فى الصميم

رمضان كريم.. ومصر جميلة!

جلال عارف
جلال عارف

رمضان المبارك يهل بنوره وكرمه.. شهر التكافل والتراحم يأتى لينشر فضله على الجميع فى ظل ظروف استثنائية لا تحتاج لشىء قدر حاجتها لأن يكون هذا التكافل حاضراً فى كل وقت.. وأن يكون التراحم هو ما يجمع الكل فى رحاب رمضان الكريم.

التكافل بين المصريين هو ميراث حضارة علمت البشرية التوحيد، وزرعت قيمة الخير، بجانب كونه قيمة دينية تجسد معنى الإخاء بين الناس كأفضل ما يكون، وتؤكد أن السعى للعدل يظل هدفاً للبشرية، وأن ليس أقرب لمرضاة الله من أن نتشارك فى السراء والضراء، وأن نوزع العبء فى الأوقات الصعبة على الجميع، وأن يتوزع الخير أيضاً ليصل للكل فى شهر كرمه أكبر من أى ظروف نمر بها.

هناك جهد لتوفير الاحتياجات الأساسية، وهناك وعى بأن هذا ليس وقت الكماليات التى تستنزف إمكانيات نحتاجها لدعم الإنتاج الذى نحتاجه بشدة، وهناك إدراك بأن مسئولية الدولة تتكامل مع مسئولية المجتمع كله، وبأن رمضان سيكون أجمل حين يسود التكافل وتنتصر قيمنا الأصيلة بأن الأقربين أولى بالمعروف، وبأن ما يحتاجه البيت له الأولوية، وبأننا جميعاً فى قارب واحد متساوٍ بين يدى الله ونحن نصلى ونصوم، ونعمل وننتج، ونتقاسم العبء والعائد بأقصى ما نستطيع من عدالة.

أعرف أصحاب مصانع كان حرصهم شديداً على الاحتفاظ بالعاملين معهم فى أوقات عانوا فيها كثيراً حتى انفرجت الأمور. وأعرف تجاراً لم يسيروا مع الذين  تباروا فى رفع الأسعار، بل قللوا من هامش ربحهم ليرفعوا العبء عن زبائنهم. وأعرف من وهب تكلفة "عمرة" كان ينويها ليساعد المحتاجين.. هؤلاء وأمثالهم كثيرون أجرهم عند الله أكبر وأعظم. يرزقهم الله فيستثمرون أموالهم فى مصر ومن أجلها. يستقبلون رمضان بنفوس لا تعرف إلا الخير للجميع بينما غيرهم يراقب مهموماً أخبار انهيار بنوك وضع أمواله فيها بأمريكا وأوروبا!!

رمضان كريم.. ومصر جميلة، وخليك فاكر!!