019 إذا كان متوسط سعر الفتوش 4500 ليرة لبنانية هذا يعني أنه كان يشكل تقريبًا 0.6% من الحد الأدنى للأجور، اليوم إذا اعتبرنا أن الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص مليونان و600 ألف ليرة يعني تكلفة صحن الفتوش اليوم يشكل تقريبًا نسبة أعلى بكثير من الحد الأدنى للأجور، وفي القطاع العام متوسط الدخل بالنسبة ل80% من القطاع العام هو بحدود ال 6 أو 7 مليون ليرة.

وتابع قائلًا: "وبالتالي إذا أرادت العائلات إعداد طبق الفتوش على مدة 30 يومًا فهو يكلف تقريبًا الحد الأدنى لمتوسط الدخل الذين يتقاضوه في القطاع العام، وهي نسبة هائلة وتدفع بالكثير من اللبنانيين إلى عدم إعداد الوجبة الغذائية المهمة خلال شهر رمضان".