رمضان كريم على مصر والمصريين والأمة العربية والإسلامية.. اللهم بلغنا وإياكم صيامه وقيامه.. الْلَّهم أنعم عَليْنَا بِالْأمْنِ وَالإِيْمَانِ وَالْسَّلامَةِ وَالْعَوْن عَلَى الْصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآَنِ.
كان رسول الله يهنئ أصحابه بقدوم شهر رمضان: عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله : «أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجلّ عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلّق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، فيه ليلة هى خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم»، أخرجه أحمد، والنسائى، وصححه الألبانى فى «صحيح الترغيب»، و«تمام المنة».
ومن فضائل شهر رمضان نزول القرآن والكتب السماوية.. قال تعالى:﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ «البقرة:185».. وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ «القدر:1»..
وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ «الدخان:3».. وعن واثله بن الأسقع رضى الله عنه عن رسول الله قال: «أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشر مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمانى عشر خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان».. أخرجه أحمد والطبرانى فى «الكبير»، وحسن إسناده الألبانى فى «صحيح الجامع».
فليكن لنا نصيبٌ من القرآن فى هذا الشهر المبارك، الذى أنزل فيه، وليكن لنا فى رسول الله أسوة حسنة، ففى «الصحيحين» عن ابن عباس قال: كان رسول الله أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.. وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال : «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» أخرجه البخارى، ومسلم.. قال الإمام الخطابى: «إيمانا واحتسابا» أى نية وعزيمة، وهو أن يصوم على التصديق والرغبة فى ثوابه، طيبة به نفسه غير كاره له، ولا مستثقل لأيامه، لكن يغتنم أيامه لعظم الثواب» من «فتح البارى لابن حجر» «4/138-139».
كل عام ومصرنا الحبيبة بخير.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.
