بدون تردد

محمد بركات يكتب: للمرأة في عيدها

محمد بركات
محمد بركات

فى إطار الإنصاف وانحيازا للحق المستحق للمرأة، الأم والزوجة والابنة والأخت، التى نحتفل بها هذه الأيام بمناسبة عيد الأم، لابد أن نقول بكل الصراحة والشفافية كلاما مغايرا ومختلفا عما اعتدنا عليه طوال الأيام والشهور والسنوات الماضية وحتى الآن.

لقد اعتدنا أن نقول إنها نصف المجتمع، وهذا قول دارج نردده ونستخدمه فى كل المنتديات واللقاءات العامة وأيضا الخاصة، وكأننا نضفى عليها ميزة من باب التكريم الشخصى وحسن الخلق وكذلك الموضوعية،...، فى حين أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- قد سبقنا إلى هذا التكريم فى مواقفه وسلوكه وأقواله.

كما اعتدنا أيضا ممن يريد أن يعلى من شأنها أكثر، أن يطلق عليها وصف وتعبير أنها النصف الحلو فى الأسرة أو المجتمع،...، وهو فى ذلك يقصد المجاملة لها، ويريد فى ذات الوقت أن يجامل نفسه، بحيث يبدو فى صورة جيدة وراقية على المستوى الإنسانى والأخلاقي.

هذا هو ما اعتدنا عليه ونفعله ونقوم به ونقوله، ونحن نعتقد أو نظن أننا نجامل المرأة أو نعلى من قدرها أكثر مما يجب من باب التكريم، ولكن الحقيقة التى يجب أن ندركها ونؤمن بها على وجه اليقين، أن ذلك ليس كل الحقيقة بل هو جزء منها فقط.

حيث إن الواقع يؤكد فى كل بيت وكل أسرة أن الأم أكبر قدرا من ذلك بكثير، فهى بالفعل قوام البيت وأساس الأسرة وسر الاستقرار والتماسك فى البيت والأسرة.

وإذا كان الرجل هو عماد الأسرة والبيت وعمود الخيمة، فالأم هى الخيمة نفسها التى تحتضن كل الأسرة، وترعى بعطائها وحبها وعطفها كل أفرادها وشخوصها، ابتداء من الزوج والأب ثم الأبناء ووصولا إلى الأحفاد.

المرأة الأم هى نبع العطاء وكل الحنان، وهى المدرسة التى يتعلم منها وفيها الأبناء كل القيم الإنسانية والأخلاقية وأيضا الوطنية،...، وهى صانعة المستقبل بتربيتها للابن والابنة أصحاب هذا المستقبل، وهى بذلك الشريك الأكبر فى الحفاظ على الوطن وحمايته ودعمه وتقدمه.. وليست أبدا مجرد نصف شريك.