فيض الخاطر

حمدي رزق يكتب: في محبة دكر البط!!

حمدي رزق
حمدي رزق

تندرا هل يصح صيام الأول من رمضان دون بط على الإفطار؟!

المرحومة والدتى عن أمها (جدتى) عن الأسلاف، كانت تقتنى «دكر بط» قبل رمضان بأسبوع على الأقل، وتسمنه لتذبحه فى «الموسم»، ويترجم «الموسم» بأول يوم فى رمضان، وأسألها عن حكمة دكر البط فى رمضان، تضحك، البط لزوم الرفرافة، والرفرافة أى رفرفة القلب من تعب الصيام، يعالجها مرق البط .

بحثت مليا عن أصل الرفرافة، ومن معجم المعانى صادفت تفسيرا، الرَّفرافُ، خاطف ظِلِّه، وهو ضرب من العصافير، إِذا رأى ظِلَّهُ فى الماء انقضَّ عليه لِيخْطَفَه .. ولكن ماعلاقة هذا بالبط ؟!

وفى عيادة « مايو كلينك « وجدت تفسيرا أقرب إلى حكى أمي، تُعرف الرفرفة بأنها نوع من اضطرابات النظم القلبى ينتج عن مشكلات فى النظام الكهربي للقلب. تنبض الحجرتان العلويتان فى القلب «الأذينان» بسرعة كبيرة عند الإصابة بالرفرفة الأذينية. ويؤدى ذلك إلى زيادة سرعة خفقان القلب، هكذا يعالج الطيبون الرفرفة بالبط، يسند القلب المتعب من أثرٍ الصيام.

إذن، الرفرافة عيد أول رمضان، وتحرص كل أسرة على طبخ طائر «يرفرف» مثل البط أو الدواجن أو الديوك الرومى أوالأوز، والاحتفال بالرفرافة عادة توارثها المصريون، وتعتبر من الطقوس الدينية، ويشترط فى الذبيحة أن تكون طائرا له أجنحة ترفرف ويرفض الأهالى ذبح الأرانب أو الذبائح الأخرى مثل الخراف أو الماعز.

الرفرافة عادة خاصة فى القرى والنجوع ولابد أن تذبح كل سيدة طائرا وكل أسرة وظروفها، الطيبون لايزالون يفضلون البط البلدي، وبعض العائلات الميسورة تفضله «بط مستورد «، مسكوفى ومولارد..

لا تختلف الشرقية عن المنوفية عن محافظات وسط الدلتا فى طقس البط مطبوخا، البورسعيدية يفضلون « بط المرجان» وصوانى «الآممة» هى وجبة إفطار البورسعيدية، وهناك تفسير يقول أصل العادة يعود لأيام الجاليات الأجنبية ببورسعيد، حيث كانوا يحتفلون بعيد الشكر بتناول الديك الرومى، ما خلق عادة أكل البط لدى سكان بورسعيد الأوائل، كبديل محلى.