إنها مصر

الرئيس واحتفال البهجة

كرم جبر
كرم جبر

فى تقديرى أن أى امرأة مصرية استمعت لحديث الرئيس فى يوم المرأة «الاثنين أول أمس»، تشعر بالفخر والاعتزاز، لأن رئيس الدولة يضع فوق رءوسهن أوسمة التقدير والاحترام.

ولم يكن تقدير الرئيس للمرأة بالكلام فقط، ولكن بإجراءات مؤسسية تؤمن حقها فى الحياة الكريمة، وتحفظ كرامتها وكبرياءها، وتصونها من الإهانة، خصوصاً فى القضية الكبرى «الطلاق».

إصرار الرئيس على إصدار قانون جديد للأحوال الشخصية، يوثق الطلاق ويمنع تعذيب الزوجات فى المحاكم وعلى أيدى الفتاوى الضالة، وبما يتماشى مع الشريعة الإسلامية، ويطبق روحها ونصها ويعكس المعانى الحقيقية للإسلام، كدين سماوى لإسعاد البشرية وليس لشقائها.

وكانت المفاجأة الكبرى هى كشف النقاب عن حقيقة نسبة الطلاق فى مصر، بعد أن عشنا على وهم أن نسبته 34%، وساءت سمعتنا فى الداخل والخارج، وتعرضنا للسخرية والإهانة، بينما النسبة الحقيقية هى عُشر ذلك، بسبب أخطاء حسابية.

وهذا معناه أن بيوتنا ليست من زجاج، ولا أن الزواج يكون على ورقة طلاق، وغيرها من التحليلات التى سادت على أساس خاطئ، وأعاد الرئيس الاعتبار للشباب والفتيات.

ويتجسد إيمان الرئيس بحقوق المرأة فى فهمه الإنسانى الرائع كمشاعرها كإنسانة خلقها الله رقيقة وحساسة، وتحتاج تعاملاً واعياً من الرجل لينجح فى صياغة حياته معها، ويحفظ أسرته وعائلته ولا تحدث مشاكل.

والبيت هو المكان الآمن الذى يزرع فى نفوس أبنائه القيم والمبادئ واحترام الأسرة، ومن ينشأ فى بيت صالح تكون سلوكياته وتصرفاته مع بناته وزوجته على نفس المستوى، راعياً لهن وحافظاً لمشاعرهن، ولا يقبل لهن الظلم، خصوصاً فى حالات مجحفة مثل حرمان المرأة من الميراث.

من حق المرأة التى تنفصل عن زوجها، ألا تمد يدها أو تتسول حتى يُحكم لها بالنفقة، ومن هنا جاءت فكرة الصندوق الذى تعرض لهجوم ضارٍ من البعض، دون فهم لدوره العظيم فى حماية الأسرة، والتأكيد على أن الرسوم ستكون ضئيلة جداً ولا ترهق كاهل المقبلين على الزواج، لكنه حصانة قوية ضد غدر الزمن.

إنها المرأة المصرية التى أشاد الرئيس بدورها فى 30 يونيو، يوم خرجت من بيتها الصغير، تدافع عن بيتها الكبير، ولم تخف ولم ترتعش من بطش الجماعة الإرهابية، وشاهد العالم كله نساء مصر يخرجن لتفويض رئيس الدولة فى الحرب ضد الإرهاب، وأدركت الدنيا أن الجيش لم يقم بانقلاب، وإنما بدعم شعب يبحث عن الخلاص.

واستكملت المرأة دورها العظيم بتقديم أولادها الشهداء والمصابين للدفاع عن الوطن، وهى أغلى تضحية على مر الزمان، عندما يكبر ابنها أمامها ثم يتخرج ويصبح «ملو العين»، وبعدها يذهب لخالقه، وتعيش أسرته بقية عمرها حزناً وألماً على فراقه.

هكذا كان احتفال الرئيس بيوم المرأة، وساماً على صدر كل امرأة مصرية، تحصل على حقوق لم تحصل عليها فى تاريخها، وأهم هذه الحقوق إيمان الرئيس بالمرأة واعترافه وتقديره لأعمالها.

وأجمل ما فى يوم البهجة الأصوات الشابة الجميلة الذين قاموا بإحياء الحفل، وهؤلاء الذين يجب أن نرعاهم فى الداخل ونصدرهم للخارج، صور مشرفة عنوانها: مصر ولّادة.