مع حلول شهر مارس يتبادل الناس التهنئات حول العالم احتفالاً بعيد الأم، وتقام الإحتفالات وتتنوع من دولة لأخرى كل على حسب ثقافته وعاداته وتقاليده، وذلك اعترافاً وتقديراً بالجهود التى تبذلها كل أم من أجل رعاية أولادها وسط عواصف الحياة، وبالرغم من الإعتراف بعيد الأم فى شهر مارس عالمياً والذى بدأ بدعوة من الناشطة الأمريكية جوليا وارد خلال القرن التاسع عشر لجعل هذا اليوم عيداً رسمياً يحتفل به تكريماً للأمهات اللواتى فقدن أبناءهن فى الحرب الأهلية الأمريكية ليتحول مع الوقت إلى إجازة رسمية فى أمريكا، ليتحول بعد ذلك لعيد فى جميع أنحاء العالم والذى يختلف من بلد لآخر كما تختلف مواعيد الاحتفال به ما بين شهرى مايو وديسمبر ومارس.
إلا أن مصر القديمة كعادتها سبقت كل هذه الدول، وهو ما تم العثور عليه فى برديات يعود عمرها لأكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد وقدرت الأم وأقامت لها عيداً وتمثل ذلك فى الاحتفال بإيزيس رمز الأمومة والزوجة الصالحة فى الديانة المصرية القديمة، فخلدوها فى آثار معابدهم، وأقاموا مواكب للزهور تجوب القرى والمدن ويأتى ذلك فى آخر شهور فيضان النيل، كما وضعوا تمثالا ل»إيزيس» حاملة لابنها «حورس» وهى ترضعه فى غرفة الأم وأحاطوه بالزهور والقرابين، و فى العالم العربى سعى الكاتب الراحل مصطفى أمين مؤسس دار أخبار اليوم لجعل هذا الاحتفال عيدا رسميا فى مصر والذى تقدم به بطلب للرئيس جمال عبد الناصر فى عام ١٩٥٦ تمت الموافقة عليه لتتبعه بعد ذلك الدول العربية، أما فى اليابان فيحتفلون بهذا العيد المسمى «هاها لا مرحبا» يقام الأحد الثامن من شهر مايو عن طريق رسم الأمهات فى مسابقة فنية بمعرض، ويحصل الفائزون على جولة فى جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى طهى الأطعمة المفضلة للأم، وتقديم الهدايا مثل القرنفل الأحمر أو المناديل.
وفى بعض الأحيان يتولى الأطفال الأعمال المنزلية، وفى المكسيك يتم الاحتفال بهذا العيد فى العمل والمدرسة،ويقدم الاطفال لأمهاتهم البطاقات والزهور المصنوعة يدويًا،وفى السويد يتم الاحتفال به فى اليوم الأخير من شهر مارس وفيه يبيع الأطفال الزهور البلاستيكية الصغيرة كهدايا.، ثم يستغلون النقود فى عمل رحلات ترفيهية للأمهات،أما فى الهند فيحتفلون ببروتوكول خاص وهو راحة الأم من المهام والأعباء المنزلية اليومية التى تقوم بها، كما يقدمون الزهور والهدايا لها.
