«وحوي يا وحوي».. الفانوس المصري يطيح بعرش المستورد

فوانيس رمضان
فوانيس رمضان

فتحي البيومي
وحوي يا وحوي، هيصوا يا بنات، رمضان جانا، أغان تتردد في الشوارع تصاحبها أضواء فوانيس رمضان وأضواء واجهات المحلات، لوحة فنية رائعة تخلق أجواء تعيدك مهما كان سنك إلى مرحلة الطفولة، تراها تعاد في ذاكرتك صورتك وأنت تحمل فانوسك المعدني ذو الشمعة القصيرة، يجتمع الصغار في ساحة الحارة كل منهم واضعا فانوسه في منتصف حلقة يدورون حولها مرددين "رمضان جانا بعد غيابه أهلا رمضان" مع انقضاء العشر الأوائل من شهر شعبان تستعد الشوارع في جميع المحافظات لاستقبال الشهر الكريم ونراها تتغير معالمها وتتزين بتجمعات بيع الفوانيس وياميش رمضان.

اقرأ أيضاً| مكاريوس.. شاب قبطي يُسعد المسلمين بفوانيس وزينة وشنط رمضان في قنا

ولكن قبل ذلك بشهر أو شهرين هناك أماكن لا يراها الكثيرون تضج بأصوات صنع "فانوس رمضان" فقد حل بنجاح في الآونة الأخيرة الفانوس المصري محل المستورد وقد لاقى رواجا كبيرا في الأسواق المصرية، لاختلاف خاماته وأشكاله التي تلبي جميع الأذواق والرغبات، فمنها ما ينحت عليه أسماء الأطفال أو تطبع صورهم عليه مما يزيد من سعادة الطفل لشعوره أن هذا الفانوس قد صنع له خصيصا.

"بوابة أخبار اليوم" داخل إحدى ورش تصنيع فانوس رمضان لترصد كيفية صناعته ومدى رواجه في السوق المصرية يقول أحمد محمد جمال أحد مصنعي الفانوس المصري، لقد بدأت في تصنيع الفانوس المصري منذ تسع سنوات وبمرور الوقت كان تتطور لدينا الأفكار والتصميمات مما يتواكب مع ظهور شخصيات كرتونية محببة للأطفال وأشكال مناسبة للمراحل السنية المختلفة بالحرص على شراء الفانوس ليس مقتصرا على الأطفال فقط بل هناك إقبالا كبيرا أيضا من الشباب والفتيات من سن الطفولة وحتى المراحل الجامعية، وكل مرحلة سنية تختلف من حيث الاذواق في اختيار الأشكال والرسومات.

وعن أنواع الفوانيس يقول "جمال" إن الأمر ليس مقتصرا على الفانوس بشكله التقليدي بل هناك أشكالا ومجسمات لمساجد وعرائس وشخصيات كرتونية وأبرز هذه الأشكال بوجي وطمطم وبكار للأطفال وعرائس وشخصيات "فنانيس" الشهيرة للكبار وهناك أيضا من يريد حفر الأسماء والصور الشخصية على الفوانيس.

ويذكر "جمال" أن الإقبال على الفانوس المصري أصبح كبيرا جدا عن ذي قبل ويرجع ذلك لارتفاع أسعار الفانوس المصري فالفانوس المستورد يصل سعره لأكثر من مائتي جنيه حاليا مقارنة بالفانوس المصري الذي يتراوح سعره بين السبعين جنيها والمائة جنيه وذلك وفقا للأحجام والأشكال فصلا عن الفوانيس ذات الحجم الكبير التى يتم استخدامها في إنارة الشوارع فالسعر هنا يختلف نظرا لكبر الحجم وزيادة المواد المستعملة من أسلاك كهربائية ولمبات إنارة كافية لتحقيق الإنارة المطلوبة.

    

وعن مراحل تصنيع الفانوس يقول "جمال" إن جميع المراحل تتم هنا داخل المصنع بدء من تجهيز الخامات والتصميمات فجميع التصميمات والأشكال نقوم بتنفيذها دون الحاجة إلى أي عنصر خارجي، بداية نقوم بالتصميم ثم إدخال الخامات في الماكينات الخاصة بالنحت والتفريغ وصولا إلى التجميع يدويا.


وعن فترات العمل في تصنيع الفانوس المصري يقول "جمال" نحن نبدأ العمل بتجهيز الخامات والأدوات اللازمة قبل رمضان بمدة تقارب ستة أشهر ولكننا نبدأ في توزيع المنتج بداية من شهر شعبان حيث تتوالى طلبات المعارض التى تقوم ببيع منتجاتنا وتزداد ساعات العمل بشكل تصاعدي كلما أقترب الشهر الكريم، وجدير بالذكر أن مراحل تصنيع الفانوس المصري والمجسمات المختلفة الاشكال التى ترمز إلى روحانيات الشهر الكريم تحتاج لمزيد من العمالة مما يوفر فرص عمل قد تكون موسمية لكنها تستغرق أكثر من نصف العام.


وعن التحديات التى تواجه صناعة الفانوس المصري يقول "جمال" إن ارتفاع الأسعار قد يؤثر على زيادة سعر المنتج لكننا نعمل على توافقها مع متطلبات السوق المصرية ونحن والحمد لله منتجاتنا تلاقي رواجا كبيرا في السوق المصري وأحرز تقدما ملحوظا في ارتفاع نسب البيع مقارنة بالسنوات الماضية.

    

وعن حالة استيعاب الأسواق الفانوس المصري يذكر "جمال" نحن نحقق معدل توزيع كبير كل سنة عن السنة التى تسبقها والمواطن المصري أصبح لديه ثقة كبيرة في المنتج المصري ويراه مميزا من حيث التصميم والمتانة، وأن منتجاتنا تلاقي ترحيبا كبيرا من مختلف الأعمار والأذواق مما جعلنا نتقدم كثيرا من حيث كميات الإنتاج والتوزيع.

 
وعن أكثر الاشكال والمجسمات طلبا يؤكد "جمال" أن أكثر من يطلب الفانوس عموما هم الأطفال لذلك نرى أن أكثر الأشكال طلبا من الشخصيات الكرتونية الشهيرة مثل بوجي وطمطم وبكار، تليها المراحل السنية الأكبر وفي هذه المراحل يكون الطلب على العرائس وشخصيات فنانيس الشهيرة وأنواع أخرى تطلب خصيصا مثل حفر الأسماء والصور الشخصية.


ويقول "جمال" في السنوات الأخيرة أصبح الفانوس المصري يحتل مكانة متقدمة عن المستورد في الرواج في الأسواق المصرية مما يساهم في تشغيل فئات متعددة بداية من الأخشاب والمعادن االمختلفة، وكذلك منتجات العرائس والمجسمات، وحتى الأسلاك واللمبات الكهربائية.