بسم الله

شكراً مصر «2»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

الذين لا يعرفون قدر مصر نقول لهم : مصر التى أنقذت كل شعوب الأرض من الموت جوعاً فى سنوات القحط العجاف، فاطعمتهم من خيرها فظلت صاحبة الفضل عليهم وعلى أحفادهم إلى يوم الدين، مصر التى ولد وترعرع فيها نبى الله موسى وكلمه الله فى الواد المقدس طوى لتكون المرة الأولى والأخيرة التى يصل فيها صوت الله إلى الأرض ويسمعه بشر. 

مصر أنجبت السيدة آسيا زوجة فرعون وهى أول امرأة يبنى الله لها قصرا بالجنة، مصر التى نزلت بها التوراة فى ألواح من السماء وهى التى أنزل الله فيها على بنى إسرائيل المن والسلوى،  مصر التى اختارتها بوحى إلهى مريم بنت عمران وطفلها الرضيع نبى الله عيسى بن مريم هربا من بطش أعداء الله فمكث بها سبع سنوات،  مصر التى ذكرت فى القرآن الكريم خمس مرات صراحة والعديد من المرات بالإشارة دون سائر بلدان الأرض وهى الوحيدة ايضا التى ذكرت فى كل الكتب السماوية ، مصر التى قال فيها رسول الله استوصوا بأهلها خيراً ..

وإن شعبها فى رباط «جهاد» إلى يوم الدين،  مصر التى قال فيها عمرو بن العاص إن امارة مصر تعدل كل باقى دولة الخلافة. 

مصر التى خلال المجاعة فى شبه الجزيرة العربية وموت الناس جوعا، أرسل لها عمر بن الخطاب بطلب الغوث من أهلها ويكتب ثلاث كلمات فقط «واغوثاه .. واغوثاه .. واغوثاه» .. فيجتمع المصريون ويقررون إنقاذ إخوانهم فى شبه الجزيرة العربية ويرسلون قافلة أولها فى المدينة المنورة وآخرها فى القاهرة، ويدعو عمر لمصر وأهلها بالخير والنماء والرخاء،  مصر هى الدولة الوحيدة التى خصها الله بالأمن والأمان بطولها وعرضها .. وقال جل علاه (وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) .

لا يهمنى من قال وما قيل ، هذا تاريخ مكتوب فى اللوح المحفوظ عند رب العزة سبحانه ، ومكتوب فى كتبه السماوية ، ومفصل فى القرآن الكريم ، و ايضا مكتوب على جدران المعابد ، وفى كتب التارخ والحضارة .

دعاء : اللهم إنا نستودعك مصر وأهلها ، فاحفظها من كل من يريد بها أو بأهلها شراً.